شؤون آسيوية – بيروت –

في خطوة مفاجئة أثارت ردود فعل في أوساط دبلوماسية ودوائر سياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، أقالت وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس من منصبها كنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، وذلك في نهاية مايو 2025.
وبحسب تقرير نشرته مجلة Politico، فإن أسباب الإقالة تعود بشكل أساسي إلى “سلوك مهني غير ملائم”، خصوصاً فيما يتعلق بطريقة تعاطي أورتاغوس مع زملائها داخل الوزارة.
وأشارت مصادر من وزارة الخارجية إلى أنّ شكاوى داخلية تراكمت بشأن “أسلوبها الفظ” و”ضعف التنسيق مع دوائر أخرى”، ما دفع إلى اتخاذ قرار باستبعادها من المهام الخارجية.
وأكّدت مصادر لـMTV اللبنانية أن الإقالة ليست متعلقة بالشأن اللبناني أو بموقفها من حزب الله أو إسرائيل، بل تتعلق بسلوك إداري داخلي لا يتماشى مع المعايير المهنية المتوقعة داخل وزارة الخارجية.
وأفادت المصادر ذاتها بأن أورتاغوس كانت تسعى منذ فترة للحصول على ترقية لتولي ملف سوريا بدلاً من توماس باراك، غير أن رد الوزارة جاء عكسياً، حيث لن يتم تكليفها بأي مهام دبلوماسية خارجية لاحقاً، وبدلاً من ذلك، ستُسند إليها مهمات داخلية ضمن الهيكل الإداري للوزارة.
ضمن التبعات المباشرة للقرار، تم إلغاء زيارة كانت مقررة لأورتاغوس إلى بيروت، حيث كانت تتولى متابعة ملف لبنان جزئياً.
في المقابل، من المنتظر أن يتسلم جويل رايبورن منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وسيُشرف على الملف اللبناني بشكل مباشر، وهو ما يعتبر مؤشراً على عدم تراجع الولايات المتحدة عن زخمها الدبلوماسي تجاه لبنان.
في تل أبيب، أثارت الإقالة نوعاً من القلق، نظراً لعلاقة أورتاغوس الوثيقة بدوائر صنع القرار الإسرائيلي ودعمها العلني لتوجهات تل أبيب، خاصة في ما يتعلق بملف حزب الله، غير أن مصادر إسرائيلية مطلعة أوضحت لوسائل إعلام عبرية أن الخطوة لا تأتي في إطار “عقاب” لمؤيدي إسرائيل، بل جزء من إعادة هيكلة واسعة في إدارة السياسة الخارجية الأميركية، بما يتماشى مع توجهات ما بعد ترامب وداخل إدارة بايدن الثانية.
وتشير تقارير مستقاة من مصادر دبلوماسية في بيروت إلى أن أداء أورتاغوس كان مثيراً للجدل، و”أدى إلى أضرار في العلاقة مع بعض الحلفاء”، على حد وصف تقرير لقناة “الجديد” اللبنانية.
ويُقال إن علاقتها ببعض الشخصيات اللبنانية كانت متوترة، خصوصاً مع وليد جنبلاط وقائد الجيش، ما جعل من الصعب على واشنطن المضي قدماً في اعتمادها كمبعوثة فعالة في هذا السياق.
ورغم إقالة أورتاغوس، فإن مصادر في واشنطن أكدت أن هذه الخطوة لا تعني تراجعاً في الموقف الأميركي من حزب الله أو من أولويات الشرق الأوسط، بل هي “إعادة ضبط تكتيكية”، تراعي تغير الظروف السياسية الإقليمية، خاصة في ظل احتمال تجدد المفاوضات الأميركية–الإيرانية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *