طهران: لا مفاوضات نووية دون ضمانات أمنية.. ومستعدون للرد على أي عدوان

شؤون آسيوية – طهران –

 

أبدت إيران تحفظاً حيال العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات النووية، مشترطة ضمانات أمنية مسبقة ورافضةً في الوقت ذاته أي شكل من أشكال الحوار مع “العدو الإسرائيلي”.

وفي أول مقابلة له مع وسيلة إعلام أميركية داخل إيران منذ التصعيد الأخير، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي لشبكة “سي بي إس نيوز”: “لا أعتقد أنّ المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة”. وأضاف: “علينا أولاً ضمان عدم استهدافنا بهجوم عسكري خلال المفاوضات، وهذا ما يجعلنا نحتاج إلى مزيد من الوقت”.

عراقتشي شدّد على أنّ “أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبداً”، مبيّناً أن شكل الدبلوماسية بعد الحرب الأخيرة لن يكون كما قبلها، وأن مستقبل العلاقات الدولية لإيران سيتحدد بناءً على سلوك الدول خلال الأزمة.

وكرّر عراقتشي موقفه الرافض لاعتبار القصف وسيلة فعالة لتعطيل برنامج إيران النووي، قائلاً: “لا يمكن القضاء على تكنولوجيا وعلم التخصيب بالقصف”. وأوضح أن بلاده قادرة على إصلاح الأضرار وتعويض الوقت الضائع إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك، مشدداً على أن البرنامج النووي السلمي أصبح “مصدر فخر ومجد وطني، ولن يتراجع الشعب بسهولة عن التخصيب”.

وفي تصريح سابق، بيّن وزير الخارجية الإيراني، أن طهران كانت قد أعدت مقترحاً متوازناً يتضمن ثلاث ركائز: استمرار التخصيب داخل البلاد، رفع العقوبات بشكل كامل، والالتزام بعدم السعي إلى السلاح النووي، مؤكداً أن إمكانية التوصل إلى اتفاق كانت قائمة قبل التصعيد الأخير الذي “ضيّع تلك الفرصة”.

وعن الاتهامات بوجود اتصالات سرية مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، نفى عراقتشي صحة هذه الروايات بشكل قاطع، قائلاً إن “كل ما يُقال عن وجود مفاوضات مع العدو الإسرائيلي أو مع الولايات المتحدة غير صحيح”.

وأكد عراقتشي أن إيران أظهرت قدرتها على الدفاع عن نفسها خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، مضيفاً: “سنواصل الدفاع عن أنفسنا في حال تعرضنا لأي عدوان”، لافتاً إلى أن العودة إلى التفاوض ستكون مبنية على “حسابات التكلفة والعائد، ووفقاً للمصالح الوطنية العليا”.

وفي السياق، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن إيران لا تزال تدرس قرار العودة إلى المفاوضات، وأنه “لم يُحدد أي تاريخ بعد”، مشيرة إلى أن استئناف المباحثات “قد لا يكون قريباً”.

كما شددت على أنّ إيران “تعتمد على الدبلوماسية في حل مشاكلها” وأنها “لا تترك طاولة الحوار، بل الأطراف الأخرى هي من ينتهك التعهدات”.

وحول التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضحت مهاجراني أن تعليق التعاون معها جاء وفقًا لمقررات معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مضيفةً أن بلادها ستتخذ الإجراءات التي تخدم مصالحها الوطنية. في المقابل، طالبت مجموعة السبع إيران بالعودة الفورية للتعاون الكامل مع الوكالة وتوفير معلومات يمكن التحقق منها، مؤكدين أن المنشآت النووية “لا ينبغي أن تكون هدفاً لأي هجوم”.

هذا وكان دبلوماسيون إيرانيون انتقدوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمين إياها بتوفير غطاء لإسرائيل لشن هجماتها على المنشآت النووية الإيرانية، في وقت طالب فيه مندوب إيران في الأمم المتحدة بمحاسبة أميركا وإسرائيل على الهجمات، معتبراً أن “الاستناد إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة لتبرير الهجوم هو تحريف للقانون”، واصفاً القصف الأميركي بأنه “عمل عدواني مخالف للميثاق”.

في المقابل، دعت مجموعة السبع إلى استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل، دائم، وقابل للتحقق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأعربت عن دعمها لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مؤكدة في الوقت ذاته على أمن إسرائيل كأولوية.

 

المصدر: وكالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *