شؤون آسيوية – سيئول –
أكد كبار الدبلوماسيين في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان مجددا التزامهم «الحازم» بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وشددوا على ضرورة الإبقاء على العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، وفقا لبيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء، بعد أن حث زعيم كوريا الشمالية واشنطن على التخلي عن هذا الهدف كشرط لاستئناف المحادثات مع بيونغ يانغ.
وقد صدر البيان بعد أن التقى وزير الخارجية الكوري “جو هيون” مع نظيريه الأمريكي “ماركو روبيو” والياباني “تاكيشي إيوايا” على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الاثنين (بالتوقيت الأمريكي) لإجراء محادثات حول شراكتهم وقضايا أخرى مشتركة، بما في ذلك التهديدات النووية لكوريا الشمالية.
وجاء البيان بعد يوم من إعلان الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ-أون” أنه مستعد للدخول في حوار مع إدارة الرئيس “دونالد ترامب” إذا تخلت واشنطن عن مطلبها بنزع السلاح النووي، قائلا إنه لا ينوي التخلي عن أسلحته النووية.
وجاء في البيان أن «وزراء الخارجية أكدوا مجددا التزامهم الراسخ بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، مع مواصلة بذل الجهود للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية من خلال الحوار والدبلوماسية».
وأضاف: «أكدوا على ضرورة معالجة برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية معا والحفاظ على نظام العقوبات ضد كوريا الشمالية وتعزيزه من خلال الرد بحزم وبالتعاون مع الدول الأخرى على انتهاكات وتهرب كوريا الشمالية من قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».
وفي الخطاب الذي ألقاه خلال اجتماع برلماني، حذر الزعيم “كيم” من أن الاعتقاد بأن كوريا الشمالية يمكن الضغط عليها أو إخضاعها من خلال العقوبات أو استعراض القوة هو اعتقاد خاطئ.
وفي المحادثات التي عقدت يوم الاثنين في نيويورك، دعا “جو” إلى «تعاون نشط» من واشنطن وطوكيو لاستئناف الحوار مع بيونغ يانغ، و«إحراز تقدم ملموس نحو السلام في شبه الجزيرة الكورية وحل القضايا النووية»، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الكورية في بيان صحفي منفصل.
وفي البيان المشترك، أعادت الولايات المتحدة تأكيد التزاماتها بالردع الموسع تجاه حليفيها الآسيويين، اللذين يحملان «بالغ الأهمية» لأمن واستقرار شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ بوجه عام.
وأكد البيان أن الأطراف الثلاثة «أعادوا تأكيد عزمهم على تعزيز الدفاع والردع من خلال تعزيز التعاون الأمني القوي، بما في ذلك من خلال إجراء التدريبات الثلاثية المتعددة المجالات “فريدوم إيدج” بانتظام، وتعزيز قدراتهم الدفاعية».
وتضمن البيان عبارة تشير إلى جبهة موحدة ضد تنامي نفوذ الصين، حيث أعربوا عن معارضتهم «للمطالبات البحرية غير القانونية في بحر الصين الجنوبي»، في ظل النزاعات المستمرة بين بكين والدول المجاورة، مثل الفلبين.
كما أشار البيان إلى مضيق تايوان، حيث أعربت الدول الثلاث عن قلقها إزاء الأعمال المزعزعة للاستقرار المتزايدة حول تايوان.
و«شجع الوزراء على التسوية السلمية للقضايا عبر المضيق، وعارضوا أي محاولات لتغيير الوضع الراهن من جانب واحد».
كما أعربوا مجددا عن قلقهم البالغ إزاء تعاون كوريا الشمالية العسكري المتعمق مع روسيا، بما في ذلك دعم موسكو لقدرات بيونغ يانغ العسكرية، ولا سيما صواريخها بعيدة المدى.
وأعربوا عن قلقهم المشترك إزاء الأنشطة الإلكترونية الخبيثة التي تقوم بها كوريا الشمالية باستخدام عمال تكنولوجيا المعلومات لديها، وضرورة تعميق التعاون الثلاثي لمنع تلك الأنشطة.
كما أعاد الأطراف الثلاثة تأكيد التزامهم بتعزيز التعاون الثلاثي في مجالات الأمن الاقتصادي، بما في ذلك مرونة سلاسل التوريد والبنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وفيما يتعلق بالاحتجاز الجماعي الأخير للعمال الكوريين الجنوبيين في ولاية جورجيا، شدد “جو” على الحاجة إلى إدخال نظام جديد للتأشيرات، ودعا واشنطن إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وقالت الوزارة في بيانها: «قال الوزير “روبيو” إنه على الرغم من أن هذه قضية ثنائية، إلا أن الولايات المتحدة ستعمل عن كثب مع كوريا الجنوبية من أجل التوصل إلى حل سريع في ضوء التحالف».
المصدر: يونهاب