شؤون آسيوية – بكين –
ظل مؤشر أسعار المستهلكين في الصين مطردا بشكل عام خلال شهر أغسطس الماضي، فيما ظهرت إشارات إيجابية في مؤشر أسعار المنتجين مدعومة بجهود لكبح “منافسة سباق الفئران” بين الشركات.
وأظهرت بيانات أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء يوم الأربعاء الماضي أن مؤشر أسعار المستهلكين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، انخفض بنسبة 0.4 بالمائة على أساس سنوي خلال شهر أغسطس الماضي، بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، بنسبة 0.9 بالمائة، متسارعا عن الزيادة البالغة 0.8 بالمائة المحققة خلال شهر يوليو الماضي، وليسجل بذلك الزيادة الشهرية الرابعة على التوالي.
وعزت دونغ لي جيوان، الإحصائية من الهيئة، انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين إلى قاعدة المقارنة المرتفعة للفترة نفسها من العام الماضي وأسعار الغذاء المنخفضة خلال الشهر المنصرم.
وانخفضت أسعار الغذاء بنسبة 4.3 بالمائة على أساس سنوي خلال أغسطس الماضي مقارنة بتراجع بنسبة 1.6 بالمائة خلال يوليو الماضي.
وقالت دونغ إن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي واصل التوسع، إذ استمرت آثار السياسات الداعمة المتخذة من قبل البلاد لتعزيز الطلب المحلي وزيادة الاستهلاك.
وعملت الصين على تكثيف خطواتها لتعزيز الاستهلاك خلال العام الجاري، بما في ذلك تقديم إعانات على الفائدة للقروض الاستهلاكية الشخصية المؤهلة وإطلاق برامج قسائم جديدة تستهدف قطاعات الخدمات مثل الطعام والسياحة والفعاليات الرياضية والعروض.
وقال وو تشاو مينغ، كبير الاقتصاديين في معهد تشيسينغ الدولي للاقتصاد، إنه من المتوقع أن يتواصل ارتفاع أسعار السلع غير الغذائية ومؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بدعم من قاعدة المقارنة المنخفضة والنمو في أسعار المنتجين وسياسات تحفيز الاستهلاك، ما سيساعد على الحفاظ على استقرار مؤشر أسعار المستهلكين العام.
وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، انخفض متوسط مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء الماضي علامات تحسن في قطاع الصناعة في الصين، حيث انخفض مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس تكاليف السلع عند بوابة المصنع، بنسبة 2.9 بالمائة على أساس سنوي خلال أغسطس الماضي. وتقلص الانخفاض بمقدار 0.7 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق، ما يمثل أول تقلص منذ مارس الماضي.
وعلى أساس شهري، أنهى مؤشر أسعار المنتجين اتجاهه النزولي وظل مستقرا في أغسطس الماضي.
وأشارت دونغ إلى أن انخفاض هذا المؤشر على أساس سنوي كان مدفوعا بتنفيذ سياسات كلية أكثر نشاطا وتحولات إيجابية في العديد من الصناعات، مشددة على أن التحسين المتواصل لنظام المنافسة في السوق ساعد في تخفيف الانخفاض على أساس سنوي في هذا المؤشر.
وقال فو لينغ هوي، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للإحصاء، إنه عند النظر إلى المستقبل، لا تزال مستويات الأسعار في الصين تواجه تحديات، بما في ذلك بيئة خارجية معقدة وتقلبات في أسعار السلع الدولية وتنافس قوي في بعض الصناعات المحلية.
كما أشار فو إلى أنه مع ظهور تأثير التدابير الرامية لتعزيز الاستهلاك وجهود كبح المنافسة المفرطة ونمو محركات اقتصادية جديدة، ستتعزز بشكل أكبر الأسس اللازمة لتحقيق انتعاش معقول في الأسعار.
المصدر: شينخوا