الرئيسية بلوق الصفحة 11

بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية.. كيف تعاملت الصين مع القدرة الغربية

شؤون آسيوية – بكين

 

مع حلول الذكرى الـ23 لانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية الذي صادف يوم الأربعاء الماضي، يظل التعامل مع منافسة الاستيراد تحديا عالقا على مستوى العالم.

إن الشعور بعدم الارتياح لدى بعض الغربيين حول استيراد المركبات الكهربائية الصينية يشبه إلى حد كبير المخاوف التي كان يشعر بها مصنعو السيارات الصينيون إزاء المنافسة الشديدة الوافدة لعلامات تجارية أجنبية عندما كانت البلاد تستعد للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

“الذئب قادم”، كان مصعنو السيارات الصينيون يصرخون بذلك وقتها، داعين إلى توفير الحماية لصناعة السيارات المحلية من المنافسين الأجانب، حتى أن بعض شركات السيارات الكبرى دعت إلى تأخير انفتاح القطاع.

وفي هذا السياق، قال لونغ يونغ تو الذي كان كبير مفاوضي الصين للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية إنه وعلى الرغم من الضغوط الناتجة عن صناعة السيارات المحلية، إلا أن المسؤولين الصينيين كانوا مقتنعين بأن التعريفات المرتفعة والقيود التجارية الأخرى لن توفر الحماية إلا لصناعة السيارات العتيقة في البلاد بينما سيدفع المستهلكون الثمن.

وفي نهاية المطاف، التزمت الصين بخفض الرسوم الجمركية على الواردات ورفع القيود الأخرى المفروضة على السيارات كجزء من انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية. ومن المدهش أن سوق السيارات في الصين توسعت بسرعة بدلا من انكماش.

وأعرب دونغ يانغ المطلع على هذه الصناعة، والذي شارك في المفاوضات المذكورة عن إعجابه بمشاهدة سعر سيارة “شيالي” وهي علامة تجارية صينية شعبية وقد انخفض بشكل حاد من أكثر من 90 ألف يوان (حوالي 12527 دولارا أمريكيا) إلى نحو 40 ألف يوان إلى جانب انخفاض أسعار السيارات المستوردة.

ليس سرا أن تزدهر التجارة العالمية بفضل الفوائض الناتجة عن الدول القادرة على الإنتاج بشكل يتجاوز الطلب المحلي. إلا أنه ورغم ذلك، تم مؤخرا استحضار مصطلح “القدرة المفرطة” باعتباره تعبيرا سلبيا للفائض، الأمر الذي يُغذّي سردية مدفوعة بالمخاوف في الغرب حول قوة التصنيع في الصين.

وفي المقابل، تحدّت مقالة أصدرتها منظمة التجارة العالمية التصور الشائع بأن منافسة الواردات في البلدان الصناعية لم تؤد إلا إلى خسائر، مشددة على أن هناك مكاسب كبيرة أيضا.

إن نظرة فاحصة على المشهد المتطور لكل من الصناعة والاستيراد في الصين على مدى الـ23 عاما الماضية، تساعد في الكشف عن آلام النمو التي عانت منها الصين نتيجة للتأثير الناتج عن تدفق ما يُسمى بـ”القدرة المفرطة” من الدول الغربية إذا ما كان بمقدور النظرية التي روج لها الغرب بقوة مؤخرا أن تصمد، وما تعلمته الصين من تلك الرحلة.

— دفن الرأس في الرمال أم مواجهة المنافسة بشجاعة؟

يستذكر دونغ المنافسة الشرسة التي كانت في أعقاب دخول البلاد إلى منظمة التجارة العالمية وكيف كانت سببا في إجبار شركات صناعة السيارات المحلية على البحث بشكل مستمر عن طريق الخروج باستخدام قوى السوق.

وأضاف دونغ لوكالة أنباء “شينخوا”: “في البداية، كان لا بد من استخدام التكنولوجيات المستوردة لأن المستهلكين فضلوا التكنولوجيات الأجنبية على الابتكار منخفض الجودة من العلامات التجارية المحلية. وعندما أصبح استيراد التكنولوجيات باهظ التكلفة والأرباح ضئيلة جدا، لجأت الشركات الصينية إلى البحث والتطوير المستقلين”.

ويُعزى نجاح شركات السيارات الصناعية الصينية على نطاق واسع إلى قدرتها على التفوق على المنافسين من خلال الإبداع.

ويرى دونغ أن صعود شركات صناعة السيارات في الصين لتصبح لاعبا عالميا رائدا يستند إلى أربع مزايا رئيسية هي: الكفاءة الأعلى والتكاليف الأقل ووفورات الحجم والإبداع المستمر.

وفي هذا السياق قال هوه جيان قوه نائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات منظمة التجارة العالمية، إنه وإلى جانب السيارات، كان القطاعان الزراعي والمالي يواجهان تحديات بارزة أيضا.

وقال هوه في مقابلة مع وكالة أنباء “شينخوا”، إن القطاعات الثلاثة خضعت لانتقال سلس وحققت نموا قويا من خلال احتضان المنافسة. وعزا هذا النجاح إلى التأثير الإيجابي للمنافسة، التي عززت الإنتاجية وحسنت جودة المنتجات.

وعندما ازدادت المنافسة في صناعات مثل الأدوية والمواد الكيميائية والإلكترونيات والأجهزة المنزلية، ظهرت مجموعة من الشركات الصينية ذات الكفاءة، وشهدت حصة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأشباه الموصلات والمنتجات الإلكترونية الصينية في السوق العالمية ارتفاعا كبيرا.

وقال هوه: “أظهرت الحقائق أن السوق المفتوحة وإدخال المنافسة الدولية يفضيان إلى تعزيز قدرات التصنيع المحلية، وبالتالي إرساء أساس متين لمزيد من المشاركة في المنافسة الدولية”.

–شيطنة المنتجات الأجنبية أم احتضان الواردات؟

منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، واصلت الصين الترحيب بالمنتجات الأجنبية بأذرع مفتوحة.

حافظت البلاد على مكانتها كثاني أكبر مستورد في العالم للعام الخامس عشر على التوالي في عام 2023، حيث شكلت وارداتها 10.6 في المائة من إجمالي الواردات العالمية العام الماضي، وفقا لتقرير عن واردات الصين صدر مؤخرا بقلم وي هاو، العميد المساعد لكلية إدارة الأعمال بجامعة بكين للمعلمين، وزملائه.

وانخفضت نسبة الفائض التجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي في الصين من 7.53 في المائة في عام 2007 إلى 4.59 في المائة في عام 2023، وتوسعت الواردات بشكل أسرع من الصادرات، حسبما أفاد تيان تشي هونغ، الأستاذ في جامعة الصين للزراعة.

كما ارتفعت حصة الصين من الواردات العالمية بشكل مطرد، حيث ارتفعت من 3.8 في المائة في عام 2001 إلى 10.58 في المائة في عام 2022، وهو أكبر نمو بين الدول والمناطق الرئيسية، وفقا لتقرير وي.

وجاء في التقرير أنه من عام 2001 إلى عام 2023، ارتفعت واردات الصين من فرنسا من 4.1 مليار دولار إلى 37.3 مليار دولار، وارتفعت وارداتها من ألمانيا من 13.8 مليار دولار إلى 106.2 مليار دولار.

وتعد الواردات الزراعية إحدى الأمثلة البارزة، إذ ارتفعت واردات الصين الزراعية بواقع 14.1 مرة من عام 2001 إلى عام 2023، مما عزز مكانة البلاد كأكبر مستورد عالمي منذ عام 2011، وفقا لبيانات منظمة التجارة العالمية المذكورة في تقرير صادر عن المدرسة الوطنية لإستراتيجيات الأمن الغذائي بجامعة رنمين الصينية.

وقال البروفيسور تشنغ قوه تشيانغ، عميد المدرسة المذكورة، والذي شارك في مفاوضات منظمة التجارة العالمية، إن الصين أصبحت قوة دافعة رئيسية للتنمية الزراعية العالمية في السنوات العشرين الماضية، لا سيما في تعزيز التنمية الزراعية للاقتصادات الناشئة بسوقها الواسع.

أما بالنسبة لواردات البلاد من الولايات المتحدة، فيعتبر فول الصويا من بين المنتجات الأبرز، حيث إن الصين لديها طلب كبير على فول الصويا، في حين يصعب تحقيق الاكتفاء الذاتي. وقال تيان إن الصين تسعى جاهدة لتحسين التقنيات الزراعية، وتواصل توسيع الواردات في الوقت ذاته.

ومنذ عام 2001، شهدت صادرات فول الصويا الأمريكية إلى الصين نموا هائلا وكانت الولايات المتحدة ذات يوم المورد الرئيسي لفول الصويا إلى الصين.

وجاء في تقرير سنوي حول الصادرات الأمريكية إلى الصين، صدر عن مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني في وقت سابق من هذا العام، أن الصين لا تزال سوقا مهمة للشركات الأمريكية، حيث تدعم ما يقرب من مليون وظيفة في الولايات المتحدة.

قامت الصين بإضفاء الطابع المؤسسي على التزامها بتوسيع الواردات من خلال إجراءات ملموسة على مدى السنوات الماضية. ومن بينها اتخاذ تدابير مثل خفض رسوم الاستيراد وتحسين قائمة واردات التجزئة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود وإطلاق معرض الصين الدولي للاستيراد سنويا منذ عام 2018. وفي الدورة السابعة للمعرض التي عقدت الشهر الماضي، تم التوقيع على صفقات بقيمة 80.01 مليار دولار.

وفي العام الماضي، بلغ إجمالي واردات الصين من السلع الاستهلاكية 1.95 تريليون يوان، بزيادة 1.2 بالمائة عن العام الأسبق، مما يعكس الشهية المتزايدة للبلاد لمنتجات عالية الجودة لتلبية متطلبات المستهلكين المتنوعة.

ويعتقد وي أن زيادة نسبة السلع الاستهلاكية في إجمالي واردات الصين ستجلب المزيد من الفوائد للدول المصدرة.

–إقامة حواجز أو فتح أوسع للجميع؟

وانتقد هوه المحاولة لوصم فائض المنتجات بأنه “طاقة إنتاجية مفرطة” لأن التوازن المثالي بين العرض والطلب غير موجود في الواقع.

بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، تم نقل الطاقة الإنتاجية للصناعات الناضجة مثل الصلب والسيارات والكيماويات والأدوية في أوروبا والولايات المتحدة باستمرار إلى الصين.

وقال هوه “إلى حد ما، كان هذا ينقل الطاقة الانتاجية المفرطة حسب التعريف الغربي. إن انفتاح السوق الصينية لعب بلا شك دورا داعما في إعادة توازن الاقتصاد العالمي”.

وأشار هوه الى أن فتح السوق بشجاعة وجلب المنافسة هو أحد الطرق الفعالة لتحفيز قوة الاقتصاد ومرونته، موضحا أن الصين استفادت من الانفتاح لدفع الإصلاح وأن الانفتاح الرفيع المستوى بمثابة مفتاح لمشاركة البلاد في المنافسة الدولية.

وقال تيان إنه على الرغم من التردد بشأن المنافسة من جانب الواردات في بعض الدول الغربية، لا تزال التجارة الحرة محفزا صالحا للنمو الاقتصادي، فهي تعزز كفاءة تخصيص الموارد، مما يسمح للدول بتخصيص الموارد وفق مزاياها النسبية ويحسن الكفاءة العامة للاقتصاد العالمي.

كما أكد على أهمية التجارة الحرة في تعزيز رفاه المستهلك من خلال زيادة تنوع السلع والخدمات وخفض الأسعار وتعزيز انتشار التكنولوجيا والابتكار، وهي عوامل حاسمة بشكل خاص للبلدان النامية.

وأضاف تيان أن التجارة الحرة تعزز أيضا ارتباطية سلاسل التوريد العالمية، مما يضمن التشغيل السلس لسلاسل التوريد وزيادة كفاءة الإنتاج العالمي.

وقال هوه “هناك باحثون يعتبرون جهود الصين للانضمام إلى الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ بمثابة دفعة أخرى لها بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، للتوافق مع النظام الاقتصادي المفتوح عالي المستوى في العالم”.

وبالنظر إلى المستقبل، ففي حين أن المنافسة من جانب الواردات قد تستمر في إزعاج البعض، إلا أن ذلك لا يكفي لإخفاء الفوائد الأوسع للتجارة الحرة.

وحسب تدوينة حديثة لمنظمة التجارة العالمية، “الحمائية ليست سياسة فعالة لحماية العمال، لأنها غالبا ما تؤدي إلى عواقب غير مقصودة. فعلى سبيل المثال، في حين أن التعريفات الجمركية العالية قد تحمي الوظائف في القطاعات محل المنافسة من جانب الواردات، إلا أنها يمكن أيضا أن تعرض للخطر الوظائف في القطاعات التي تعتمد على مدخلات وسيطة أو موجهة نحو التصدير إذا رد الشركاء التجاريون”.

وقال هوه إن الحقائق أثبتت أن الالتزام بمسار التنمية المتبادلة النفع والمربحة للجميع هو السبيل الأساسي للحفاظ على ازدهار الاقتصاد العالمي.

المصدر: شينخوا

بكين والقاهرة في حوار اسراتيجي.. والأوضاع السورية تثير قلق الصين

شؤون آسيوية – بكين

شارك وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، في رئاسة الحوار الاستراتيجي لوزيري خارجية البلدين، في بكين أمس (الجمعة).

وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الصين ومصر، وبتوجيه استراتيجي من رئيسي الدولتين، قد عززتا الصداقة التقليدية وعمقتا التعاون متبادل المنفعة.

وأكد أن الصين تدعم مصر في حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية لمصر من قبل أي طرف تحت أي ذريعة.

وأعرب وانغ عن استعداد بلاده للعمل مع مصر لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، ودفع العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين ومصر في العصر الجديد.

من جانبه، قال عبد العاطي إن مصر تلتزم بشدة بسياسة صين واحدة، وتدعم إعادة توحيد الصين، وتثمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للصين تحت ذريعة حقوق الإنسان.

وأعرب عبد العاطي عن تقديره للدعم والمساعدة اللتين تقدمهما الصين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، ورحب بقدوم المزيد من الشركات الصينية للاستثمار في مصر.

واتفق الجانبان على الاستفادة الكاملة من آلية لجنة التعاون الحكومي بين البلدين، وتعزيز تعاون الحزام والطريق عالي الجودة، وخلق نقاط نمو جديدة للتعاون في مجالات الطاقة الجديدة، والفضاء، والمركبات الكهربائية، وبناء شبكات الجيل الخامس، والتكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات الناشئة.

وأكد الجانبان أنهما سيعززان التواصل الاستراتيجي، وسيدفعان تعاون البريكس الكبرى إلى مستوى جديد، وسيعززان التواصل والتنسيق ضمن الأطر متعددة الأطراف.

على الصعيد السوري

صرّح وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تدعم تحقيق السلام في سوريا في وقت مبكر، وتدعم البلاد في إيجاد خطة إعادة بناء تلبي رغبات الشعب من خلال حوار شامل.

أدلى وانغ بهذه التصريحات ردا على سؤال حول وجهة نظر الصين بشأن الوضع الحالي في سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عقب انعقاد الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية البلدين في بكين.

وأضاف وانغ، أن الصين تتابع الوضع في سوريا بقلق كبير، حيث شهدت البلاد تقلبات متزايدة في الآونة الأخيرة.

وتابع قائلا إن الصين تنتهج منذ فترة طويلة سياسة تتسم بالصداقة والتعاون مع سوريا، ولم تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية السورية، وتحترم اختيارات الشعب السوري.

ومضى وانغ قائلا: “ندعم سوريا في تحقيق السلام في أقرب وقت، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، ودفع العملية السياسية الداخلية وفقا لمبدأ ‘قيادة وملكية سورية’، وإيجاد خطة إعادة بناء تلبي رغبات الشعب من خلال حوار شامل”.

واستطرد قائلا إن سوريا المستقبلية يتعين أن تعارض بحزم جميع أشكال الإرهاب وقوى التطرف، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يحافظ بجدية على سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن يحترم التقاليد العرقية والدينية في سوريا، وأن يسمح للشعب السوري باتخاذ قراراته بشكل مستقل.

وشدد وانغ على أنه يتعين على جميع الدول العمل معا لتقديم يد العون إلى سوريا، والدفع باتجاه رفع العقوبات الأحادية غير القانونية المفروضة على البلاد منذ سنوات، والتخفيف من وضعها الإنساني الحرج.

كوريا الجنوبية على استعداد لعزل الرئيس يون

شؤون آسيوية – سيئول

من المقرر أن تصوت الجمعية الوطنية الذي تسيطر عليها المعارضة اليوم السبت على مشروع قانون جديد لعزل الرئيس يون سيوك-يول بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية الأسبوع الماضي.

وتم إلغاء المقترح الأول لعزل يون يوم السبت الماضي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لمقاطعة معظم نواب حزب سلطة الشعب الحاكم الذي ينتمي إليه “يون” للتصويت.

ويحتاج إقرار الاقتراح إلى أغلبية الثلثين، كما يحتاج إلى دعم 8 نواب من الحزب الحاكم على الأقل.

وحتى يوم الجمعة، أعرب 7 نواب من الحزب الحاكم علنا عن دعمهم لعزل “يون”.

وقدم الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي و5 أحزاب معارضة صغيرة أخرى يوم الخميس الاقتراح، وتم عرض المقترح في الجمعية الوطنية في اليوم التالي، حيث زعموا أن إعلان يون للأحكام العرفية ينتهك الدستور والقوانين الأخرى.

وأضيفت إلى الاقتراح مؤخرا مزاعم مفادها أن قوات الأحكام العرفية والشرطة حاولت اعتقال المشرعين تحت قيادة الرئيس.

وإذا تم تمرير الاقتراح في التصويت البرلماني، فإن المحكمة الدستورية ستقرر ما إذا كان سيتم إعادة يون إلى منصبه أو عزله.

وفي حال تأييد قرار العزل من قبل المحكمة، سيكون يون ثاني رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يتم عزله بعد الرئيسة السابقة بارك كون-هيه في عام 2017.

المصدر: يونهاب

سماحة مفتي عُمان.. خير ناصرٍ للشعب الفلسطيني

0

شؤون آسيوية – بيروت

بقلم/ د. هيثم مزاحم

سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عُمان، مشهودٌ له بمواقفه الجريئة وانحيازه الدائم للحق وبموقفه البارز المؤيد للقضية الفلسطينية، فكان دائماً منحازاً لفلسطين وداعماً لشعبها ومقاومتها يوم عزّ الناصرون والمؤيدون، وخصوصاً من قبل الكثير من المفتين وعلماء الدين في الدول العربية.
لم يفوّت الشيخ الخليلي فرصة للإشادة بالمقاومين في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة ولبنان واليمن والعراق، وبالمرابطين في المسجد الأقصى مطالباً بمساندتهم. ولم يتوانَ عن المبادرة إلى ذم التطبيع ومهاجمة المطبعين، بخلاف الكثير من المفتين الرسميين والوُعَّاظ؛ فكلمة الحق وإرضاء الله أهم عنده من إرضاء المخلوق ومسايرة الأنظمة المطبعة.
مواقف سماحة المفتي المميزة والجريئة دفاعاً عن قضايا الأمة الإسلامية، وبخاصة قضية فلسطين، زادت من مكانته الراسخة في الأوساط العربية والإسلامية والعُمانية، وصارت مواقفه حديث وسائل تواصل الاجتماعي و”ترنداً” على حد تعبيرهم.
في مايو 2021، برز موقف الشيخ الخليلي مندداً بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء حي الشيخ جراح في القدس المحتلة واقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك. وقال سماحته إن “المقاومة الباسلة ببطولتها النادرة، وتضحياتها العظيمة، وخططها الموفقة، غسلت عن جبين هذه الأمة عاراً تلطخت به ردحاً من الزمن، فتمرغت في أوحال الذل، وتساقطت في دركات الهون”.
وأشار في منشور آخر إلى أنه “من أسوأ ما وقعت فيه الأمة تخاذلها عن الدفاع عن مقدساتها في أرض الإسراء والمعراج وترك تعاونها على تحريرها”.
وقد برز موقف الشيخ الخليلي يوم السابع من أكتوبر 2023، حين كان في مقدمة العلماء المباركين لعملية “طوفان الأقصى”، داعياً إلى مساندة المقاومين في غزة، كي يتخلص الشعب الفلسطيني من ظلم الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
مواقف الشيخ الخليلي الداعمة لطوفان الأقصى أعادتنا إلى موقفه الجريء الذي أعلنه في أغسطس 2020، بعد أيام قليلة من التطبيع بين الكيان الإسرائيلي وعدد من الدول العربية، في ما عرف باتفاقيات أبراهام، حيث قال: “إن تحرير المسجد الأقصى والأرض من حوله واجب مقدس على جميع الأمة، ودين في رقابها”، داعياً إلى عدم المساومة عليه في حال عجزت الدول العربية عن تحريره.
وفي ديسمبر 2022، أعلن الشيخ الخليلي تأييده لمشروع طرح في مجلس الشورى العماني، يدعو إلى إحكام مقاطعة الكيان الصهيوني مقاطعة مطلقة في التجارة وغيرها.
وقد سارع الخليلي في مايو 2024، إلى تهنئة المقاومة الفلسطينية لنجاحها في تطوير قدراتها الدفاعية، بعد قصفها مستوطنات إسرائيلية، قائلاً في تغريدة له على موقع إكس إن هذه المقاومة قد “تمكنت من إرعاب عدوها المحتل، وثَنْيه عن مضيه قدماً في عدوانه الغاشم، وردّه على أعقابه”.
بعد هجوم “طوفان الأقصى”، كتب الشيخ الخليلي في تدوينة على حسابه الرسمي بمنصة “إكس” يقول: “وفق الله المقاومة الفلسطينية في دفاعها عن حقوقها المشروعة، واستبسالها في مواجهة العدو الغاشم”. كما أكد على حق الفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم المشروعة، قائلاً: “نسأل الله النصر العزيز والفتح المبين”.
وانتقد المفتي بعض العلماء والشيوخ المسلمين “الذين أفرزتهم السياسات المنحرفة، والذين لم يكتفوا بتثبيط المجاهدين، بل كالوا التهم للمجاهدين الأحرار في فلسطين”. وأكد أن هناك “بوناً شاسعاً بينهم وبين مواقف المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في العالم الغربي، الذين خرجوا بمسيرات مساندة، وأبدوا إعجاباً بالمجاهدين في غزة وأنحاء فلسطين”.

