الرئيسية بلوق الصفحة 7

الشرق الأوسط الجديد والفوضى اللاخلَّاقة

0

بقلم حاتم الطائي*/

◄ أمريكا لن تتراجع عن تنفيذ مُخططها للشرق الأوسط مهما اختلفت المُسميات

◄ إيران نقطة استهداف في “المُخطط”.. وحكمة طهران تتغلب على مكائد الغرب

◄ على العرب التوحُّد وإعادة تعريف الأمن الإقليمي بما يخدم المصالح الوطنية

لا يتوقف الغُراب الأمريكي عن النعيق في سماء الشرق الأوسط المُلبدة بغيوم الحرب والصراعات الطائفية والفتن التي تؤججها أطراف خارجية، بينما ترزح شعوب المنطقة تحت وطأة العوز والفقر والاقتتال الداخلي، وهناك من يرقب ويُخطط ويُحيك المؤامرات والدسائس، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا تنفك عن تنفيذ مخططها لما تسميه “الشرق الأوسط الجديد”، وفق نظرية “الفوضى الخلاقة” التي كشفت عنها إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، على لسان وزيرة الخارجية- آنذاك- كونداليزا رايس.

“الفوضى الخلاقة” التي بدأت بتدمير العراق مع احتلاله في 2003 وإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، استمرت بعد ذلك بخطى بطيئة نسبية، لكنها حققت قفزة غير مسبوقة مع اندلاع ما يُسمى بـ”ثورات الربيع العربي”، وسقوط عدة أنظمة عربية وخلخلة أخرى، كان آخرها السقوط المدوي للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، بعد نحو 13 عامًا من حرب أهلية طاحنة تسببت في دمار هذا البلد فعليًا اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وأخيرًا عسكريًا على يد الكيان الصهيوني، الذي انتهز بكل خسِّة انهيار النظام لينقض على ما تبقى من الجيش العربي السوري، والذي هو من مُقدرات الدولة السورية وليس النظام.

الحقيقة المُؤسفة التي لا يستطيع أحد إنكارها، هي أنَّ الإدارات الأمريكية المُتعاقبة، من جمهوريين وديمقراطيين، لم تتراجع- خلال العقدين الماضيين- قيد أنملة عن تنفيذ مُخططها للشرق الأوسط، الذي كان في البداية باسم “الشرق الأوسط الكبير” ثم تحوَّل بعد ذلك إلى “الشرق الأوسط الجديد”، وبينهما أطلقت واشنطن “صفقة القرن” التي فشلت فشلًا ذريعًا رغم كل الضجيج الذي ثار حولها والتقارب والتطبيع بين دول عربية والكيان الإسرائيلي. وأيًا كان المُسمى فإنِّه بلا ريب لا يهدف سوى لتوفير كل سُبل الأمن والحماية للكيان الإسرائيلي السرطاني المزروع في قلب الأمة العربية، ذلك الكيان الذي يُنفذ أبشع جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة تحت أبصار العالم أجمع، دون أن يتحرَّك ساكن.

وعندما نتأمل في دوافع وأهداف مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، نكتشف أننا أمام مُخطط خبيث يعتمد في الأساس على حروب الجيل الرابع، التي تُوظِّف الشائعات والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في تدمير الدول من الداخل، عبر هدم البنية المجتمعية وزرع بذور الشقاق والفتن، والتشكيك في مؤسسات الدولة، وإلحاق تهم الفساد بالمسؤولين وبث اليأس والإحباط في نفوس الشباب، فيتحول كل ذلك إلى ذخيرة تدفع الجماهير للخروج في الشوارع وتدمير مُقدرات الدولة، وهذه مرحلة شاهدناها لحظة بلحظة في العديد من الدول منذ عام 2011. وثمة جزء آخر من هذا المُخطط يعتمد على الحرب التقليدية وكذلك “الحرب الهجينة”، والأولى تحققت في احتلال العراق وتدميره من الداخل، ومن ثم إشعال جذوة الطائفية بين المذاهب، وتأجيج المناطقية والعشائرية، وخلق عدو وهمي مثل “داعش”، بهدف القضاء على ما تبقى من منظومة الدولة الوطنية. أما الحرب الهجينة فهي تلك التي تجمع بين أدوات الحرب التقليدية من معارك قتالية مباشرة على الأرض، وكذلك حرب الجيل الرابع، مثل ما حدث في دول مثل سوريا وليبيا والسودان، وقبلها محاولات في مصر وتونس، من خلال زرع تنظيمات إرهابية في المناطق الرخوة بالدولة، تستهدف فصل الأراضي عن الدولة المركزية، بهدف خلق كيانات وتنظيمات مُسلحة تكون منطلقًا لتنفيذ عمليات إرهابية، خاصة تلك المُوجهة نحو الدول المُستقرة في منطقتنا الخليجية.

ولعلني أقفُ هنا مليًّا أمام ما جرى في سوريا من تحولات دراماتيكية، والتي لا يُمكن فصلها بأي حالٍ من الأحوال عمّا يجري من إبادة جماعية في غزة، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية بلا توقف. وما يُؤكد ذلك أنَّ مجرم الحرب بنيامين نتنياهو استغل الفراغ الأمني في سوريا، ليُجهز على مقدرات الجيش السوري، ويُدمر هذا الجيش بالكامل، في مشهد مأساوي مُحزن، أعاد للأذهان ما تعرض له الجيش العراقي من قبل ومن بعده الجيش الليبي، ولا أحد يعلم من التالي؟!

ولا شك أنَّ مخطط الشرق الأوسط يجد كل التأييد من المجرم نتنياهو، والذي أعلنها صراحة في أكثر من مُناسبة وعلى الملأ أنه يسعى لتغيير خريطة الشرق الأوسط، في تمازج تام مع المشروع الأمريكي الخبيث، وما حرب غزة إلّا جزء من هذا المخطط، الذي يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه في الضفة وغزة والقدس، عبر التهجير القسري وتنفيذ المذابح وتدمير كل مقومات العيش، وتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للعيش، وهذا ما توقعناه منذ بداية العدوان البربري وما زلنا نؤكد عليه.

ويبدو أنَّ مخطط الشرق الأوسط الجديد لم يعد يتبقى له سوى معركة اليمن، الذي يُمثل آخر حصون المُقاومة ويُبلي بلاءً حسنًا رغم التضحيات والإمكانيات المحدودة؛ فالصواريخ الفرط صوتية والباليستية التي تنطلق من اليمن نجحت مرات عدة في أن تخترق حصون الصهاينة وتُلحق الدمار بهم، كما نجح اليمنيون في إسقاط مقاتلة أمريكية وتدمير بوارج أمريكية، علاوة على إخراج سفن حربية أمريكية من الخدمة بفضل ما حققوه من إصابات مُباشرة بها.

إيران هي الأخرى، ستكون نقطة استهداف في مخطط الشرق الأوسط الجديد، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تعرض لها محور المُقاومة في غزة ولبنان وسوريا، وانحسار الدور الإيراني تقريبًا بالكامل في هذه الجبهات الثلاثة. ورغم أنَّ الدولة الإيرانية تتعاطى بحكمة وصبر مع محاولات توريطها في فخ المواجهة المباشرة مع إسرائيل وتسعى لحماية مشروعها النووي واستعادة عافيتها الاقتصادية، إلّا أننا نعتقد أنَّ المجرم نتنياهو لن يتوقف عن مواصلة الاستفزازات والاعتداء على المصالح الإيرانية، خاصة في ظل حكم ترامب.

ولذلك نرى أنَّ المشروع الأمريكي اليوم، بات أمام محطة فاصلة في مسار تنفيذه، مع عودة ترامب إلى سدة البيت الأبيض؛ حيث نتوقع أن يكون أكثر عنفًا في تنفيذ المُخطط، من منطلق العنجهية الأمريكية التي يمثلها ترامب، وثقافة “الكاوبوي” (راعي البقر) الذي لا يُؤمن إلا بلُغة الرصاص وإطلاق النيران، وإيقاع الآخرين في شباك الأسر، بكل عنصرية وغباء منقطع النظير. فيكفي أن يُعلن ترامب تهديده للعديد من دول العالم فقط من أجل إخضاعهم، حتى قبل أن يصل إلى المكتب البيضاوي ويُمسك بمفاتيح الحقيبة النووية، إلى جانب تأييده اللامحدود لنتنياهو ورغبته في توسيع دولة الاحتلال لأنَّه يرى أنَّها “صغيرة جدًا”!! ولذلك لا يجب علينا أن نتوقع أي سلام أو حلول عادلة للقضية الفلسطينية؛ بل- مع الأسف- مزيد من الظلم والعدوان.

ويبقى القول إنَّ المُخططات التي تُحاك لمنطقتنا لم تَعُد خافيةً على أحد، وأصبح الجميع يُدرك حتمًا أنَّ المنطقة تسير نحو منعطفات تاريخية، قد تُغيِّر وجه الشرق الأوسط، خاصةً وأنَّ الولايات المتحدة لا ترى إلّا بعينٍ واحدة فقط، أمن إسرائيل ومصالحها، بينما الواقع يؤكد أن هناك إقليم بأسره ودول عدة تريد هي الأخرى أن تشعر بالأمن، وهناك شعب فلسطيني يُريد أن يسترد حقوقه المنهوبة ويتحقق العدل في المنطقة، لكن من المؤسف أن أمريكا لا تتعلم من دروس التاريخ، وأن هذا الصلف تجاه الشرق الأوسط سينقلب على الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة، وفي المقابل على العالم العربي ودول المنطقة أن تُعيد النظر في مفاهيم الأمن القومي العربي، وأن يبتعدوا عن التشرذم والفُرقة، وأن يحرصوا على توحيد السياسات والتنسيق المُشترك من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل والتنمية المُستدامة في المنطقة، وكل ذلك لن يتحقق إلّا بإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

*رئيس تحرير جريدة الرؤية العمانية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية

هكذا سيواجه محور المقاومة الاستراتيجية الإسرائيلية – الجزء الثاني

شؤون آسيوية – بقلم د. هيثم مزاحم **/

تحدثنا في المقالة السابقة عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه محور المقاومة بقيادة إيران، واعتقاد المسؤولين الإسرائيليين بأنهم حققوا انتصارات مهمة على المحور في غزة ولبنان وسوريا، ما يُغريهم بتوسيع عدوانهم إلى اليمن، وربما لاحقًا إلى العراق وإيران، حتى إن المجرم الصهيوني الأكبر بنيامين نتنياهو أعلن أنهم أمام شرق أوسط جديد يتربع الكيان على عرشه!

لكن الوقائع تدحض هذه المزاعم، وتؤكد صمود محور المقاومة في مُعظم الجبهات وعمله على إعادة ترميم بعض حلقاته والإعداد لمواجهات مقبلة مع الكيان الغاصب. وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعبان الفلسطيني واللبناني منذ “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، وتركيز العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المدنيين في إبادة جماعية وجرائم حرب موصوفة، وتدمير المباني والمنشآت الحيوية وهدم المنازل والبنى التحتية ونسف الأحياء والبلدات والقرى وجرف الطرق، إلّا أن المقاومة لا تزال صامدة في قطاع غزة وجنوب لبنان، فيما جبهة الإسناد اليمنية تواصل دكَّ المدن الإسرائيلية ببعض صواريخها ومسيراتها.

صحيحٌ أن حصيلة الشهداء والجرحى والمفقودين مرتفعة جدًا في غزة ولبنان نتيجة الغارات الوحشية البربرية لقوات الاحتلال على مبانٍ سكنية مأهولة ومستشفيات ومدارس ومراكز إيواء للنازحين، إضافة إلى استشهاد بعض كبار قادة المقاومة في فلسطين ولبنان، في طليعتهم الشهيدان إسماعيل هنية ويحيى السنوار، والشهيدان السيدان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، فضلًا عن ارتقاء آلاف الشهداء من المجاهدين في غزة والضفة الغربية ولبنان.

لكنَّ ذلك لا يعني هزيمة المقاومة كفكرةٍ ومشروعٍ وحقٍ قانونيٍ ودينيٍ وقوميٍ وإنسانيٍ، ولا انكسار محور المقاومة بتعدد ساحاته. نعم، وقعت أخطاء استراتيجية وتكتيكية وتعرض المحور لإخفاقات وضغوطات دولية ومحلية، دفعته إلى التراجع والانكفاء في بعض الجبهات، وقبول وقف إطلاق النار في لبنان، والتفاوض على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وهي تراجعات لاستعادة الأنفاس وإعادة ترميم البنى العسكرية والتنظيمية، وحقن دماء المدنيين من تغوّل الإبادة الصهيونية المجهزة بأحدث الأسلحة الأميركية والغربية.

المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تواصل مُقارعة قوات الاحتلال والتصدِّي لعدوانها المتواصل على الأحياء والمخيمات والمدن منذ نحو 15 شهرًا مُتواصلة، وذلك رغم الصعوبات الجسيمة التي واجهتها بفعل الإبادة الجماعية للمدنيين، وتفاقم العدوان الوحشي على كل مخيمات النازحين والمنشآت كالمستشفيات والمدارس، ورغم الحصار وانقطاع خطوط الإمداد الداخلية والخارجية للسلاح والمواد الأولية لتصنيعه، فضلًا عن النقص الفادح في الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء.

المقاومة الفلسطينية تشن يوميًا عمليات ضد مواقع قوات الاحتلال، وخصوصًا في مناطق التوغل في شمال قطاع غزة وجنوبه، وتنصب الكمائن لجنوده وآلياته وتتصدى لتوغلاته واجتياحاته المستمرة، في صمود أسطوري منقطع النظير، قد لا يكون له مثيل له في التاريخين القديم والحديث.

ومع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو.

وبعد مرور نحو 15 شهرًا على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يستطع بعد من تحقيق أهدافه المعلنة وأبرزها القضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى، وتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

وإن دلّ ذلك على شيء، فهو يدل على انتصار المقاومة في فلسطين ولبنان في حرب الإرادات، فإرادة القتال والصمود لدى المقاومة على أرضها، هو أهم عوامل استمرارها برغم الحصار والضغوط والتضحيات والمؤامرات.

والمعركة التي يخوضها محور المقاومة هي معركة فاصلة ومهمة؛ إذ يُراد لهم أن يستسلموا أمام المشروع الإسرائيلي- الأمريكي، ليبدأ عهد جديد في المنطقة بزعامة الكيان الغاصب، يتوّج باتفاقات أبراهام جديدة مع دول عربية وإسلامية وتطبيع شبه شامل مع العدو الإسرائيلي.

ففي لبنان، على الرغم من قبول حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل لمدة شهرين، وانتهاك العدو اليومي للاتفاق، تحت أعين قوات اليونيفيل اليومية واللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، إلّا أن الحزب لا يزال يتمتع بجهوزية عالية، لجهة العديد والعتاد والصواريخ والمسيّرات. وقد صمد مقاتلو الحزب 65 يومًا في مواجهة الغزو البري الإسرائيلي ومنعوا قوات العدو من التقدم أكثر من كيلومترات محدودة في بلدات وقرى الحافة الأمامية المحاذية لفلسطين المحتلة. والآن تستغل إسرائيل وقف إطلاق النار وانسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وفقًا للقرار الدولي 1701، وتقوم باحتلال بعض البلدات والقرى وتتوغل في البعض الآخر وتقوم بهدم ونسف منازل وغارات على مواقع أخرى بزعم وجود منصات صواريخ وأسلحة للمقاومة فيها.

لكن حزب الله، الذي يعمل على ترميم بنيته التنظيمية والعسكرية، يصبر على هذه الانتهاكات والاستفزازات الصهيونية، تاركًا الأمر للدولة اللبنانية ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار، كي تعالج هذه الخروقات، وحتى لا يُعطي ذريعة لإسرائيل كي تستأنف عدوانها على لبنان.

وعلى الرغم من المزاعم الإسرائيلية بأنها قضت على 80 في المئة من قدرات حزب الله وصواريخه، إلّا أن الاستخبارات الأمريكية تُقدِّر أن الحزب لا يزال يحتفظ بـ50 في المئة من قوته السابقة. بينما تنفي مصادر حزب الله هذه التقديرات وتؤكد على احتفاظها بمعظم قوتها وخاصة البشرية منها، برغم سقوط بين 1200 و1500 شهيد للمقاومة منذ فتح الحزب جبهة إسناد غزة في الثامن أكتوبر 2023.

وإذ تراهن إسرائيل على التحوُّل الاستراتيجي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وخروج قوات حزب الله وإيران من سوريا، وإغلاق طريق إمداد الحزب من إيران عبر العراق فسوريا إلى لبنان، فإن المقاومة في غزة كانت محاصرة لعقدين وتمكنت من تهريب السلاح وتصنيعه في القطاع، بينما يتمتع حزب الله بحرية حركة أكبر في لبنان، ولديه مخزون كبير من الأسلحة.

أما الواقع الاستراتيجي الجديد المتمثل في خروج سوريا من محور المقاومة كطريق إمداد وظهير للمقاومة في لبنان، فسيكون حزب الله ومحور المقاومة قادريْن على احتواء هذا التحوُّل، والإعداد للمستقبل باستراتيجية مقاومة جديدة. فعندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 ووصلت إلى العاصمة بيروت والبقاع الغربي والشمال، على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة دمشق، والذي أعقبه خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانسحاب الجيش السوري إلى البقاع والشمال، وقيام نظام موالٍ لأمريكا وإسرائيل في لبنان، ظنَّ البعض أننا دخلنا في العصر الإسرائيلي. وما هي إلّا أيام حتى بدأت عمليات المقاومة اللبنانية في بيروت والجنوب، فاضطرت قوات الاحتلال إلى الانسحاب من بيروت بعد أسابيع ومن معظم لبنان بعد أقل من 3 سنوات، لتُكرِّس احتلالها للشريط الحدودي المحتل الذي أطلقت عليه تسمية “الحزام الأمني”. واستمرت عمليات المقاومة الإسلامية وتطورت قدراتها وأساليبها إلى أن اضطر العدو الصهيوني إلى الانسحاب الأحادي من جميع الأراضي اللبنانية باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، من دون أية شروط أو توقيع معاهدات أو اتفاقات سلام، وذلك في 24 مايو 2000.

وإذ نعود بالذاكرة إلى تلك المرحلة؛ حيث كانت المقاومة تتألف من مئات المقاومين فقط وأسلحتها عبارة عن رشاشات كلاشينكوف وقاذفات “آر بي جي”، والعبوات الناسفة والألغام الأرضية، لنؤكد أن عديد المقاومين وعتادهم وبيئتهم الحاضنة حاليًا قد تضاعفت آلاف المرات عن فترة الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين.

لا خوف على المقاومة المسلّحة بالعقيدة الدينية والواجب الوطني، ودعم معظم الشعب اللبناني، فهي التي أرعبت الكيان خلال عقدين، وهزمت قواته في عام 2006، وألحقت الخسائر الكبيرة فيها خلال العام 2024. لكن لا بُد من إجراء مراجعة شفّافة لبعض الإخفاقات والخروقات التي عانى منها حزب الله ومحور المقاومة ومعالجتها، ووضع استراتيجية دفاعية مع الحكومة والجيش اللبنانيين، لتحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة وحماية لبنان من أي عدوان صهيوني مُقبِل.

** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية- لبنان

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

استراتيجية إسرائيل تجاه محور المقاومة – الجزء الأول

شؤون آسيوية – بقلم د. هيثم مزاحم **/

كان الصراع الإيراني الإسرائيلي يجري خلال العقود الماضية بصورة غير مُباشرة أو عبر الحرب بالواسطة، التي كانت تلجأ لها إيران ضد إسرائيل من خلال حلفائها، مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وغيرها من فصائل المقاومة، وكانت إسرائيل ترد ببعض العمليات الاستخباراتية والأمنية ضد إيران، من خلال اغتيال علماء نوويين، أو استهداف المنشآت النووية والعسكرية الحساسة بعمليات تفجير أو تخريب عبر القرصنة الإلكترونية.
لكن في السنوات الأخيرة، وخاصةً بعد هجوم “طوفان الأقصى”- الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023- قرَّرت إسرائيل الرد على إيران بشكل مباشر واستهداف قواتها وقواعدها وقادة الحرس الثوري في سوريا، وصولًا إلى قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال القائد في قوة القدس التابعة لحرس الثورة الجنرال زاهدي وستة آخرين من قادة الحرس، ثم اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية داخل طهران؛ الأمر الذي أجبر طهران على الرد مرتين في إبريل وأكتوبر من العام 2024، بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات على أهداف إسرائيلية عديدة. وقالت إسرائيل إنها ردت بقصف أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية الصنع وبعض مصانع الصواريخ الباليستية ومصانع المسيّرات داخل إيران.
وقد سجّلت إسرائيل انتصارًا على إيران وحلفائها نتيجة احتلالها لقطاع غزة وتدمير البنى التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بنسبة تصل إلى 80% واغتيال قادة حماس وأبرزهم إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار وبعض كبار قادة “كتائب القسام”؛ وصولًا إلى الضربات التي تلقاها “حزب الله” في لبنان من تفجير لأجهزة البيجر واللاسلكي واستشهاد العشرات من كوادره وإصابة بين 3 آلاف إلى 5 آلاف بينهم بجروح بعضها خطيرة وخاصة في الوجه والعينين والصدر والمعدة. ثم جاء اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر وبعده اغتيال قادة قوة الرضوان بغارتين على مقريهما، وصولًا إلى اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، وعدد آخر من القادة العسكريين والأمنيين، من خلال شن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، علاوة على سقوط عدد من المسؤولين في حرس الثورة الإيرانية في هذه الغارات خلال تواجدهم مع قادة حزب الله.
كل ذلك أدى إلى خسائر كبيرة في محور المقاومة وضربات استراتيجية استباقية نفذتها إسرائيل، فيما بدت إيران عاجزة عن رد متناسب لردع إسرائيل، في حين أن طهران ومحور المقاومة قد فقدا قوة الردع بسبب التصريحات المتكررة لمسؤولين إيرانيين وقادة حزب الله حول عدم رغبتهم في حرب مفتوحة وشاملة مع إسرائيل من جهة، وفي عدم الرد المناسب والسريع على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية من جهة أخرى. وهو ما فهمه بنيامين نتنياهو على أنه مؤشر ضعف لإيران ومحورها، فقام بزيادة الضغط العسكري على حزب الله في لبنان والمواقع الإيرانية ومواقع حزب الله والفصائل الحليفة في سوريا، وصولًا إلى اغتيال قادة حزب الله من خلال غارات استخدمت فيها مئات القنابل الخارقة للتحصينات على مقرات قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولاحقًا استهداف منشآت عسكرية حساسة في إيران ردًا على إطلاق الصواريخ والمسيّرات الإيرانية على مطارات وقواعد عسكرية في الكيان المحتل.
كان يُنظر إلى نتنياهو- على مدار أعوام حكمه السابقة لعملية طوفان الأقصى- باعتباره يكره المخاطرة ويرتدع عن الحروب. لكن نتنياهو اكتشف أن الضغط العسكري الأقوى يُحقّق أرباحًا استراتيجية كبيرة جدًا. وبعد أن اتضح حجم الصدمة من دخول “حماس” غلاف غزة وأداء جيش الاحتلال الإسرائيلي المخجل، في 7 أكتوبر 2023، هرب نتنياهو من المسؤولية عن الكارثة، وتبرَّأ من تخوُّفاته، وصادق على خطوات عسكرية وأمنية كانت تُعتبر سابقًا كارثية وربما انتحارية، من وجهة نظره. إذ قام باحتلال وتدمير قطاع غزة، وقتل أكثر من 50 ألفًا من المدنيين الفلسطينيين، وقام بتطهير عرقي في شمال قطاع غزة، وبإلحاق ضرر كبير جدًا ببنية حزب الله التنظيمية والعسكرية في لبنان، وقتل وجرح آلاف المدنيين اللبنانيين، واجتاح القرى الأمامية في جنوب لبنان، وهدم القرى الجنوبية ودمَّر أجزاءً كبيرة من مُدن الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وهجّر سكان هذه المناطق البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، وقصف اليمن وإيران، وقام بتهجير الفلسطينيين من غور الأردن في الضفة الغربية، إضافة إلى قصف جوي من الجو في جنين وطولكرم. إضافة إلى إحياء الأفكار بشأن إلغاء فك الارتباط الإسرائيلي مع قطاع غزة؛ حيث باتت فكرة الاستيطان مجددًا في القطاع مدعومة داخل حكومته المتطرفة بصورة واسعة، وأضحى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ينظر إليها كخطط عملية.
