صواريخ إيرانية تضرب تل أبيب الكبرى.. وطهران تعتقل عشرات الجواسيس وتتصدى للهجمات الإسرائيلية

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على إيران، شهدت الساعات الماضية تطورات ميدانية وأمنية متسارعة، تمثّلت في رد إيراني واسع استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في عمق الأراضي المحتلة، بالتزامن مع تصدّي الدفاعات الجوية الإيرانية لهجمات معادية واعتقال العشرات من عناصر شبكات تجسس.

 

المسيّرات والصواريخ في تل أبيب ومطار بن غوريون

أعلن حرس الثورة الإيراني، فجر السبت،  تنفيذ عملية معقدة وواسعة النطاق استهدفت مراكز عسكرية واستخباراتية إسرائيلية في وسط فلسطين المحتلة، بما في ذلك مطار بن غوريون، عبر وابل كثيف من الطائرات المسيّرة الهجومية من طراز شاهد 136 وصواريخ باليستية دقيقة، مزودة بتقنيات توجيه متطورة تعمل بالوقود السائل والصلب.

وقالت مصادر إيرانية رسمية إن العملية حققت أهدافها بدقة، وتمكنت من تدمير مواقع محددة مسبقاً بشكل كامل، ضمن بنك أهداف يعتبر الأكثر حساسية منذ بداية هذا التصعيد.

 

ضرب تل أبيب الكبرى

من أبرز نتائج الهجوم الإيراني، سقوط أحد الصواريخ في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير في أحد المباني. وأثارت الضربة حالة من الذعر والشلل في “تل أبيب الكبرى”، مع إطلاق صفارات الإنذار في مدن عدة، أبرزها “نتانيا، أسدود، بات يام، وبطبيعة الحال تل أبيب”، حيث دُعي المستوطنون للبقاء في الملاجئ.

ولا تقتصر أهمية “حولون” على بعدها الجغرافي، إذ تضم مواقع تكنولوجية وصناعية على تماس مع الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، إضافة إلى مراكز مراقبة ومقار شرطية وأمنية متقدمة. كما تستضيف المدينة المعهد التكنولوجي الإسرائيلي الذي يُعد شريكاً بحثياً في مشاريع تتعلق بالجيش والدفاع، وتُعتبر جزءاً من البنية التحتية الحاسمة لمنطقة غوش دان، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه، ما يضفي بُعداً استراتيجياً على الضربة الإيرانية.

 

غارات إسرائيلية واغتيالات

نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات مكثفة استهدفت عشرات المواقع في طهران، قم، أصفهان، خرم آباد ومدن أخرى، وقال إنه اغتال ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم:

سعيد إيزادي: قائد “فيلق فلسطين” في قوة القدس، واتهمته إسرائيل بالتنسيق مع حماس وحزب الله، وإدارة ملف دعم الفصائل في الضفة وغزة، كما زُعم أنه كان على علم مسبق بهجوم 7 أكتوبر.

بهنام شهرياري: مسؤول نقل الأسلحة والتمويل للفصائل المقاومة، وكان على اتصال مباشر مع قادة من حماس.

قائد وحدة الطائرات المسيّرة في سلاح الجو التابع للحرس الثوري، لم يُكشف اسمه حتى اللحظة.

كما أكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل 5 من أفراد الحرس الثوري في هجوم على خرم آباد، وارتقاء طفل وشخص آخر في قصف استهدف مبنى سكنياً في حي السلارية بمدينة قم، فضلاً عن إصابة عدد من المدنيين.

 

إسقاط 200 مسيرة الإسرائيلية

في الداخل الإيراني، تمكنت الدفاعات الجوية من التصدي لعدد كبير من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة طهران ومدن أصفهان وزنجان وتبريز وكرج وشيراز. وأفادت المصادر الإيرانية بإسقاط ما لا يقل عن 200 طائرة مسيّرة إسرائيلية منذ بداية التصعيد قبل أكثر من أسبوع.

وأعلن نائب محافظ أصفهان أن بعض الغارات كانت تستهدف مواقع نووية حساسة، مؤكداً نجاح الدفاعات الجوية في صد الهجوم دون تسجيل أي تسرب إشعاعي.

شبكات تجسس في قبضة إيران: تفكيك خلايا للموساد في العمق الإيراني

بالتوازي مع التصعيد العسكري، كشفت الأجهزة الأمنية الإيرانية عن تفكيك عدد كبير من خلايا التجسس التابعة للموساد الإسرائيلي. وأعلنت عن اعتقال 54 جاسوساً في محافظة خوزستان، وتفكيك شبكة من 22 عنصراً في محافظة قم بتهم التجسس وإثارة الفوضى الإعلامية، إضافة إلى إلقاء القبض على 8 عملاء أثناء محاولتهم الهروب من الحدود الغربية.

وأكدت الجهات المختصة أن هذه العناصر كانت تنفذ عمليات دعم معلوماتي ولوجستي للعدوان الإسرائيلي، وتخطط لأعمال تخريبية داخل الأراضي الإيرانية.

 

خسائر في إيران وتكتم إسرائيلي على حجم الأضرار

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن استشهاد 430 مدنياً وإصابة أكثر من 3500 آخرين منذ بداية العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى استهداف ثلاث مستشفيات وست سيارات إسعاف، في خروقات صارخة للقانون الدولي الإنساني.

وفي المقابل، أكدت مصادر إيرانية أن الاحتلال يتكتم على حجم خسائره البشرية، حيث يقوم بدفن قتلاه ليلاً. وتحدثت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية عن خسائر بملياري شيكل نتيجة ضربة إيرانية على معهد وايزمان للعلوم، حيث دُمرت 3 مبانٍ بحثية وتضررت منشآت أخرى.

 

نقلة في قواعد الاشتباك

تُجمع التحليلات على أن ما يجري بين طهران وتل أبيب يتجاوز مجرد ردود فعل متبادلة، ليؤسس لمرحلة جديدة من الحرب المركّبة، التي تشمل الضربات الدقيقة، المواجهة السيبرانية، تصفية القيادات، وتفكيك الشبكات الاستخباراتية.

وتشير الوقائع إلى أن الطرفين يمتلكان بنوك أهداف حيوية وعميقة لدى بعضهما البعض، وأن تصعيداً أكبر قد ينزلق إلى مواجهة إقليمية أشمل، مع إمكانية انخراط أطراف حليفة مثل حزب الله أو فصائل عراقية ويمنية، في حال استمر العدوان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *