spot_img

ذات صلة

جمع

مكالمة قد تغير التاريخ: لحظة ترامب وبيزشكيان لإحلال السلام

شؤون آسيوية - بقلم سيد حسين موسويان*/ أعربت إدارة ترامب...

هل يُخيّب ترامب آمال نتنياهو؟

د. هيثم مزاحم ** يقول الكاتب الإسرائيلي إيتان غلبواع...

عيد الربيع الصيني.. رمز للفرح والتقاليد

شؤون آسيوية - بقلم تشو شيوان ** مع اقتراب موعد...

ترامب مهتم بزيارة الصين والهند قريباً

شؤون آسيوية – واشنطن - أبلغ الرئيس...

من الرماد ….. ما مستقبل غزة؟

خاص شؤون آسيوية، مقالة: أوليفر ماك تيرنن، ترجمة: معهد...

دور منتدى التعاون الصيني العربي في تطوير العلاقات البينية

شؤون آسيوية – بقلم د. ابتسام العامري* –
أبدت الصين اهتماماً متزايداً بالتعاون المشترك مع الدول العربية خاصة في قطاع الطاقة لدعم اقتصادها، وحل مشكلاتها التنموية في الداخل، وتعزيز موقعها على المستويين الآسيوي والعالمي ، وساعدت سياسة الإنفتاح التي اعتمدتها الصين في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي على تعزيز التعاون وتطويره مع جميع الدول العربية ، من هنا بدأت تتحقق تدريجياً الأهداف المباشرة والطويلة الأمد التي ساهمت في إنشاء منتدى التعاون العربي- الصيني وفي مقدمتها : تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية لتحقيق الاستقرار الداخلي ومعالجة مشكلات الفقر والبطالة، ومساعدة الصين للدول العربية في البحث عن حل سلمي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، وتشجيع العرب على تأدية دور فاعل في إقامة عولمة أكثر عدالة وإنسانية ، ومساعدة دول الخليج العربية على حماية مصادر الطاقة لضمان التنمية المستدامة في دولها .
تمكنت جامعة الدول العربية والصين من ايجاد آلية فعالة ومتطورة تساعدهما من تعزيز العلاقات العربية – الصينية من خلال الاتفاق على تأسيس منتدى للتعاون العربي- الصيني في عام 2004 ليكون اطارا للحوار والتعاون الجماعي يقوم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة وعلاقات شراكة تتميز بالتعاون والتكافؤ. وقد أولى الجانبان العربي والصيني أهمية بالغة لتنفيذ وتفعيل ما توصلا اليه من قرارات وتوصيات إلى درجة أن المنتدى تحول بعد مرور 20 عاماً على تأسيسه الى منصة ناجحة للتعاون بين الصين والدول العربية في شتى المجالات. وقد طرح الرئيس الصيني السابق هو جنتاو أربعة مبادئ أساسية لتنمية العلاقات العربية – الصينية في ظل المنتدى وهي: تعزيز العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل، وتكثيف التواصل التجاري لتحقيق التنمية المشتركة، وتوسيع التبادل الثقافي لتحقيق الفائدة المتبادلة، وتوطيد التعاون في المحافل الدولية لحفظ السلم العالمي. وقد أدى المنتدى منذ تأسيسه حتى الآن دوراً مهماً بوصفه إطاراً فعالاً للحوار الجماعي وتطوير علاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية بما يتفق مع مصالحهما الأساسية والاستراتيجية، والإسهام في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في العالم.
لقد شكل تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي خطوة مهمة لتطوير العلاقات الصينية العربية وفق منظور إستراتيجي طويل الأمد. وبفضل الجهود المشتركة تطورت نشاطات المنتدى بصورة كبيرة وفق آليات متنوعة حققت إنجازات مهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والشعبية. وقد اتخذ التعاون في ظل هذا المنتدى منحاً تصاعدياً من حيث الإنجازات المتحققة، وذلك خلال السنوات الـــ20 الماضية من عمر تأسيسه والإنجازات التي حققها دفعت الجانبين الى بذل المزيد من الجهود لتطويره وتحسين مستوى أعماله ونشاطاته .
إن للمنتدى فرصة استراتيجية مهمة تتمثل بنجاح مسار المفاوضات لتحرير التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وانتشار هذا المسار نحو أجزاء أخرى من المنطقة العربية، إذ من الممكن أن تتحول العلاقة بين الطرفين مستقبلاً الى كتلة اقتصادية واحدة لتفادي تذبذب أسعار الطاقة والمعادن التي تؤثر بشكل سلبي على التجارة البينية بين الطرفين، وخاصة في ظل وجود مجالات تعاون جديدة وواعدة مثل الاستثمار المشترك في الصناعات البتروكيمائية والطاقات المتجددة والزراعة والتقانة العالية والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
يمكن للعرب أن يبنوا لأنفسهم مكانة مميزة في النظام الدولي من بوابة توافقهم مع المكانة الجديدة التي يريد الرئيس الصيني شي جين بينغ تحقيقها للصين عالمياً، وبما يمكنهم من الارتقاء بمكانتهم الضعيفة على الصعيد الدول، فضلاً عن الإفادة من الصين في بناء تنمية عميقة لدولهم ومجتمعاتهم. لكن عليهم الانتباه إلى أن الوقت الذي ستصبح فيه الصين ذات مكانة عالمية متقدمة لن يبدأ قبل العام 2049، وهو العام الذي خططت له الصين في أن تصبح فيه القوة الاقتصادية الأولى عالمياً.
لذا سيكون من المفيد للعرب ان يبدأ تقاربهم مع الصين منذ الآن استعداداً لدورها المستقبلي، والاستعداد للانتقال من الطابع التجاري الذي يحكم هذه العلاقة الى الدور الحضاري الذي يقوم على آلية الاستفادة من التطور التكنولوجي للصين في مقابل ما يقدمه العرب للأخيرة من النفط الحيوي لاستمرار صناعتها.

*أستاذة جامعية وباحثة عراقية.

spot_imgspot_img