وهناك رغبة كبيرة لدى اليمين القومي والديني الإسرائيلي في التوسّع في منطقة الشرق الأوسط، ولدى نتنياهو شريك سيكون دعمه لخطوات كهذه مصيريًا. إنه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. ويُتوقع أن تكون الإدارة الجديدة في واشنطن مُتساهلة مع طموحات إسرائيل التوسّعية. وقد شكر نتنياهو مؤخرًا ترامب على اعترافه بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الإسرائيلي سنة 2019.
وبحسب المراقبين الإسرائيليين، فإن نتنياهو يُريد أن يَذكُره التاريخ كمن حقّق فكرة “إسرائيل الكبرى”. لذلك، سيحاول الإصرار على السيطرة على شمال غزة، ولن يُسارع في الانسحاب من المناطق الجديدة التي احتلها في الجولان السوري وفي جبل الشيخ وريف دمشق، والتي يُمكن أن يتوسّع هذا الاحتلال للأراضي السورية من خلال سيناريوهات مُعيّنة، خاصةً وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تبعد نحو 20 كيلومترًا فقط عن العاصمة دمشق، وعينها على احتلال الجنوب السوري في درعا والسويداء وصولًا إلى الحدود السورية الأردنية، تحت ذريعة حماية الأقلية الدرزية ومنع أي تهديد جهادي للنظام الأردني.
يكشف بعض المحللين الإسرائيليين أن الإيرانيين قد طلبوا من قائد حركة “حماس”، يحيى السنوار، أن ينتظر قبل تنفيذ أي عملية عسكرية كبيرة ضد إسرائيل؛ وذلك نظرًا إلى الوقت الذي تحتاج إليه إيران وحلفاؤها للاستعداد لتنفيذها. لكن السنوار اختار الشروع في تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” بحجة أنها عملية فلسطينية؛ الأمر الذي “أجبر” الإيرانيين على محاولة تحقيق توازن بين مسألتَي “الدفاع عن فلسطين” و”منع التصعيد” الكبير مع الكيان. لكن إسرائيل قامت بالرد بحرب إبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ الأمر الذي دفع الإيرانيين إلى استنتاج أن التورُّط بصورة أعمق في الحرب سيكون خطًا، وأنه يجب محاولة وقفها في ظل النتائج الكارثية على “حماس” و”حزب الله”. وقد تم نقل هذه الرسالة الإيرانية إلى محور المقاومة، لكن المشكلة تكمن في أن إسرائيل من جهتها لم تتوقف.
وبعد الضربة القاسية التي تعرض لها حزب الله- درة تاج محور المقاومة في المواجهة مع إسرائيل– جاء انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، ما أدى إلى انسحاب القوات الإيرانية وقوات حزب الله وحلفائهما من سوريا.
لقد صرفت إيران أكثر من 50 مليار دولار على مدار عقد من الزمن لحماية نظام الأسد، وقدمت مع حلفائها آلاف القتلى والجرحى للدفاع عن دمشق وحمص وحماة والساحل السوري واستعادة حلب وريفها وتدمُر ودير الزور وغيرها. كل ذلك ذهب هباءً بعد هجوم فصائل المعارضة المسلحة المدعومة تركيًّا على حلب وحماة وانسحاب الجيش السوري والقوات الروسية من المدن والبلدات والثكنات والمطارات من دون خوض أية مواجهات مع الفصائل المهاجِمة، إلى أن وصلت على أبواب حمص ودمشق، فأكمل الجيش السوري الانسحاب من المدن والبلدات في تسليم واضح دون أية مقاومة أو مُبررات عسكرية.
كما إن إيران لم يكن في إمكانها تقديم الدعم العسكري الكافي إلى نظام الأسد، بعد مقتل كبار قادة “الحرس الثوري” في سوريا في هجمات إسرائيلية دقيقة. ولم يكم بالإمكان إرسال تعزيزات كبيرة من جانب حزب الله بسبب انشغاله في المواجهة مع إسرائيل وتأهُّبه بعد سريان وقف إطلاق النار معها، فيما تعرضت الطائرات الإيرانية لحظر الوصول إلى سوريا ولبنان بفعل التهديد الإسرائيلي بإسقاطها، إضافة إلى استهداف الميليشيات العراقية من جانب الأمريكيين. وعجزت روسيا- الغارقة في وحل أوكرانيا- عن التدخل الحاسم لإنقاذ النظام، بسبب سحب معظم قواتها ومقاتلاتها من سوريا إلى أوكرانيا.
ويعتقد الإسرائيليون حاليًا أنهم في وضع تفوُّق استراتيجي غير مسبوق ولهم اليد العُليا في منطقة الشرق الأوسط بعد الضربات التي تلقاها محور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا وإيران، ويجري الآن التركيز على استهداف المنشآت الحيوية في اليمن والتهديد باغتيال قادة أنصار الله الحوثيين، فيما يخشى العراق من عدوان إسرائيلي كبير يستهدف مواقع وقيادات الحشد الشعبي.
بدورها، تخشى إيران أن يستغل نتنياهو هذا التفوق الاستراتيجي وتآكل الردع الإيراني، وخاصة تراجع صلاحية التهديد بالقوة الصاروخية لحزب الله، كي يقوم باستهداف المنشآت النووية والمصانع العسكرية داخل الجمهورية الإسلامية، مُستفيدًا من الغطاء الذي قد يمنحه ترامب لهكذا عدوان، وهو قد صرّح قبل الانتخابات بأن على إسرائيل أن تُنجِز هذه المهمة العدوانية.
ويُراهن الإسرائيليون على حقيقة أن حزب الله يُكرِّس جهوده الحالية على إعادة الإعمار في لبنان وعلى ترميم قدراته العسكرية وبُناه التنظيمية، وأن الإيرانيين يحتاجون إلى 4 أعوام من التهدئة لإعادة البناء والتعافي، ليس فقط عسكريًا؛ بل أيضًا معنويًا وسياسيًا، وعلى صعيد الوعي أيضًا؛ إذ بذلت إيران جهدها لتشكيل صورة “محور المقاومة”، لكن هذه الصورة تشوَّهت وبدت إيران ضعيفة ومُتردِّدة تتخبط بتصريحات وقرارات بُنيت على حسابات استراتيجية خاطئة وتقديرات معدومة لقوة العدو الإسرائيلي وحجم الدعم الأمريكي والغربي له، فيما كانت إسرائيل تتمتع بتفوُّق تكنولوجي واختراق استخباري للمحور مكَّنها من توجيه ضربات استباقية له، والحساب الدقيق للخطوات المُتوقَّعة للمحور، بناءً على حجم المعلومات التي تملكها وعمق الفهم لاستراتيجية إيران ومكامن قوتها وضعفها.
وقد وصفت شخصيةٌ إيرانيةٌ الوضع بأنه “الفترة الأصعب في تاريخ الجمهورية الإسلامية.” فيما خلص بعض المراقبين إلى أنه مع خروج حزب الله وإيران من سوريا، بات أُفق مشروع المقاومة مسدودًا وإيران مُضطرة إلى إعادة النظر بالكامل في عقيدتها الدفاعية، خاصةً بعد خسارة طريق الإمداد البري من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا.
** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

شركة صينية تنشئ أكبر نظام لتخزين الطاقة خارج الشبكة في العالم

شؤون آسيوية – أفتتح منتجع “ديزرت روك” في صحراء جنوب غرب السعودية مؤخرا، وهو جزء من مشروع البحر الأحمر السياحي، يقع في وادي خفي بين الجبال، مما يتيح للزوار الاستمتاع بالمناظر الخلابة المحيطة، وتجارب فاخرة وفريدة من نوعها. وخلف الصخور المحيطة بالمنتجع، توجد شبكة مختبئة مكونة من نظام كهروضوئي صغير، مزوّد بنظام لتخزين الطاقة، ومحرّك احتراق داخلي لتوليد الطاقة. وتقوم هذه الشبكة بتزويد المنتجع بالطاقة من خلال كابلات أرضية.

يعد مشروع البحر الأحمر السياحي أحد مشاريع البنية التحتية الضخمة، التي أطلقتها السعودية في إطار “رؤية 2030”. وعند اكتماله في عام 2030، سيضم المشروع 50 فندقًا وأكثر من 1000 عقار سكني ومطار دولي. وتعمل شركة شاندونغ الثالثة لبناء الطاقة الكهربائية، بصفتها مقاولا عاما للمنشآت العامة في مشروع البحر الأحمر السياحي على بناء أنظمة الطاقة الكهربائية النظيفة، والتي تستعمل على نطاق شامل في المشروع، وتعد إحدى أبرز مميزاته.

وقال مو بينغ، مدير مشروع البحر الأحمر لشركة شاندونغ الثالثة لبناء الطاقة الكهربائية، أنه من أجل تلبية احتياجات المشروع من الكهرباء، قامت الشركة ببناء خمس محطات طاقة كهروضوئية مدمجة مع أنظمة تخزين ومحركات الاحتراق الداخلي، مما شكّل أكبر نظام للطاقة النظيفة خارج الشبكة في العالم. وبهذه الطريقة، يتم تشغيل مدينة البحر الأحمر الجديدة بالخلايا الكهروضوئية خلال النهار، وأنظمة تخزين الطاقة ليلاً، وطاقة الكتلة الحيوية عندما يكون الطلب غير كافٍ.

وبحسب التقارير، يضم المشروع إجمالي 6 محطات تخزين للطاقة، تتكون من 607 حاوية لتخزين الطاقة، بإجمالي 1.3 جيجاوات في الساعة. وهو أيضًا أكبر مشروع لتخزين الطاقة خارج الشبكة في العالم.

المصدر: صحيفة الشعب الصينية

شي يدعو إلى مواصلة بناء الصين القوية

بكين – شؤون آسيوية – أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء على الجهود المبذولة للحفاظ على العزم الإستراتيجي والبقاء متحدين للمضي قدما رغم جميع الصعاب بهدف بناء دولة قوية.

وأدلى شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بهذه التصريحات أثناء تجمع عقدته أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين عشية السنة الجديدة.

وقال شي: “في مسيرة التحديث الصيني النمط، لن نصادف سماء صافية ونسيما لطيفا فحسب، بل سنواجه أيضا عواصف شديدة وأمطارا غزيرة وحتى أمواج عاتية. وينبغي لنا أن نحافظ على العزم الإستراتيجي ونجمع القوى العظيمة لجميع الشعب الصيني الذي يسعى متحدا، من أجل الصمود أمام الأمواج والمضي قدما بشجاعة”.

المصدر: شينخوا

شينجيانغ ستفتتح أطول نفق طرق سريعة في العالم

شؤون آسيوية – قالت إدارة النقل بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم أن نفق “تيانشان شنغلي” الواقع على طريق أورومتشي-يولي السريع، قد دخل المرحلة النهائية للإنشاء. وبمجرد اكتماله وافتتاحه أمام حركة المرور، سيغير النفق الذي يمتد على مسافة 22.13 كيلومترًا، نمط حركة المرور في شمال وجنوب جبال تيانشان. ويعزز التبادلات المتعمقة والتنمية الاقتصادية والثقافية للمنطقة.

المصدر: صحيفة الشعب الصينية

الصين تفرض تدابير مضادة ضد شركات ومسؤولين أميركيين

شؤون آسيوية – بكين – أصدرت وزارة الخارجية الصينية قرارا بشأن اتخاذ تدابير مضادة ضد سبع شركات عسكرية أمريكية ومسؤولين تنفيذيين أمريكيين بارزين معنيين اليوم (الجمعة).

الشركات السبع المستهدفة بالإجراءات المضادة وفقا للقرار هي ((إنسيتو))، و((هدسون تكنولوجيز))، و((سارونيك تكنولوجيز))، و((رايثيون كندا))، و((رايثيون أستراليا))، و((إيركوم))، و((أوشينيرينغ إنترناشيونال)).

وقالت ماو نينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي دوري إن الخطوة الصينية جاءت عقب إعلان الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة عن حزمة جديدة من مساعدات عسكرية كبيرة ومبيعات أسلحة لمنطقة تايوان الصينية، فضلا عن قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي للسنة المالية 2025 والذي يتضمن عدة فقرات سلبية بشأن الصين.

وأضافت أن هذه الإجراءات تنتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وتتدخل في الشؤون الداخلية للصين، وتقوّض سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها.

وقالت ماو: “ستواصل الصين اتخاذ جميع التدابير اللازمة للدفاع بقوة عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية”.

وأكدت أن ما يسمى “استقلال تايوان” لا طائل من ورائه، وأن إصرار الولايات المتحدة على استخدام القوة العسكرية لدعم ما يسمى “استقلال تايوان” سيؤدي فقط إلى عواقب عكسية.

كما أشارت ماو إلى أن المحتوى السلبي لقانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي المتعلق بالصين مليء بعقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، ما يوفر ذرائع للولايات المتحدة لزيادة الإنفاق العسكري والحفاظ على هيمنتها.

ولفتت المتحدثة إلى أن الصين حثت الجانب الأمريكي إلى الامتثال لمبدأ صين واحدة وللبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، خاصة البيان المشترك الصادر في 17 أغسطس 1982.

وأضافت أنه ينبغي على الجانب الأمريكي أن يتوقف فورا عن تسليح تايوان بأي شكل من الأشكال، وأن ينظر إلى تطور الصين وإلى العلاقات الصينية-الأمريكية بطريقة موضوعية وعقلانية، وأن يمتنع عن تنفيذ المحتوى السلبي لقانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي المتعلق بالصين، وأن يتوقف عن الأقوال والأفعال التي تضر بمصالح الصين.

المصدر: شينخوا

ارتفاع إنتاج القطن في الصين خلال عام 2024

شؤون آسيوية – بكين – سجل إنتاج القطن في الصين زيادة كبيرة في عام 2024، مدفوعا بالتقدم التكنولوجي وتقنيات الزراعة المحسنة، لا سيما في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي البلاد.

وأظهرت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء يوم الأربعاء الماضي ارتفاع إنتاج القطن في عموم الصين إلى 6.164 مليون طن خلال عام 2024، بزيادة 9.7 بالمائة عن العام الماضي، حيث تقود منطقة شينجيانغ النمو المسجل في هذا القطاع.

وكان النمو الوطني مدفوعا بزيادة المساحات المزروعة وتحسين كفاءة المحصول، حيث ارتفعت مساحة زراعة القطن في عموم الصين بنسبة 1.8 بالمائة قياسا إلى العام السابق، في حين سجل متوسط محصول القطن لكل وحدة مساحة قفزة كبيرة بنسبة 7.8 بالمائة عن الرقم المسجل على أساس سنوي ليبلغ 2172 كيلوغراما للهكتار الواحد.

ولعب هذا التحسن في الإنتاجية دورا حاسما في زيادة إنتاج القطن الإجمالي في البلاد.

وسجلت شينجيانغ التي تعد أكبر منطقة منتجة للقطن في البلاد زيادة بمساحة زراعة القطن فيها بنسبة 3.3 في المائة على أساس سنوي إلى 2.45 مليون هكتار. وفي المقابل، انخفضت مساحتا زراعة القطن في حوض نهر اليانغتسي وحوض النهر الأصفر بنسبتي 1.6 في المائة و13.6 في المائة على التوالي.

وفي هذا السياق، أشار وي فنغ هوا المسؤول في قسم الإدارة الريفية في الهيئة الوطنية للإحصاء إلى استقرار الأسعار المستهدفة في شينجيانغ كعامل رئيسي في تشجيع المزارعين على زيادة زراعة القطن.

وارتفع محصول القطن لكل وحدة مساحة في شينجيانغ بنسبة 7.6 في المائة إلى حوالي 2324 كيلوغراما للهكتار الواحد مستفيدا من الظروف الجوية المواتية طوال موسم النمو.

وتعتبر الصين المستهلك والمنتج الرئيسي للقطن في العالم، وتمثل شينجيانغ ما يقرب من 90 في المائة من إجمالي إنتاج القطن في البلاد. وزادت هيمنة المنطقة على إنتاج القطن في الصين بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة مستفيدة من مزاياها الطبيعية وتحسين البنية التحتية للري.

وتوفر شينجيانغ ظروفا مثالية لزراعة القطن حيث تتميز بأشعة الشمس الوفيرة والاختلافات الكبيرة في درجات الحرارة ليلا ونهارا وقلة هطول الأمطار والهواء الجاف ومشاكل آفات أقل. وتتميز المنطقة الجنوبية بشينجيانغ على وجه الخصوص بمساحة أكبر لزراعة القطن وظروف حرارة أفضل من المنطقة الشمالية ما يجعلها المنطقة الرئيسية لإنتاج القطن طويل التيلة عالي الجودة في الصين.

وأدى اعتماد الآلات الزراعية الحديثة إلى تسريع الإنتاج. فوفقا لبيانات صادرة من جمعية شينجيانغ للقطن وصل معدل ميكنة زراعة القطن في المنطقة إلى 100 في المائة، بينما يبلغ معدل الحصاد الميكانيكي حوالي 90 في المائة.

ولتعزيز إنتاج القطن عالي الإنتاجية وعالي الجودة، بدأت شينجيانغ عدة مشاريع بحثية حول تربية القطن خلال السنوات الأخيرة، حيث نظمت تعاونا بين شركات البذور الرائدة والمؤسسات البحثية لتسريع تطوير أصناف جديدة “شاملة” من خلال تقنيات تربية التكنولوجيا الحيوية.

شركات الطاقة الشمسية الصينية تنظر إلى الأسواق العربية

شؤون آسيوية – بكين 28 – قال محللون إن شركات الطاقة الشمسية الصينية تُحوّل اهتمامها إلى الأسواق الناشئة في إندونيسيا والشرق الأوسط حيث تكثف الولايات المتحدة القيود التجارية على المنتجات الكهروضوئية المستوردة من مختلف المناطق.

فقد اتخذت الولايات المتحدة في أوائل ديسمبر الجاري قرارا أوليا بفرض تعريفات لمكافحة الإغراق تصل إلى 271 في المائة على منتجات الطاقة الشمسية من أربع دول في جنوب شرق آسيا هي: كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام التي أنشأت العديد من شركات الطاقة الشمسية الصينية بالفعل قدرات إنتاجية فيها، ومن ثم أتبعتها لاحقا أنها سترفع الرسوم الجمركية على رقائق السليكون والبولي سيليكون المستوردة من الصين إلى 50 بالمائة ابتداءا من يوم أول يناير المقبل .

وعلى الرغم من الصراعات التجارية المتصاعدة، قال تان يو رو محلل الطاقة الشمسية في مؤسسة الأبحاث “بلومبيرغ إن إي إف”: “بغض النظر عن أسواق الولايات المتحدة والهند، فإن معظم منشآت الطاقة الشمسية في مناطق أخرى تعتمد بشكل كبير على المنتجات المصنعة في الصين”.

