spot_img

ذات صلة

جمع

مكالمة قد تغير التاريخ: لحظة ترامب وبيزشكيان لإحلال السلام

شؤون آسيوية - بقلم سيد حسين موسويان*/ أعربت إدارة ترامب...

هل يُخيّب ترامب آمال نتنياهو؟

د. هيثم مزاحم ** يقول الكاتب الإسرائيلي إيتان غلبواع...

عيد الربيع الصيني.. رمز للفرح والتقاليد

شؤون آسيوية - بقلم تشو شيوان ** مع اقتراب موعد...

ترامب مهتم بزيارة الصين والهند قريباً

شؤون آسيوية – واشنطن - أبلغ الرئيس...

من الرماد ….. ما مستقبل غزة؟

خاص شؤون آسيوية، مقالة: أوليفر ماك تيرنن، ترجمة: معهد...

ما هو مصير الوجود الروسي في سوريا؟

من الصعب التنبؤ بمصير الوجود الروسي والعلاقة مع الحكومة السورية الجديدة والذي يخضع تباعاً للحكم المستقبلي في سوريا ورؤيتها للعلاقة مع موسكو

خاص/ شؤون آسيوية  – دمشق

بقلم/ هبة الكل

تتكشف ملامح العلاقات الدبلوماسية والسياسية لسوريا الجديدة عبر مجموعة من الإشارات، منها:
تصريحات قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (المعروف باسم أبو محمد بالجولاني) حول خططه للتعامل مع ما دمّره نظام بشار الأسد، حيث كشف عن تقديم فرصة لموسكو في قوله يوم أمس: “أعطينا روسيا فرصة لإعادة تقييم علاقتهم مع الشعب السوري، بناءً على تجربتنا الإدارية في إدلب، ونحن نخطط للتوسع في باقي المحافظات”.

 بالإضافة إلى إشارته أنّه لا يكن عداء تجاه إيران ولا مخطط لديه يشي بخوض صراع مع “إسرائيل”، بالإضافة إلى تواصل مع السفارات الغربية بما فيها بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق .
كما بدت الولايات المتحدة الأميركية منفتحة على “هيئة تحرير الشام”، رغم تصنيفها على قوائم الإرهاب حتى الآن، وذلك عبر التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنيكن من مدينة العقبة الأردنية ” نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى”.
وجاءت زيارة الوفدين القطري والتركي منذ أيام إلى دمشق وتعيين برهان كور أوغلو قائماً بأعمال السفارة التركية في دمشق، مع رفع العلم التركي على قاسيون وقلعة حلب، لتكشف عن ملامح مستقبل سوريا بأنه سيكون خاضعاً للنفوذ التركي والنفوذ الأميركي الذي قد يلعب ورقة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا كورقة ضغط لتعزيز نفوذه.
وهذا ما يجعلنا نقف عند مصير الدور الروسي في سوريا.

 

مستقبل النفوذ الروسي في سوريا الجديدة

سريعاً كان التحول الروسي حيال سوريا، من التحالف مع نظام الأسد والقتال معه ضد الفصائل المعارضة للحفاظ على قبضة حكمه، إلى النأي بالنفس عن الانتفاضة السورية التي أطاحت بحكم الأسد، والتوجه نحو المسالمة مع تلك الفصائل المتوحدة تحت راية “هيئة تحرير الشام”.
في وقت سابق كانت ترى موسكو في علاقتها مع الأسد مصدراً للنفوذ الإقليمي وضماناً لاستمرار وجودها العسكري في المنطقة ذي الأهمية الاستراتيجية.
فكانت سوريا بالنسبة لروسيا الحليف الاستراتيجي الأهم في منطقة الشرق الأوسط منذ حكم حافظ الأسد الأب وصولاً إلى حكم الإبن بشار، كونها المنفذ الروسي الوحيد على سواحل البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن العلاقات الاقتصادية. فبحسب غرفة تجارة دمشق قدرت الاستثمارات الروسية في سوريا في مجالي النفط والغاز وحتى عام 2011 بنحو 19 مليار دولار.
علاوة على ذلك، فإن هناك اتفاقيات موقعة بين البلدين عام 2013 في مجالات إعادة الإعمار وأعمال صيانة مناجم الفوسفات والحفر والتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية.
اعتقدت موسكو أن في منع إسقاط النظام السوري يسمح بتوجيه ضربة للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن سرعان ما بادرت بسحب قواتها من دمشق إلى حميميم ثم إعادة تموضع في ليبيا أمس السبت، بعد أن أظهرت صور أقمار صناعية تفكيك روسيا لمعدات في قاعدة “حميميم” الجوية.
يعتبر الوجود العسكري لروسيا في سوريا قديماً وليس بحديث عهد حيث كانت هناك قاعدة طرطوس البحرية للقوات الروسية تعود إلى الحقبة السوفييتية. وبعد الحرب السورية وعقب تدخلها في الحرب السورية عام 2015، بنت روسيا قاعدة جوية في حميميم وغيرها من القواعد والمرافق العسكرية في البلاد.
وأصبحت تلك القواعد مراكز مهمة لعملياتها العسكرية ونفوذها ليس فقط في سوريا وإنما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تمكنت روسيا من إظهار قوتها خارج البحر الأسود إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

خلاصة المعلومات والتحليلات تشير إلى انسحاب تكتيكي للقوات الروسية من سوريا وتحول نحو إعادة بناء شبكات نفوذها نحو ليبيا أو إفريقيا.
يمثل إسقاط الأسد تهديداً للنفوذ والقواعد الروسية في سوريا، ومن المشكوك فيه أن تتمكن روسيا من إعادة تفعيل وجودها العسكري في تلك القواعد، بالرغم من الاتفاق مع هيئة تحرير الشام الذي يقضي بسلامة القواعد العسكرية الروسية والمؤسسات الدبلوماسية في سوريا”.
لذا فمن غير الواضح مصير تلك القواعد ولا مصير اتفاق استخدامها لتلك القواعد والموقع عام 2017، لمدة 49 عامًا قابلة للتمديد التلقائي لمدة 25 عامًا.
وبالتالي من الصعب التنبؤ بمصير الوجود الروسي والعلاقة مع الحكومة السورية الجديدة والذي يخضع تباعاً للحكم المستقبلي في سوريا ورؤيتها للعلاقة مع موسكو.
ولكن الأكثر وضوحاً هو التركيز الروسي على أوكرانيا، أمّا في المشهد السوري فهناك سيناريوهات عدة محتملة:
1- أن تدخل تركيا كوسيط في إقناع الحكومة السورية الجديدة بالسماح للروس بالبقاء على الأراضي السورية.
2- أن يتم الانسحاب الروسي الكامل من سوريا في حال تعذر التوصل إلى اتفاق، ولا خلاف في أن خسارة روسيا لأصولها في سوريا يحد من قدرتها على حماية مصالحها في المنطقة واستعراض القوة، الأمر الذي من شأنه أن يضعف موقفها مقارنة بالقوى المنافسة في المنطقة وخاصة تركيا والولايات المتحدة، وخاصة تهديد طموحات موسكو في المجال الطاقوي، مثل خط الأنابيب القطري التركي، والذي يمكن أن يضعف “غازبروم” في أسواق الطاقة الأوروبية.
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار نوعية الحكم المستقبلي، لا سيما وأن هناك قنوات من المعارضة على علاقة حميمية مع الروس هذا من جهة، أو دخول رسيا مجدداً في حرب أهلية طويلة أو وقوع فوضى داخلية كما توقع نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف منذ أيام، من جهة أخرى.

*صحفية سورية.

spot_imgspot_img