وجه مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، رسالة بخصوص القضية الفلسطينية، والحرب في غزة.
وفي مقطع فيديو نشر على حسابه في منصة “إكس”، أكد الشيخ الخليلي أن “قضية الأرض الفلسطينية هي قضية كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض”. وأضاف: “إن قضية المسجد الأقصى وقضية أرض فلسطين لها أهمية خاصة تفوق كل بقعة في الأرض ما عدا المسجد الحرام وما حوله من حرمه الآمن، وما عدا الحرم النبوي الشريف”.
مواقف الشيخ الخليلي لم تنسَ المقاومة الإسلامية في لبنان ونصرتها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر فتح جبهة الإسناد لأكثر من 14 شهراً وتقديم آلاف الشهداء والجرحى، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعدد آخر من قيادات الحزب. فقد عقّب الشيخ الخليل على تفجيرات أجهزة “البيجر” ضد كوادر حزب الله في بيان نشره على صفحته في منصة إكس قائلاً: “إنا لنأسف على هذه الخطوة الجائرة التي أقدمت عليها الصهيونية الغادرة، فرزأت الشعب اللبناني الشقيق”. وأضاف: “نسأل الله تعالى أن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يعيذ جميع المسلمين من شرورهم، وأن يقي جميع فصائل المقاومة شر خططهم الجهنمية، وأن يجعل العاقبة عافية وسلاماً للمناصرين للحق، وشراً وبالاً على الغادرين، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين”.
وختم الخليلي بيانه قائلاً: “عزاؤنا الحار لأسر الشهداء والمصابين، وكفى بالله ولياً، وكفا بالله نصيراً”.
وبعد استشهاد السيد حسن نصرالله سارع مفتي سلطنة عمان، إلى نعيه. وقال وفي منشور على حسابه الرسمي عبر منصة “إكس”: “لقد تألمنا كثيراً لنبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله القائد حسن نصرالله، الذي كان شوكة في حلق المشروع الصهيوني لأكثر من ثلاثة عقود. وإن هذا الحدث يجعل الأمة تتلقى نبأ استشهاده بكل حزن وألم؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.”
وأضاف الخليلي: “نسأل الله العلي القدير أن يثبّت قوى المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني وأعوانه في لبنان وفلسطين وفي جميع بلاد المسلمين، وأن يعقب الله على الراحلين من يسد الثغرات في كل المواقع والمراحل. فهناك رجال بإذن الله قادرون على تحمل هذه المسؤولية، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.”
وختم الشيخ الخليلي بقوله: “إننا نرجو من الله أن تكون هذه الأحداث دافعاً لتوحيد صفوف المسلمين وأن يتوقفوا عن كل ما يفرق بينهم، فكم في وحدتهم من قوة وهيبة، وكم في تفرقهم من ضعف وخيبة. وإن أعظم مكسب للعدو في هذه الحرب هو أن تشتعل بيننا النعرات والتحزبات؛ لذا يجب أن ينتبه الجميع. والله المستعان.”
مواقف الشيخ الخليلي الجريئة والمستقلة الناصرة للحق وقضايا الأمة تعززها مواقف سلطنة عمان وسلطانها الداعمة للشعب الفلسطيني والرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان والدول العربية والإسلامية الأخرى. فعندما سئل الشيخ الخليلي “كيف يقوى على اتخاذ تلك المواقف الجرئية؟”، أجاب أن “هذا في نظري يحسب للدولة في السلطنة، يحسب لها أنها تقدّر في عالِم الدين رأيه وموقفه المستقل، إنه نوع آخر من التعاطي العماني المختلف الذي لا يضع نفسه أمام خيارات متقاطعة دائماً، وكأنه ليس هناك خيار إلا المنع والحجب”.
وأضاف في حديثه الإعلامي: “هذا عدا عن وجود توافق واضح في كثير من الأحيان ربما لا ينتبه البعض له، ومن ذلك مثلاً الموقف من العدوان الأخير على غزة، والموقف من الإساءة إلى الرسول الكريم من قبل بعض الشخصيات السياسية الهندية، فالمواقف واحدة في كثير من الأحيان وإن اختلفت طريقة التعبير عنها بطبيعة الحال”.
ويفسّر المفتي منطلقه في مواقفه بأنه يبرئ ذمته أمام الله، وأنه يقوم بواجبه باعتباره عالماً عليه مسؤولية تجاه مجتمعه وأمته، كما عبّر الباحث العماني محمد بن سعيد الحجري في مقابلة معه.
وما يدعم مواقف الشيخ الخليلي هو أن المجتمع العماني مجتمع متدين يرى في الشيخ الخليلي الوالد والمرشد. فهو من أقدم المفتين في العالم الإسلامي، وله مكانة في عُمان قلّ نظيرها، فلا يعرف أكثر العمانيين مفتياً غيره في كل حياتهم، وهو أحد أشهر الشخصية العمانية لكثرة اتصالاته بالعلماء والمفكرين العرب والمسلمين، ومشاركاته في المؤتمرات العلمية والاجتماعات الإسلامية.
وفي 2 نوفمبر الماضي، أبدى الشيخ الخليلي شكره واعتزازه بموقف السلطنة الداعي لمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب التي يرتكبونها في غزة، مؤكداً أن هذا “موقف الشرف الذي تقتضيه الأخوة الدينية والوطنية”.
وكان قد أشاد بموقف السلطنة الذي قضى بإغلاق المجال الجوي في وجه طيران دولة الاحتلال، مؤكداً أن هذا “هو المعهود من مواقف عُمان التاريخية”.
ولا ريب أن هناك انسجاماً كبيراً في المواقف المناصرة لفلسطين وضد العدوان الإسرائيلي بين مواقف سماحة المفتي والحكومة والشعب في سلطنة عُمان. فمنذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، سارعت سلطنة عُمان، حكومة وشعباً، إلى مساندة فلسطين، كما أن الجمعيات الخيرية فتحت أبوابها للتبرع للشعب الفلسطيني في غزة.
عُمان أدانت على الدوام من خلال وزارة الخارجية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبت بتقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى محكمة الجنايات الدولية بسبب المجازر التي ارتكبوها في حق عشرات آلاف المدنيين في غزة. كما شهدت المدن العُمانية تظاهرات شعبية ضد الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
حفظ الله المفتي الشيخ العلّامة أحمد بن حمد الخليلي.

ينشر بالتعاون مع جريدة الرؤيا العُمانية

خبير مصري: رؤية الصين في مكافحة التصحر متميزة وشاملة

شؤون آسيوية – الرياض

أكد خبير مصري أن الصين لديها رؤية “متميزة” فيما يتعلق بمكافحة التصحر وحماية النظام البيئي، داعيا إلى مزيد من التعاون الثنائي في القضايا البيئية وغيرها.

وقال أحمد مصطفى، رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) المنعقدة في الرياض، “الصين واحدة من الدول التي تتمتع بأكثر أشكال الأرض تنوعا، من الصحراء إلى الأراضي العشبية، وهذا يجعل سياسة الصين في مكافحة التصحر بعيدة النظر وشاملة”.

ووفقا لملاحظاته، فإن جميع خطط التنمية في الصين “تركز على النظم البيئية، وتهدف إلى الحفاظ على البيئة سليمة قدر الإمكان”، مضيفا أن جهود استعادة الأراضي تُدمج مع مبادرات تهدف إلى تحقيق الفائدة للشعب الصيني.

وأشار إلى الشركات الصينية التي تعمل في السوق المصرية كمثال، وقال مصطفى “نرى أن هذه الشركات أظهرت إحساسا قويا بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، بما في ذلك شركات مثل ((أوبو)) و((هواوي))، وكذلك الشركات الناشئة التي يقودها جيل الشباب”.

وقال إن أكثر من 95 بالمئة من أراضي مصر تغطيها الصحاري، مؤكدا “يمكننا أن نتعلم الكثير من الصين في مكافحة التصحر”.

وأضاف “باعتبارنا عضوا في مجموعة بريكس، ومشاركا في مبادرة الحزام والطريق، وشريك حوار لمنظمة شانغهاي للتعاون، نحن نتطلع لاكتساب الخبرات، والحصول على المساعدة التقنية والدعم المالي من الصين من خلال هذه الأطر متعددة الأطراف، من أجل تقليل التصحر واستعادة مرونة الأراضي في المستقبل”.

في حديثه عن التعاون بين مصر والصين، أشاد مصطفى برؤية التنمية المشتركة التي تتبناها الصين، وقال “على عكس القوى الغربية التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كانت الصين شريكا يحظى بالكثير من الاحترام والثقة، حيث تدعم الدول الأخرى من خلال التعاون المربح للجميع”.

وأضاف “أن كلا البلدين يتمتع بتاريخ طويل وحضارات غنية، واحترام الدول الأخرى متأصل بعمق في الثقافة الصينية، وهذا هو السبب تحديدا في أن مصر والصين قد شكلتا علاقة أوثق في هذا الصدد”.

وسلط مصطفى الضوء على أهمية مبادرة الحزام والطريق، التي مكنت إفريقيا، وخاصة مصر، من الاستفادة من البنية التحتية اللوجستية وزيادة حجم التجارة مع الصين.

كما أشار إلى منصات الحوار بين الصين والدول الإفريقية، مثل منتدى التعاون الصيني- الإفريقي، بوصفها قنوات أساسية لمواءمة المصالح المشتركة، والتغلب على تحديات التجارة، واستغلال الفرص غير المستغلة.

واختتم قائلا “لقد منحت هذه المبادرات مزيدا من الثقة والأمل للتعاون بين البلدين في المستقبل”.

المصدر: شينخوا

قطاع السيارات الصيني يحقق نموا قويا في نوفمبر الماضي

شؤون آسيوية – بكين

أظهرت بيانات واردة من الجمعية الصينية لمصنعي السيارات أن حجم إنتاج السيارات بالصين ارتفع بنسبة 11.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 3.44 مليون وحدة في نوفمبر الماضي، بينما ازداد حجم المبيعات بنسبة 11.7 في المائة قياسا إلى نفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى 3.32 مليون وحدة.

وفي الأشهر الـ11 الأولى تجاوز حجم إنتاج السيارات 27.9 مليون وحدة، بزيادة 2.9 في المائة على أساس سنوي، بينما توسع حجم المبيعات بنسبة 3.7 في المائة ليصل إلى 27.94 مليون وحدة، بحسب الجمعية المذكورة.

وأظهرت البيانات أيضا أن قطاع السيارات العاملة بالطاقة الجديدة في البلاد حافظ على زخم نمو سليم خلال الشهر الماضي، إذ قفز حجم إنتاج سيارات الطاقة الجديدة بنسبة 45.8 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى قرابة 1.57 مليون وحدة في نوفمبر الماضي، فيما ازداد حجم مبيعاتها بنسبة 47.7 في المائة ليصل إلى 1.51 مليون وحدة، وهو ما يمثل 45.6 في المائة من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في البلاد في نفس الفترة.

في هذا السياق، قال تشن شي هوا نائب الأمين العام للجمعية الصينية لمصنعي السيارات إن سوق السيارات استمر في التحسن خلال الشهر الماضي، مدعوما بالبرنامج الوطني لاستبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة.

هذا وتجاوزت عمليات استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة في الصين خلال العام الجاري 5 ملايين وحدة حتى يوم الاثنين الماضي، وذلك في إطار برنامج تجديد واسع النطاق تم إطلاقه في وقت مبكر من هذا العام، حسبما أفادت وزارة التجارة يوم الثلاثاء الماضي.

وفي الوقت الحالي، يمكن للمستهلكين الذين يستبدلون سيارتهم القديمة بسيارات عاملة بالطاقة الجديدة الحصول على إعانة قدرها 20 ألف يوان (حوالي 2781 دولارا أمريكيا)، في حين سيحصل أولئك الذين يختارون سيارات جديدة عاملة بالوقود الأحفوري على 15 ألف يوان.

وتشكل إعانات استبدال السيارات جزءا من برنامج وطني تم الكشف عنه في مارس 2024 يهدف إلى توسيع الطلب المحلي ودعم الاقتصاد من خلال ترقية المعدات واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة.

المصدر: شينخوا

من بينها اللغة العربية.. شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تركز على تطوير منتجات متعددة اللغات

شؤون آسيوية – بكين

تواصل شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تطوير منتجات متعددة اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، وذلك بهدف التخلص من قيود اللغة الإنجليزية، وتلبية احتياجات فئات أوسع من الناس حول العالم.

من بين الشركات التي تساهم في إنشاء نماذج لغوية مختلفة، شركة Asiabots وهي شركة للذكاء الاصطناعي مقرها هونغ كونغ وتأسست في عام 2017.

وقال كريس شوم تشيو-فاي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Asiabots إن الشركة أعطت الأولوية في البداية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي باللغة الكانتونية، وهي لهجة محلية من اللغة الصينية تستخدم في مناطق قوانغدونغ وماكاو وهونغ كونغ. ومع مرور الوقت، تزايد طلب العملاء على حلول الذكاء الاصطناعي بلغات مختلفة.

وتلقت الشركة طلبات من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمات الترجمة بين اللغات الكانتونية ولغات منطقة الشرق الأوسط. وجاء هذا الطلب عقب الخطاب السياسي لهذا العام، الذي دعا إلى جذب المزيد من السياح المسلمين، وتشجيع سيارات الأجرة في المدينة على تقديم معلومات باللغة العربية للزوار من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

ومنذ العام الماضي، تحولت شركة “Votee”، وهي شركة أخرى للذكاء الاصطناعي مقرها هونغ كونغ، إلى تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي للغات الأقل شيوعا، بعد أن كانت تركز في السابق على جمع البيانات وتحليلها.

وقال مهندس الذكاء الاصطناعي جاكي تشان هو-كيت، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة Votee، إن لديه مشاعر متضاربة حول هذه الصناعة، ففي حين يتطلع إلى مستقبل حيث يبلغ الذكاء الاصطناعي ذروته ويمتلك قدرات إدراكية أشبه بقدرات البشر، فإنه يشعر بقلق عميق من أنه لن يفهم سوى اللغة الإنجليزية.

وقال: “بالنظر إلى الوضع اللغوي الراهن، فمن المرجح إلى حد كبير أن يكون ذلك واقعا وليس مجرد تهويل”.

وبدوره، قال تساو جيان نونغ، أستاذ كرسي في قسم الحوسبة في جامعة هونغ كونغ للتقنية إن نماذج لغة الذكاء الاصطناعي السائدة، وخاصة تلك التي تنشأ في الغرب، مصممة للجماهير الناطقة بالإنجليزية، مع استخدام الترجمات للغات الأخرى كوظائف دعم فقط، مؤكدا أن هذه التقنيات قد تساهم في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتضر بالتنوع الثقافي العالمي وستكون أكثر ظلما لغير الناطقين باللغة الإنجليزية.

ورغم تفوق العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي السائدة في الترجمة بين اللغات المستخدمة على نطاق واسع مثل الإنجليزية والصينية، فإنها تواجه تحديات كبيرة عندما تتعامل مع اللغات الأقل شيوعا. ويعود ذلك إلى نقص البيانات المتاحة لهذه اللغات، وهو ما يؤدي إلى أخطاء في التعرف على الكلام وتحويله إلى نص.

وفي بعض الحالات، قد تجد البلدان ذات البنية التحتية التكنولوجية المحدودة أن معلوماتها على الإنترنت متاحة في الغالب باللغة الإنجليزية، وليس بلغتها الأصلية.

يمكن التغلب على هذه التحديات طالما لدى العملاء الموارد المالية لجمع البيانات اللازمة، حسبما قال كريس شوم.

وتابع كريس شوم قائلا إن Asiabots تجمع البيانات من البحوث الشاملة والمصادر المفتوحة غير المخالفة. كما يقدم العملاء البيانات للشركة أو يمولونها لإجراء جمع البيانات في الموقع.

وبعد جمع البيانات، تتعاون المنظمة مع الجامعات المحلية وتوظف ناطقين بلغتهم الأم لصقل حلول الذكاء الاصطناعي وإضفاء الطابع المحلي عليها، لمواءمتها مع الثقافات والأطر القانونية الإقليمية للتغلب على الحواجز الثقافية.

ومنذ تأسيسها، وسعت الشركة قواعد بياناتها اللغوية على مدى السنوات السبع الماضية لتشمل 22 لغة، بما في ذلك الإندونيسية والفلبينية والبرتغالية والهندية، فضلا عن لهجات أقل شيوعا.

وبعد تأسيس القدرات اللغوية، تقوم الشركة بتصميم برامج وأجهزة الذكاء الاصطناعي لتلبية متطلبات العملاء المحددة.

وبدوره قال لو له وي، مدير معهد بحوث “سينستايم”، أحد المؤسسات الرائدة في بحوث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصين ومقره شانغهاي بشرقي الصين، إنهم اهتموا باللغات الأقل شيوعا لأن تجهيز الذكاء الاصطناعي بقدرات متعددة اللغات أمر جيد أيضا لتحسينه.

وأضاف لو أن الأهم من ذلك، تم تصميم الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشرية، وينبغي أن يعطي مستقبله الأولوية لإمكانية الوصول والاستخدام واسع النطاق، وليس إهمال بعض الفئات، مؤكدا أن هذا هو الهدف الأصلي، وهو أيضا الهدف النهائي لسعي البشرية إلى التقدم التكنولوجي.

المصدر: شينخوا

“وانغ جوه جن” شاعر الإنسانيــة 

شؤون آسيوية – بكين

 

بقلم/ محمد عبد الشافي القوصي

     شعراء الإنسانية” هم الخالدون من الشعراء، أوْ هم الشعراء الخالدة قصائدهم التي استقى منها الناسُ أمثالهم، واختاروا منها أناشيدهم، وهذَّبوا بها مشاعرهم، ورقَّقوا بها أفئدتهم، وتغلَّبوا بها على آلامهم، وعلى إيقاعها حقَّقوا أحلامهم، ورسموا آمالهم، واستلهموها في مناسباتهم المختلفة!

    “شــعراء الإنسانية” عنوان التسامح، وقد ضربوا مثلاً يحتذى في الدعوة إلى الإخاء، والتراحم، والتسامح الديني، وتظل قصائدهم مصابيحاً وسط الظلام الدامس الذي خيَّم على كثير من المجتمعات، ودواء ناجعاً لدرء الفتن التي أطلَّت برأسها هنا وهناك! [1]

  ومِن شعراء الإنسانية المعاصرين، الشّاعر الصيني (وانغ جوه جن) الذي سنعرف حكايته في السطور التالية، ونستلهم حِكَمه وأمثاله، ونستمتع بروائعه الشعرية!

    نعم، إنه شاعر الأمل، ومثال للجد والاجتهاد والمثابرة، الذي حصد ثمرة كفاحه بعد تعبٍ وعناءٍ طويل؛ حتى جاء اليوم الذي انتشرت فيه أعماله بين الملايين، وتسابقت دور النشر العالمية على ترجمة قصائده وطباعتها بلا توقف!

    في (عام 2000م) قررت المدارس والجامعات الصينية؛ تدريس أشعاره ونصوصه النثرية، وفي (عام 2005) شغل منصب مدير مركز الأدب والإبداع الفني في معهد أبحاث فنون الصين، وفي (عام 2009م) أثناء الذكرى السنوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية؛ تمَّ اختياره مِن قِبل مجلة “شباب الصين” ضمن أهم عشر شخصيات صينية بارزة، كما اختاره التلفاز الصيني المركزي ضمن أبرز مائة شخصية!

    في ربيع 1990م وفي إحدى المدارس الإعدادية؛ اكتشفتْ إحدى المُدرِّسات –أثناء الدرس- أنَّ الطلاب يكتبون أشعاراً لشاعرٍ يُدعى “وانغ جوه جن” ويتبادلونها خِلسة .. فأخذتْ هذه القصائد، وعرضتها على زوجها الذي كان يعمل رئيس قسم التحرير بإحدى دور النشر، فأعجبته كثيراً، وبادرت دار النشر بالاتصال بذلك الشاعر، وطلبت نشر مجموعة من قصائده في كتاب … من هنا كانت البداية الحقيقية لهذا الشاعر! فبمجرد نشر ديوانه الأول (موجة الشباب) حقَّقَ نجاحاً كبيراً، وشهرةً واسعة، فقد بيع منه (150 ألف نسخة) ثمَّ أعيدت طباعته عدة مرات، حتى وصل عدد النسخ المباعة ما يزيد على (600 ألف نسخة)!

   في ذات العام؛ برز “وانغ جوه جن” كعلَمٍ من أعلام الثقافة الصينية؛ وأطلقت دور النشر على (عام 1990م): “عام وانغ جوه جن”! بسبب أعماله التي اكتسحتْ المكتبات المختلفة في الصين! وفي العام نفسه؛ دُعِيَ لإلقاء محاضرات في أكثر من 40 جامعة وأكاديمية!

         مَن هو “وانــغ جـوه جن”؟

      في “مؤتمر التعاون الاقتصادي للدول الآسيوية والمحيط الهادي” بإندونيسيا، عام 2013م؛ استشهد الرئيس الصيني “شي تجين بينغ” بمقطع شِعري، يقول: (لا يوجد طريق أطول من الأقدام .. ولا جبل أعلى من الإنسان). هذا البيت الشِّعري كان من قصيدة “جبل شاهق .. طريق بعيد” للشاعر الصيني المعاصر (وانغ جوه جن)!

    ذلكم الشَّاعر الرسام الخطَّاط المُلحِّن الموسيقي “وانغ جوه جنWang Geon  ” (1956-  2015م) أسطورة الشِّعر الصيني المعاصر، أُطلِق عليه لقب (أمير الشِّعر الصيني المعاصر) فقصائده تعدُّ الأكثر قراءةً وتأثيراً في المجتمع الصيني –لاسيما في جيليْ الستينيات، والسبعينيات- كما أنَّ معظم شباب المدارس والجامعات يحفظون أشعاره عن ظهر قلب!

ولِد “وانغ جوه جن” عام (1956م) في بكين، وقد انقطع عن الدراسة لمدة سبع سنوات -بعد المرحلة الإعدادية- بسبب عمله في مصنع لبضع سنوات. ثمَّ واصل دراسته، والتحق بقسم الأدب الصيني بجامعة “تجي نان”.

  في بداية رحلته الشعرية؛ رفضتْ الصحفُ نشر ما كتبه من أشعار؛ باعتبار أنها لا ترفى إلى مستوى شعراء آخرين من جيله .. فكان يرد عليهم بأبيات، يقول فيها:

 منظر الخريف ليس فتَّاناً كسحـر الربيــع

وسحر الربيع لا يقارن بجمال منظر الخريف!

   لم يستسلم “وانغ جوه جن” لآراء معارضيه، وظلَّ يواصل الإبداع بلا انقطاع … وكانت     أول قصيدةٍ نُشِرتْ له (عام 1979) وبعد أيامٍ من نشرها؛ أرسلتْ له الصحيفة جواب شكر و”يوانين” مكافأة مالية؛ لمساهمته في الكتابة.

  نُشر ديوانه الأول (عام 9841م) تحت عنوان “السير مبتسِماً نحو الحياة” الذي لاقى ترحيباً كبيراً بين القرَّاء الصينيين، حتى كانت الناس تتساءل: أين تباع دواوينه الشِّعرية؟!

   هذا؛ وقد توفي “وانغ جوه جن” قبل أن يكمِل الستين من العمر .. لكنه ترك نتاجاً رائعاً، وعدة دواوين شِعرية، منها: «الولع بالحياة»، «أفكار الشباب»، و«خواطر عشوائية للمطر».

  وفي (عام 2015م) نشر آخر عمل له بعنوان «شباب على الطريق»، وبفضل حسه ولغته الملفِتة والعميقة، تُرجمت أعماله إلى اللغات: الكورية، واليابانية، والإنجليزية.

   تأثر “وانغ جوه جن” بالشَّاعر الروسي “بوشكين” والشَّاعر الإنجليزي “بايرون” وتعلَّم العزف على البيانو، كما تعلَّم التلحين، حتى بلغتْ الألحان التي لحنها للشعر الصيني القديم (400 لحناً). وقد كانت الموسيقى التي يلحنها “وانغ جوه جن” تغمرها المشاعر المفرطة؛ لدرجة أنه في إحدى حفلاته الموسيقية التي أقيمت في “بكين”؛ أجهشتْ المطربة بالبكاء التي كانت تغني أغنية من تلحينه! إذْ يتميز شِعره بالبساطة والعمق، ويشع بالأمل، والإقبال على الحياة .. لاسيما أنَّ قصائده تتناول موضوعات مختلفة يعيشها الإنسان، ويقابلها أينما وجِد في الحياة!

   عندما يكتب “وانغ جوه جن” الشِّعر؛ فإنه يخاطب النفس البشرية سواءً كانت في الصين، أوْ في الصحارى العربية، أوْ في أدغال أفريقيا … فالإنسان هو الإنسان، والعواطف هي القواسم المشتركة بين البشر أجمعين، مهما تفاوتت بيئاتهم .. ففي قصيدة (ربيــع بهيـــج) يقول:

أشعرُ بالسعادة لأنَّ بوسعي أنْ أُسعِدك

إنَّ سعادة العطاء يمكنها أن تتعدى سعادة الأخذ في الواقع

مَن يقدر أن يقول بوضوح:

أيهما أكثر إرضاءً: أنْ يُحِبَّ أمْ أن يُحَبّ؟

الربيع بهيج؛ لأنَّ الأرض امتلأتْ بأزهارٍ متفتحة.

 وفي قصيدة«يكفي أن تُعطِيَني ابتسامة» من ديوانه “براعم الأمل” المترجَم عن الصينية؛ يقول[2]:

  «لا تمنحيني مشاعر فيَّاضة؛

فكيف لي أن أردَّها لكِ؟

فديون المشاعر هي الأثقل؛

لا سبيل لي كيْ أنساها أوْ أُسدِّدها.

يكفي أن تُعطِيَني ابتسامة،

فهذا التصريح هو الأكثر تحريكاً للمشاعر:

كأنه ربيع دافئ، عذْب، وجميل».

وفي قصيدة (لا تستطيع الرياح ولا الأمطار) يحوِّل المحن إلى مِنح، والألم إلى أمل، فيقول:

لا تستطيع الرياح أنْ تكسر فؤادي

لا تقوى الأمطار على أن تجرحني

الرياح والأمطار؛ لا تستطيعان إخماد نور قلبي

“المِحن” هي حذاء محتمل الارتداء!

و”الصعاب” هي ميداليةٌ لامعة!

أنا ورقة شجر، وشراييني غابات

أنا قطرة ماء، وروحي محيطات!

في قصيدة (أنتَ هـــو أنت) يوجِّه رسائل غاية في الأهمية؛ تدعو إلى التسامي والشموخ، وعدم الاكتراث بكلام الآخرين [3]، إذْ يقول:

إذا كنتَ نهراً كبيراً؛ فلماذا تبالي أن يعتبرك الآخرون نُهيْراً؟

إذا كنتَ قمة جبلٍ شاهق؛ فلماذا تهتم بأنْ ينظر الآخرون إليك على أنك سهل؟

إذا كنتَ ربيعاً؛ فلماذا تتنهَّد على تساقط ورقةٍ من الزهور؟

إذا كنتَ بذرة؛ فلماذا ينشغل بالك لأنها لمْ تثمر بعد؟

إذا كنتَ أنتَ؛ فالتزِم الصمت، وتبسَّم في هدوء

______________________________________

الهوامــش:

    [1]  شعراء الإنسانية، محمد القوصي، مكتبة سلمى، المغرب، 2023م.

    [2]   براعم الأمل، كتاب الدوحة، يونية 2016م.

    [3]  عبقرية التسامح، دار المعارف، القاهرة، 2021م.

 

عيد الربيع الصيني.. نافذة الثقافة الصينية للعالم

0

شؤون آسيوية – بكين

بقلم/ تشو شيوان **

‏قبل بضعة أيام، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عيد الربيع الصيني، وهو من الممارسات الاجتماعية للشعب الصيني في الاحتفالات برأس السنة الصينية التقليدية، على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وعيد الربيع الصيني، المعروف أيضًا بـ”السنة القمرية الجديدة”، هو أحد أهم الأعياد التقليدية في الصين، ويُحتفل به في بداية العام الجديد وفقًا للتقويم القمري. يُعد هذا العيد فرصة للتجمع العائلي والاحتفال بالأمل والبدايات الجديدة، ومن الجيِّد الاعتراف بهذا العيد التقليدي ليصبح واحدًا من التراث الثقافي غير المادي للبشرية، والصين والصينيون لهم تاريخهم الطويل الذي يُعطيهم الحق في أن تكون ثقافتهم جزءًا من التراث البشري غير المادي، ويمكننا القول بأنَّ عيد الربيع الصيني هو احتفال بالحياة، الأمل، والتقاليد العريقة، مما يجعله حدثًا مميزًا يتجاوز حدود الزمان والمكان.

‏لقد جاء هذا القرار خلال الدورة الـ19 للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي والتي تعقد في باراغواي خلال هذه الأيام. واعترفت اللجنة بالعيد لأنه يضم مجموعة واسعة من الطقوس والعناصر الثقافية الفريدة التي تشترك فيها جميع أطياف المُجتمع الصيني. وأوضحت اليونسكو أنَّ عيد الربيع، وهو يوافق بداية العام القمري الصيني الجديد التقليدي، يشمل ممارسات اجتماعية مختلفة وأيضاً أنشطة يشارك فيها كبار السن ومناسبات عامة احتفالية تنظمها المجتمعات السكنية.

‏يمثل عيد الربيع العطلة التقليدية الأهم في الصين ويرمز إلى أمل الشعب الصيني في حياة أفضل وعلاقة قوية للأسر والبلاد وقيم التناغم بين الإنسان والطبيعة. وتم انتقال عيد الربيع عبر الأجيال منذ تاريخ طويل، ويوفر قوة روحية دائمة للشعب الصيني. كما يلعب دورا مهما في تعزيز التناغم الأسري والاجتماعي، وتوجيه التنمية الاقتصادية، وحماية البيئة، وتدعيم التبادلات الثقافية العالمية. فإن إدراج عيد الربيع على قائمة اليونسكو سيساعد في تعزيز القيم العالمية للسلام والتناغم وإظهار الدور المهم للتراث الثقافي غير المادي في التنمية المستدامة.

‏وخلال السنوات الماضية، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية، ويدعو إلى التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات والثقافات والشعوب المختلفة، فأعتقد أن عيد الربيع وسيلة ممتازة لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية والمساعدة على انتشار الثقافة الصينية التقليدية، حيث نعرف أن عيد الربيع إرث للمفاهيم الثقافية الصينية للسلام والوئام والتناغم، ومن خلال تجربة أنشطة عيد الربيع المختلفة، يمكن للناس في جميع أنحاء العالم فهم الصين بشكل أكبر وإدراك أن الثقافة الصينية منفتحة وشاملة ومبتكرة.

‏وفي العصر الحديث، يمكن للجمهور العالمي أن يشعر بحيوية الفن الصيني التقليدي بفضل دعم التكنولوجيا من خلال سهرة عيد الربيع الصيني التي تنتجها مجموعة الصين للإعلام منذ عام 1983، وهي دائمًا تتكون من الأغاني والرقصات وغيرهما من العروض الفنية المتنوعة الرائعة، وقد أصبحت من التقاليد الصينية الجديدة بالنسبة إلى الشعب الصيني وحتى لشعوب العالم بشكل تدريجي، وهي أيضًا بطاقة ثقافية للصين للعالم.

وتُعد سهرة عيد الربيع الصيني، التي ينتجها مجموعة الصين للإعلام واحدة من أبرز وأضخم الفعاليات التلفزيونية على مستوى العالم. تُقام هذه السهرة السنوية عشية عيد الربيع، حيث تجمع ملايين الأسر الصينية للاحتفال بالعام القمري الجديد من خلال برنامج غني ومتنوع يحمل في طياته التقاليد والثقافة الحديثة، ومنذ عام 1983 أصبحت تقليدًا ثابتًا ومحبوبًا لدى الصينيين في جميع أنحاء العالم. وتُعد هذه السهرة أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدةً؛ حيث تحطم أرقامًا قياسية سنويًا؛ إذ تصل مشاهداتها إلى مليارات الأشخاص عبر الشاشات ومنصات الإنترنت، وتمثل السهرة فرصة للاحتفال بالوحدة العائلية والثقافة الصينية الغنية، كما تعكس تطلعات الناس لعام جديد مليء بالأمل والحظ السعيد، وهي عبارة عن مزيج فريد من العروض الترفيهية والتقليدية، وتشمل العروض الموسيقية؛ حيث يقدم فنانون بارزون من مختلف أنحاء الصين والعالم أغاني وطنية وشعبية تعكس الروح الاحتفالية، وأيضًا الرقصات التقليدية.

كما تُعرض رقصات مثل رقصة الأسد والتنين، إلى جانب عروض تمثل ثقافات الأقليات العرقية في الصين، إضافة للدراما الكوميدية؛ حيث يتابع الجمهور بفارغ الصبر فقرات كوميدية مليئة بالمرح والسخرية، والتي غالبًا ما تتناول قضايا اجتماعية بأسلوب طريف، وهناك بعض عروض الألعاب البهلوانية إذ تتميز السهرة بعروض مذهلة تسلط الضوء على مهارات الأداء الحركي، وخلال السنوات الماضية قد دخل العرض ما يٌعرف بالتكنولوجيا والإبهار البصري التي تُستخدم أحدث تقنيات الإضاءة والمؤثرات البصرية، إضافة إلى تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، لخلق تجربة مشاهدة استثنائية.

‏ومن هنا يمكننا القول إنَّ عيد الربيع بين الماضي والحاضر هو حبة من الصين للعالم، ومع تصاعد التأثيرات الدولية للصين في المجتمع الدولي، هناك مزيد من الأجانب يعرفون ويفهمون الصين بشكل شامل وموضوعي.

ينشر بالتعاون مع جريدة الرؤية العمانية / مسقط

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

في مجال المركبات التجارية: مذكرة تفاهم بين بكين ومسقط

شؤون أسيوية – بكين

أعلنت شركة “إف تي إكس تي” المحدودة لتكنولوجيا الطاقة، وهي شركة صينية متخصصة في خلايا الوقود وأنظمة تخزين الهيدروجين، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة عُمانية بشأن استكشاف التعاون الاستراتيجي في مجال المركبات التجارية العاملة بخلايا وقود الهيدروجين.

وقالت الشركة إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخرا مع الشريك العُماني شركة “سينرجي” المحدودة للاستثمار، في مدينة باودينغ بمقاطعة خبي في شمالي الصين، تعتبر خطوة مهمة لها في تخطيطها لسوق الشرق الأوسط، وتُبشّر بتعاون متعمق بين الطرفين في مجال المركبات التجارية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.

وبموجب مذكرة التفاهم، سيستكشف الطرفان بشكل مشترك إنشاء شبكات البحث والتطوير والإنتاج والمبيعات والخدمات ذات الصلة والدعم الفني وخدمات ما بعد البيع للمركبات التجارية العاملة بخلايا وقود الهيدروجين في عُمان ودول الشرق الأوسط الأخرى، وتطوير سوق المركبات التجارية العاملة بخلايا وقود الهيدروجين في الشرق الأوسط ودفع عملية تدويل صناعة طاقة الهيدروجين.

وكمورد لخلايا الوقود وأنظمة تخزين الهيدروجين، تستعد شركة “إف تي إكس تي” بالاعتماد على تقنيتها المهنية وخبرتها الغنية في مجال طاقة الهيدروجين للعمل مع مُصنّعي المركبات لتزويد الشريك العُماني “سينرجي” بتكنولوجيا ومنتجات متقدمة لخلايا وقود الهيدروجين، بالإضافة إلى مركبات عاملة بطاقة الهيدروجين، بينما ستكون “سينرجي” مسؤولة عن تطوير السوق والعمليات التشغيلية المحلية، حتى تحقيق التكامل بين المزايا الصناعية والتكنولوجية والموارد الخاصة بكل منهما.

ومن المخطط إنشاء سيناريو تشغيل تجريبي لمركبات خلايا وقود الهيدروجين في سلطنة عُمان في غضون العامين إلى الثلاثة أعوام القادمة، وتعزيز بناء البنية التحتية لطاقة الهيدروجين والسيناريوهات المتنوعة لتطبيق طاقة الهيدروجين، لتوفير دعم قوي لتطوير صناعة طاقة الهيدروجين في الشرق الأوسط.

جدير بالذكر أن شركة “إف تي إكس تي” هي شركة تابعة لشركة جريت وول موتورز، وتدير حاليا خمسة مراكز للبحث والتطوير في مدينتي شانغهاي وباودينغ في الصين وكندا واليابان وألمانيا، بينما تشمل محفظة منتجاتها محركات خلايا الوقود ومكدسات خلايا الوقود وأنظمة تخزين الهيدروجين في المركبات وغيرها.

المصدر: شينخوا