وجذبت الاستثمارات الصينية في الطاقة المتجددة في جميع أنحاء الشرق الأوسط الاهتمام، حيث كشف تقرير حديث صادر عن شركة “إرنست ويونغ” العالمية للاستشارات أن الاستثمارات الصينية في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في اقتصادات الدول العربية تجاوزت 13 مليار دولار أمريكي خلال الفترة ما بين عامي 2018 إلى 2023، ما يمثل 24 في المائة من إجمالي الاستثمارات.

وقال تان: “إن الإطلاق المرتقب لتصنيع البولي سيليكون في الخارج في الشرق الأوسط يوفر أيضا مزايا كبيرة من حيث التكلفة، ما يوفر أساسا متينا لإنشاء سلسلة إمداد كهروضوئية محلية في المنطقة”.

وواصلت الصناعة الكهروضوئية تحقيق تقدم مطرد في عام 2024 لتسهم في تسريع تحول الصين الأخضر ومنخفض الكربون وتطوير اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون ودائري.

ومن جانبه، قال وانغ بوه هوا الرئيس الفخري لجمعية الصين للصناعة الكهروضوئية خلال المؤتمر السنوي لعام 2024 للصناعة الكهروضوئية الذي عُقد في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي البلاد في وقت سابق من الشهر الجاري إن صادرات الصين من الخلايا والوحدات الشمسية نمت بأكثر من 40 بالمئة و15 بالمئة على أساس سنوي على التوالي خلال العشرة أشهر الأولى من العام الجاري.

وأضاف وانغ أنه وخارج أوروبا، تتمتع جنوب آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط بحصة كبيرة نسبيا في السوق، ما يشير إلى اتجاه ملحوظ نحو التنويع في أسواق تصدير الوحدات، مع ظهور نمو كبير في أسواق أخرى خارج المراكز العشرة الأولى.

وبامتلاكها أكبر سلسلة كاملة لصناعة الطاقة الجديدة في العالم، من المتوقع أن تقوم الصين بتركيب 230 إلى 260 جيجاوات من الطاقة الشمسية في العام الجاري لتتجاوز الرقم القياسي الذي بلغ 217 جيجاوات في العام الماضي، وفقا لجمعية الصين للصناعة الكهروضوئية.

وتُرجع الجمعية السبب الرئيسي وراء ذلك إلى انخفاض أسعار الوحدات، والسوق القوية للطاقة الكهروضوئية على الأسطح وتشغيل قواعد الطاقة العملاقة في البلاد، والتي تهدف إلى تطوير منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق واسع في المناطق الصحراوية بشكل رئيسي.

ويتمثل أحد محركات التقدم السريع في الصين في تطوير الطاقة الشمسية في سلسلة من الاختراقات في تكنولوجيا الخلايا الشمسية، بما في ذلك التحسن المستمر في كفاءة خلايا السليكون البلوري وظهور التكنولوجيات الناشئة مثل الخلايا الشمسية البيروفسكايت التي مكّنت الشركات المصنعة الصينية من إنتاج لوحات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بتكلفة أقل.

وعلى الرغم من التحديات المستمرة في الصناعة الكهروضوئية بما في ذلك الانخفاض الكبير في الأسعار وانخفاض هوامش الربح، إلا أن الطلب على الطاقة الشمسية لا يزال قويا محليا ودوليا على حد سواء، وفقا لـ وانغ.

المصدر: شينخوا

خط سكة حديد الصين-قرغيزستان-أوزبكستان لتعزيز النقل الإقليميي

شؤون آسيوية – بيشكيك – أقُيمت مراسم تدشين مشروع خط سكة حديد الصين-قرغيزستان-أوزبكستان في جلال آباد بقرغيزستان يوم الجمعة. وسلط خبراء من قرغيزستان وأوزبكستان الضوء على الإمكانات الكبيرة لهذا المشروع في تعزيز الربط والرخاء الإقليميين.

فقد ذكر سانجار موكانبيتوف، مدير المعهد الوطني للمبادرات الإستراتيجية التابع لرئيس قرغيزستان، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن دعم قادة الصين وقرغيزستان وأوزبكستان جعل مشروع السكة الحديد هذا ممكنا.

كما “سيستفيد السكان والمناطق المجاورة بشكل مباشر من الأثر الاقتصادي للمشروع”، هكذا أشار موكانبيتوف، قائلا “من المؤكد أنه سيعيد تشكيل ملامح الخدمات اللوجستية الإقليمية، جالبا معه فوائد اقتصادية كبيرة”.

وبحسب التقدم الحالي في المشروع، من المقرر أن يبدأ بناء القطاع القرغيزي من مشروع خط السكة الحديد في يوليو 2025 على أن يستمر لمدة ست سنوات، حسبما أعلنت شركة مجموعة السكة الحديد الحكومية الصينية المحدودة.

ومن جانبه، ذكر إيغور شستاكوف، وهو خبير من قرغيزستان، أن خط السكة الحديد هذا سيساعد في عرض مشروعات التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وسيعود بفوائد كبيرة على المشاريع الجارية في إطار منظمة شانغهاي للتعاون.

أما الخبير الاقتصادي القيرغيزي إسكندر شارشييف، فقد قال إنه يرى أن المشروع سيساهم في جذب المزيد من الاستثمارات في مجالات الطاقة والنقل والزراعة.

وأشار إلى أن “البنية التحتية ستفتح فرصا أمام الخدمات اللوجستية، وتجهيز المنتجات، والإنتاج الموجه نحو التصدير”، مضيفا أن خط السكة الحديد سوف يدفع نحو التغيير، وهو ما من شانه أن يعزز النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في المنطقة.

من ناحية أخرى، ذكر عبد الرسول عبد الخليلوف، رئيس الإدارة الإقليمية لطشقند بغرفة التجارة والصناعة في أوزبكستان، أن خط السكة الحديد سيربط الصين بالأسواق الأوروبية والشرق أوسطية، الأمر الذي سيسهل نقل البضائع.

ولدى وصفه خط السكة الحديد بأنه “طريق القرن الجديد”، قال عزمات سيتوف، رئيس مختبر الأنثروبولوجيا وعلم الصراعات في جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية في أوزبكستان، إنه لا شك في أنه سيفتح فرصا جديدة أمام التجارة والسياحة والصناعة، فيما سيساهم في تدعيم الربط الاقتصادي الإقليمي.

المصدر: شينخوا