وسط تصاعد المواجهة الأمنية.. طهران تسقط طائرة إف-35 ومسيرة إسرائيلية وتعتقل خلايا مرتبطة بـالموساد

شؤون آسيوية – طهران –

 

أعلنت السلطات الإيرانية عن إسقاط طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز “إف-35″، أثناء تحليقها في أجواء منطقة جواد آباد قرب مدينة ورامين جنوب شرقي طهران.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها طهران إسقاط طائرة شبح من هذا الطراز المتطور داخل أراضيها، في مؤشر على تطور قدراتها الدفاعية الجوية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

بالتزامن مع ذلك، نشرت وسائل إعلام إيرانية مشاهد قالت إنها تظهر حطام طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز “هرمز” تم إسقاطها في محافظة أصفهان شمال إيران، في سياق الرد الإيراني المتواصل على العدوان المباشر الذي تتعرض له أراضي الجمهورية الإسلامية منذ الثالث عشر من يونيو الجاري، في إطار عملة “الوعد الصادق 3”.

وعلى المستوى الأمني الداخلي، تواصل أجهزة الاستخبارات الإيرانية تنفيذ عمليات مكثفة في مختلف المحافظات، تستهدف ما تصفه بالخلايا المرتبطة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.

حيث أعلن جهاز استخبارات الحرس الثوري عن توقيف خمسة عملاء في محافظة لرستان، قال إنهم كانوا يعملون على نشر الشائعات وزعزعة الاستقرار الداخلي، بما يخدم أجندات إسرائيلية تهدف إلى إرباك الرأي العام وتفكيك الجبهة الداخلية.

من جهة أخرى، شهدت مدينة ري، جنوب العاصمة طهران، اشتباكاً مسلحاً بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعة يُشتبه في ارتباطها بالموساد، كانت تخطط بحسب المصادر الإيرانية لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في مناطق مكتظة بالسكان في قلب العاصمة. وأسفر الاشتباك عن إحباط المخطط واعتقال عدد من عناصر الخلية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول عدد المعتقلين أو جنسياتهم.

وفي السياق، أعلنت الشرطة الإيرانية عن مصادرة أربع عشرة طائرة مسيّرة كانت تُعد للاستخدام في أعمال معادية، بالإضافة إلى كشف ورش سرية لتصنيع المسيّرات وقطع الغيار الخاصة بها في عدد من المحافظات، منها طهران وأصفهان والبرز.

وأكد المتحدث باسم الشرطة، العميد سعيد منتظر المهدي، أن الجهات المعادية استخدمت مركبات خاصة لنقل هذه الطائرات بين الأقاليم في محاولة لإخفاء أنشطتها عن أعين الأجهزة الأمنية، مضيفاً أن هذه الأنشطة جرى ضبطها بالكامل، وأن المتورطين فيها يخضعون حالياً للتحقيق.

وكانت السلطات الإيرانية، أعلنت، في الأيام الماضية، عن اكتشاف عدد من الورش السرية الإضافية ومراكز تخزين معدات مسيّرة في مناطق متعددة، فضلاً عن توقيف العشرات ممن وُجهت إليهم تهم تتعلق بـ”العمل لصالح العدو” أو “إثارة الفتن” ضمن سياق العمليات الإسرائيلية داخل إيران.

وفي الشمال الغربي للبلاد، أعلنت قوات “فيلق أنصار المهدي” التابعة للحرس الثوري عن إحباط محاولة إسرائيلية لاستهداف معسكر “زين الدين” الواقع في منطقة أَبهر بمحافظة زنجان.

ولم يتم توضيح طبيعة الهجوم، إلا أن البيان الصادر عن الفيلق أكد أن الهجوم تم التصدي له بشكل كامل ومنع تنفيذه، في وقت تعزز فيه القوات الإيرانية من وجودها في المواقع الحيوية ضمن إجراءات استباقية لحماية منشآت عسكرية وحساسة.

هذه التطورات تجري في ظل التطبيق الصارم لقانون “مواجهة الأعمال العدائية للكيان الصهيوني”، الذي أقره البرلمان الإيراني في وقت سابق، وتنص مواده على تجريم أي تعاون استخباري أو إعلامي أو دعائي مع إسرائيل، وفرض أقصى العقوبات بحق المتورطين، سواء كانوا أفراداً أو كيانات.

وتقول السلطات الإيرانية إن هذه الإجراءات تشكل جزءاً من استراتيجية وطنية شاملة لحماية الأمن القومي وردع أي محاولات لاختراق الحدود أو تقويض الاستقرار الداخلي، خاصة في ظل ما تعتبره طهران سياسة إسرائيلية منظمة تستهدف العمق الإيراني عبر الوسائل العسكرية والاستخباراتية والإعلامية.

ورغم التصعيد الواضح، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي يؤكد أو ينفي إسقاط طائرة “إف-35″، ما يفتح باب التحليلات بشأن ما إذا كانت إيران قد نجحت فعلاً في استهداف الطائرة الشبحية المتقدمة باستخدام منظومة دفاع محلية أو بدعم من حلفاء مثل روسيا، خصوصاً مع تداول تكهنات حول وجود أنظمة رادارية جديدة تم نشرها في المناطق المحيطة بطهران خلال الأشهر الأخيرة.

وتشير كل المعطيات إلى أن المواجهة بين إيران وإسرائيل دخلت مرحلة جديدة من الانكشاف الاستراتيجي والتصعيد المباشر، لم تعد تقتصر على ساحات النفوذ الإقليمية أو المواجهات بالوكالة، بل باتت تتمحور حول استهداف متبادل في العمق، باستخدام أدوات متطورة وشبكات أمنية واسعة، في ظل صمت دولي حذر وترقّب إقليمي حاد لمآلات هذا التصعيد المتسارع.

 

المصدر: الميادين + الجزيرة نت

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *