هونغ كونغ تستقبل طلاب هارفرد الدوليين المتضررين من قرار ترامب

 

شؤون آسيوية – هونغ كونغ –

 

أعلنت مدينة هونغ كونغ استعدادها لفتح جامعاتها أمام الطلاب الأجانب المتضررين من قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحرمان جامعة هارفارد من امتياز قبول الطلاب الأجانب.

ويأتي القرار كخطوة لافتة وسط تصاعد التوترات لا سيما التجارية بين الصين وواشنطن، كما تأتي وسط أزمة غير مسبوقة بين البيت الأبيض وجامعة هارفارد العريقة.

وفي خضم هذا التصعيد، أعلنت وزيرة التعليم في هونغ كونغ، كريستين شوي، يوم الجمعة الماضي، أن جامعات المدينة الصينية ستفتح أبوابها أمام الطلاب الأجانب المتضررين من السياسات الأمريكية، مع فرض تدابير قبول مبسطة ودعم أكاديمي خاص.

وأشارت شوي إلى أن جامعات هونغ كونغ، رغم ترتيبها العالمي المتواضع “مصنفة 105 عالمياً” مقارنة بهارفارد، إلا أنها مستعدة لتقديم بيئة تعليمية مستقرة وجذابة.

وكانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قررت إنهاء اعتماد برنامج هارفارد للطلاب الاجانب، بدءاً من العام الدراسي المقبل، في إطار حملة تشديد الهجرة وسياسات التعليم التي تتبعها إدارة ترامب.

 

بكين وواشنطن: بين الطلاب والسياسة والحرب التجارية

وإن كانت فرنسا اقترحت مسبقاً خطة لجذب الكفاءات العلمية والبحثية من الولايات المتحدة، إلا أن العرض السخي المقدم من هونغ كونغ يثير تساؤلات عن أهدافه الحقيقية، في ما إن كانت بكين تسعى لتعزيز نفوذها الأكاديمي، واستقطاب العقول الشابة التي تتعرض لضغوط بسبب سياسات ترامب.

ويرى مراقبون أن دعوة هونغ كونغ تأتي وسط تصاعد المواجهة بين بكين وواشنطن، ليس فقط على خلفية ملفات التجارة والتكنولوجيا، بل أيضاً بسبب السياسات التعليمية، والاتهامات المتبادلة بالتدخل بالشؤون السياسية داخل الجامعات.

وفي السياق، تبرز هونغ كونغ التي لطالما كانت منطقة حكم ذاتي صيني بواجهة دولية، كأداة ضغط دبلوماسي ناعمة في يد بكين.

ولم تتردد بكين سابقاً بوصف سياسات ترامب بأنها “تسييس للتعاون الاكاديمي”، وحذرت من تأثيرها السلبي على صورة الولايات المتحدة عالمياً.

وتصاعدت المواجهة بين الجامعة الأمريكية المصنفة أولى عالمياً “هارفارد” وبين إدارة الرئيس ترامب بعد أن رفعت هارفارد دعوى قضائية ضد قرار الحكومة الأمريكية، واصفة إياه بأنه “انتهاك صارخ” للدستور الأمريكي، وبناءاً عليه، علقت قاضية أمريكية تنفيذ قرار الحكومة مؤقتاً، يوم السبت، إلا أن الحكومة أعربت عن نيتها الاستئناف، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “ليس للقضاة غير المنتخبين الحق في منع الإدارة من ممارسة سلطتها المشروعة على سياسات الهجرة والأمن القومي”.

وبحسب المعطيات، فإن القرار الأمريكي يهدد مستقبل أكثر من 6800 طالب أجنبي، ما نسبته 27% من طلاب الجامعة، الأمر الذي يتسبب بإرباك برامج أكاديمية كبرى ومراكز أبحاث، وذلك قبل أسابيع فقط من تخريج الدفعة العالية للعادم الدراسي الجاري.

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الطلاب الدوليين في هارفارد هم من الصين، ويرى مراقبون بأنهم يقعون في قلب صراع أوسع بين واشنطن وبكين، يتجاوز مجرد سياسات الهجرة إلى معركة نفوذ ثقافي وتعليمي، وكانت آخر التهم الموجهة من قبل إدارة ترامب لجامعة هارفارد بأنها “متهمة بالتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني”، ما يدفع مراقبون للتساؤل: هل عرض هونغ كونغ هو مجرد ملاذ بديل للطلاب؟ أم أنه ورقة ضغط جديدة في المواجهة المستعرة بين البلدين؟

 

المصدر: مونت كارلو الدولية

More From Author

رسالـة إلى دعــاة التطبيــع: أفتطمعــونَ أن يستقيمَ حـالُ الصهاينــة؟!

أكثر من ثلاثة آلاف شركة في معرض غربي الصين الدولي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *