شؤون آسيوية – بكين
شارك وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، في رئاسة الحوار الاستراتيجي لوزيري خارجية البلدين، في بكين أمس (الجمعة).
وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الصين ومصر، وبتوجيه استراتيجي من رئيسي الدولتين، قد عززتا الصداقة التقليدية وعمقتا التعاون متبادل المنفعة.
وأكد أن الصين تدعم مصر في حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية لمصر من قبل أي طرف تحت أي ذريعة.
وأعرب وانغ عن استعداد بلاده للعمل مع مصر لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، ودفع العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين ومصر في العصر الجديد.
من جانبه، قال عبد العاطي إن مصر تلتزم بشدة بسياسة صين واحدة، وتدعم إعادة توحيد الصين، وتثمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للصين تحت ذريعة حقوق الإنسان.
وأعرب عبد العاطي عن تقديره للدعم والمساعدة اللتين تقدمهما الصين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، ورحب بقدوم المزيد من الشركات الصينية للاستثمار في مصر.
واتفق الجانبان على الاستفادة الكاملة من آلية لجنة التعاون الحكومي بين البلدين، وتعزيز تعاون الحزام والطريق عالي الجودة، وخلق نقاط نمو جديدة للتعاون في مجالات الطاقة الجديدة، والفضاء، والمركبات الكهربائية، وبناء شبكات الجيل الخامس، والتكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات الناشئة.
وأكد الجانبان أنهما سيعززان التواصل الاستراتيجي، وسيدفعان تعاون البريكس الكبرى إلى مستوى جديد، وسيعززان التواصل والتنسيق ضمن الأطر متعددة الأطراف.
على الصعيد السوري
صرّح وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تدعم تحقيق السلام في سوريا في وقت مبكر، وتدعم البلاد في إيجاد خطة إعادة بناء تلبي رغبات الشعب من خلال حوار شامل.
أدلى وانغ بهذه التصريحات ردا على سؤال حول وجهة نظر الصين بشأن الوضع الحالي في سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عقب انعقاد الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية البلدين في بكين.
وأضاف وانغ، أن الصين تتابع الوضع في سوريا بقلق كبير، حيث شهدت البلاد تقلبات متزايدة في الآونة الأخيرة.
وتابع قائلا إن الصين تنتهج منذ فترة طويلة سياسة تتسم بالصداقة والتعاون مع سوريا، ولم تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية السورية، وتحترم اختيارات الشعب السوري.
ومضى وانغ قائلا: “ندعم سوريا في تحقيق السلام في أقرب وقت، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، ودفع العملية السياسية الداخلية وفقا لمبدأ ‘قيادة وملكية سورية’، وإيجاد خطة إعادة بناء تلبي رغبات الشعب من خلال حوار شامل”.
واستطرد قائلا إن سوريا المستقبلية يتعين أن تعارض بحزم جميع أشكال الإرهاب وقوى التطرف، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يحافظ بجدية على سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن يحترم التقاليد العرقية والدينية في سوريا، وأن يسمح للشعب السوري باتخاذ قراراته بشكل مستقل.
وشدد وانغ على أنه يتعين على جميع الدول العمل معا لتقديم يد العون إلى سوريا، والدفع باتجاه رفع العقوبات الأحادية غير القانونية المفروضة على البلاد منذ سنوات، والتخفيف من وضعها الإنساني الحرج.