spot_img

ذات صلة

جمع

مكالمة قد تغير التاريخ: لحظة ترامب وبيزشكيان لإحلال السلام

شؤون آسيوية - بقلم سيد حسين موسويان*/ أعربت إدارة ترامب...

هل يُخيّب ترامب آمال نتنياهو؟

د. هيثم مزاحم ** يقول الكاتب الإسرائيلي إيتان غلبواع...

عيد الربيع الصيني.. رمز للفرح والتقاليد

شؤون آسيوية - بقلم تشو شيوان ** مع اقتراب موعد...

ترامب مهتم بزيارة الصين والهند قريباً

شؤون آسيوية – واشنطن - أبلغ الرئيس...

من الرماد ….. ما مستقبل غزة؟

خاص شؤون آسيوية، مقالة: أوليفر ماك تيرنن، ترجمة: معهد...

هكذا نحجت المعارضة في إسقاط بشار الأسد

بقلم زكريا ملاحفجي*/
كانت الظروف المحلية والإقليمية والدولية مناسبة لعملية هجوم فصائل المعارضة السورية على النظام السوري، فقد سبقت ذلك احتجاجات السويداء ومحاولة احتجاج الساحل وسخط السوريين وتطلعهم للخلاص بدواعٍ كثيرة، وقبل عملية “ردع العدوان”، كانت الهجمات الإسرائيلية الواسعة على حزب الله في لبنان. وقد زار شويغو وزير الدفاع الروسي السابق رأس النظام بشار الأسد وحذره من الاقتراب من المليشيات الإيرانية أو أن الحرب والظروف ستطيح بقوته العسكرية، وأنه لابد له من الجلوس مع الأتراك من أجل تسوية سياسية للأزمة السورية.
وفي عام 2023 قدم العرب ما يسمى مبادرة عربية، وجلسوا مع الأسد وأعادوا سوريا إلى جامعة الدول العربية، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية لكن الأسد رفض ذلك.
وعرض عليه الأتراك ذلك منذ نيسان / أبريل 2022 عشرات المرات تسويات بناء على توصيات موسكو، وفشل كل ذلك. وحاولت هيئة تحرير الشام تعزيز العلاقة مع الأميركيين وقد زار مسؤولون أميركيون هيئة تحرير الشام سراً مرات عدة، وبقيت الهيئة تحضّر للعمل منذ سنتين هي والجبهة الشامية. كانت تركيا في البداية رافضة لعملية الهجوم ثم صمتت عنها، وتدخل الروس بمستوى بسيط فالأسد كان لا يستمع لنصائح الروس. وبدأت المعركة وكان الروس غير متحمسين للدفاع عن الأسد مرة أخرى، وكانت هناك حرب والاستهدافات للمليشيات الإيرانية تزداد في سورية. وكان هدف العملية بالدرجة الأولى المناطق التي تقدم عليها النظام عام 2019 ضمن مناطق خفض التصعيد، وهي ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي.
وقد بدأ الهجوم في ريف حلب الغربي وتحديداً من قبل فصيل “عاصفة الشمال” التابع للجبهة الشامية وبمساندة من هيئة تحرير الشام. وكانت معركة كبيرة وانكسرت خطوط الدفاع للنظام وانهار بشكل متوالٍ. وكان التهاوي أكبر من المتوقع، فتطور الأمر إلى تحرير محافظة حلب كاملة ثم محافظة حماه، وكانت هيئة تحرير الشام تطرح على الدول، ومنها أميركا، أنه لديها نية بشن عمل عسكري باتجاه حلب وتم مناقشة التعامل مع الأقليات وغير ذلك. وانضبطت الهيئة بذلك عملياً ولم يحصل أي خرق وهذا ما شجّع القوى العسكرية وحتى المدنيين الذين يعيشون بلا كهرباء سوى ساعتين باليوم ومن ندرة المياه والفقر الشديد الذي أصاب السوريين. فالتهاوي كان سريعاً وأنا شاهدت بعيني عشرات الدبابات بالطرقات بين حلب وحماه تركها جنود الجيش السوري وهربوا، ونجحت التطمينات في حماه ولاسيما ريف حماه المتنوع طائفياً، في تحييد المدينة.
حاولت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في هذا التوقيت التقدم في ريف حلب الشرقي والسيطرة على مطار كويرس وتم تشكيل غرفة عمليات فجر الحرية بإشراف ودعم تركي، بخلاف غرفة “ردع العدوان”. وكان العمل على تل رفعت وعلى الريف الشرقي لحلب، ثم ساهمت غرفة عمليات ردع العدوان معهم.
طبعاً غرفة عمليات “ردع العدوان” تميزت بتطوير طائرات درون (شاهين) التي تنفجر بالهدف المحدد، وكان تزوّد الغرفة بالذخيرة التي اغتنمتها من النظام مما نجحت به في حلب عموماً، وهذا منحها آليات إضافية وكمية ذخائر كبيرة جداً.
وبقي الأسد رافضاً للتسوية السياسية، برغم طرح دول أستانا مع بعض الدول العربية فكرة تطبيق الحل السياسي. وكان الأسد يظن أنه يمكنه أن يتغلب وذلك إلى قبل يوم من هروبه إلى مجمع روستوف في روسيا، الذي يملكه الأسد فهرب هو وعائلته وماهر الأسد، فيما توجهت الطبقة المحيطة بالأسد إلى الإمارات. وهذا كان متابعاً من مراصد الطيران.
وعندما شعر الأسد بانقطاع الطريق بين دمشق واللاذقية وبالتحرك العسكري من الجنوب باتجاه العاصمة، كل ذلك جعله شبه محاصر برياً.
وأول من دخل دمشق هم الفيلق الخامس جماعة أحمد العودة ثم قوات عملية “ردع العدوان”. وحدها دمشق حصل فيها انفلات أمني تحاول الفصائل ضبطه، وأعلنوا عن منع التجول لضبط الحالة الأمنية، وتحدث زعيم “هيئة تحرير الشام” عن استعداده حل الهيئة وتسليم سلاحها للسلطة، لكن بقي غامضاً حول كيف سيتم ذلك.
طبعاً هناك سفراء عرب في فندق الفور سيزن في دمشق يناقشون ذلك والتقوا بحكومة رئيس الوزراء السابق الجلالي ووزير الخارجية فيصل المقداد، لكن السوريين يترقبون الأيام القادمة. فالحاجة ملحة لحكومة انتقالية تدير شؤون الناس كي لا يبقى الفراغ الحاصل، فالناس بحاجة إلى الأمان وسبل الحياة الأساسية.
كما تم مع سقوط الأسد تحرير مدينة منبج من قوات “قسد” وربما يتصاعد العمل باتجاه تحرير الرقة منهم.

*زكريا ملاحفجي باحث سوري، أمين عام “الحركة الوطية السورية” عضو سابق في الهيئة العامة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

الآراء الواردة في المقالة تعبّر عن رأي كاتبها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

spot_imgspot_img