شؤون آسيوية – القاهرة –
دعا الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، الصينيين إلى زيارة المتحف الذي يضم مجموعة فريدة من الكنوز الأثرية، واعتبره “هدية مصر للعالم”.
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (السبت) الماضى المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة، وسط حضور دولي غير مسبوق.
وشارك في حفل الافتتاح 79 وفدا رسميا من دول العالم، من بينها 39 وفدا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، إلى جانب ممثلي عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
وقال غنيم، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن المتحف المصري الكبير “كما قال رئيسنا هدية مصر للعالم، وهذا يحمل في طياته معانٍي كثيرة، أولا: المتحف يغير من سياق السياحة في مصر، ويعزز السياحة الثقافية، وهو أمر بالغ الأهمية، ومصر رائدة في هذا المجال، لكنها تبرزه في شكل جديد، والأمر لا يقتصر على تراثنا بل يتعلق أيضا بكيفية عرضه”.
وأضاف أنه “أكبر متحف في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة، ونحن نؤكد للعالم أجمع أننا قادرون على ذلك، لكن لدينا أدوار أخرى نؤديها في المجالين العلمي والتعليمي، وهذه هي الرسالة الرئيسية التي نحاول إيصالها من افتتاح المتحف”.
وأردف المسؤول المصري، أن المتحف المصري الكبير “يضم الكثير من الكنوز الفريدة، خاصة تلك المتعلقة بالملك توت عنخ آمون، كما يضم مركز ترميم عالمي المستوى ومختبرات علمية، وهذا يعد إحياء لدورنا الذي ينبغي أن نقوده في العالم أجمع، ليس الأمر أننا مخترعو علم المصريات، بل كيف نحافظ عليه ونثبت أننا دائما في الصدارة، ونظهر ذلك من خلال عرض القطع الأثرية الفريدة، وقدرات الترميم التي نمتلكها”.
وتوقع غنيم أن يلعب المتحف المصري الكبير دورا كبيرا في تنشيط السياحة في مصر، قبل أن يضيف “لقد تغير المشهد العام للمتحف بدءا من إنشاء مطار جديد مرورا بالمخطط العام الذي وضع للمتحف وعدد الفنادق والمناطق الترفيهية التي يمكن استخدامها لخدمة هذا المكان الفريد”.
ورد غنيم، على سؤال حول آفاق التعاون الثنائي بين مصر والصين في مجال التبادل الثقافي والحوار الحضاري، بالقول إن “هذه مسألة بالغة الأهمية لأن مصر والصين فريدتان في هذا الصدد، ولا أعتقد أن أي دولة أخرى تمتلك هذا”، في إشارة إلى تفرد الحضارتين المصرية والصينية.
وأضاف أن “سبل التعاون الثنائي يمكن أن تكون مثمرة للغاية ليس فقط من حيث تبادل القطع الأثرية، بل أيضا من حيث إمكانيات الترميم ووسائل التعاون العلمي والبحثي”.
وختم قائلا “أود أن أقول للصينيين: عليكم الحضور لرؤية أقدم حضارة أخرى بجانب حضارتكم، ونحن في انتظاركم في مصر، وتحديدا في المتحف المصري الكبير”.
ويقام المتحف المصري الكبير، الذي يضم 12 قاعة عرض، على مساحة تبلغ نحو 500 ألف متر مربع على هضبة الجيزة على خط واحد مع أهرامات الجيزة الثلاثة، ليكون بذلك أكبر متحف في العالم خصص لحضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة.
ويحتوي المتحف على نحو 100 ألف قطعة أثرية، تغطي جميع عصور الحضارة المصرية القديمة، ومن أبرز هذه القطع مقتنيات الملك توت غنخ آمون، البالغة 5992 قطعة، تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922.
ومن القطع البارزة أيضا مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو، الذي شيد الهرم الأكبر بالجيزة، ومراكب الملك خوفو “أقدم وأضخم مراكب خشبية في التاريخ”، وتمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه نحو 11 مترا، والمسلة المعلقة الوحيدة في العالم.
وبلغت التكلفة الإجمالية للمتحف، الذي استغرق بناؤه أكثر من 20 عاما، نحو 1.2 مليار دولار.
وبدأت فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس.
وتعول مصر كثيرا على افتتاح المتحف لإنعاش الحركة السياحية الوافدة إليها، حيث تعد السياحة إحدى أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.
المصدر: شينخوا

