شؤون آسيوية – بكين –
نجح أول جهاز صيني للعلاج بالنيوترونات البورونية، والذي يتمتع بحقوق ملكية فكرية مستقلة تماما، في علاج مريض مصاب بسرطان البلعوم الأنفي المتكرر مؤخرا في مستشفى الشعب بمدينة دونغقوان في مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.
وتستفيد هذه الطريقة المبتكرة لمكافحة السرطان من مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية الصيني الذي يعرف بلقب “المجهر الفائق” الصيني.
وصرح تشن خه شنغ، أكاديمي من الأكاديمية الصينية للعلوم والمدير العام للمرحلة الأولى من مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية في الصين: “هذا مثال على النجاح في تحويل تكنولوجيا مصادر النيوترونات الانشطارية إلى تطبيقات الطب السريري،” مضيفا: “هدفنا هو توفير الرعاية الصحية للجميع، وتمكين المستشفيات المحلية على مستوى المدن من تشغيل هذه المعدات”.
واستذكر تشن مسيرة بناء مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية في الصين من الصفر وحتى تحقيقه لإنجازات في كسر الاختناقات المتعددة في المجالات التكنولوجية المحورية في البلاد، معربا عن مشاعره العميقة قائلا: “في ظل المنافسة العلمية الدولية الشديدة الحالية، هناك طلب محلي قوي للغاية على المرافق العلمية الحيوية الضخمة. يجب ألا ندخر جهدا في تسريع وتيرة بناء وتطبيق هذه المرافق مثل مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية”.
وتتميز مقاطعة قوانغدونغ التي تقف في طليعة الإصلاح والانفتاح في الصين، بالتفوق في تنمية القطاعات الصناعية، لكنها كانت قد واجهت، في السابق، نقاط ضعف كبيرة في قدراتها على الابتكار الأصلي.
لذا قررت البلاد قبل عشرين عاما، إنشاء أول مشروع لمصادر النيوترونات الانشطارية في الصين والرابع من نوعه في العالم في مدينة دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ، لضمان أن تخدم هذه المرافق العلمية الحيوية الضخمة، بأسرع وقت ممكن، أولويات التنمية الوطنية وسبل تقدم التكنولوجيات الصناعية.
وقاد تشن فريقه للتجذر في المدينة، متغلبين على تحديات كبيرة تراوحت من جداول البناء إلى جودة الهندسة.
واستشهد تشن بمثال قائلا إنه: “نظرا لعدم وجود خبرة في بناء الأنفاق في المناطق الجنوبية التي تكثر فيها المياه الجوفية، واجه المشروع عقبات بسبب تسرب المياه إلى النفق، ما أدى إلى إعادة أعمال البناء. ومع ذلك، ومن خلال الجهود الدؤوبة، تم الانتهاء منه في النهاية في الموعد المحدد”.
وقال تشن إنه خلال فترة الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025)، زاد عدد مقاييس الطيف النيوتروني التي تعد محطات تجريبية تم إنشاؤها بناء على مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية، من 3 في البداية إلى 11. ويمتلك كل مقياس طيف “مجموعة مهارات” فريدة، ما يدفع تطور “القوى الإنتاجية الحديثة النوعية” في مختلف المجالات.
وساهمت هذه الأجهزة بشكل كبير في تحليل الاختناقات المتعددة في المجالات التكنولوجية المحورية في البلاد، من قياس عمر عجلات القطارات فائقة السرعة إلى تحسين أداء بطاريات السيارات الكهربائية.
وعلاوة على ذلك، أدت هذه المرافق إلى العديد من الاختراقات في العلوم الرائدة، حيث كانت بمثابة “مجسات” مثالية للبحوث الجديدة في مجال المواد فائقة التوصيل والمواد النانوية والمواد الطوبولوجية.
وحتى الآن، أكمل مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية الصيني 14 جولة من الانفتاح على العلماء في مختلف أنحاء العالم، حيث يعمل لأكثر من 5000 ساعة سنويا. وساهم في إكمال ما يقرب من 2300 مشروع بحثي مع وجود أكثر من 9000 مستخدم مسجلين فيه.
وأضاف تشن قائلا: “بدأ بناء المرحلة الثانية من مشروع مصادر النيوترونات الانشطارية الصيني، كما هو مخطط في الخطة الخمسية الـ14، في أوائل العام الماضي. ومن المتوقع أن تزداد قدرة مصادر النيوترونات الانشطارية للمشروع خمسة أضعاف، مع توسيع عدد محطات التجارب إلى 20 محطة، وبالتالي تغطية جميع مجالات أبحاث تشتت النيوترونات تقريبا عند اكتماله بحلول عام 2029”.
المصدر: شينخوا