الرئيسية بلوق الصفحة 10

الصين تعترض على الاتحاد الأوروبي إدراج أفراد وكيانات صينية على قائمة العقوبات

شؤون آسيوية – بكين

أوضح المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية اليوم الخميس عن استنكار الصين ومعارضتها الشديدة لإدراج الاتحاد الأوروبي لأفراد وكيانات صينية على “القوائم الكاملة” للحزمة الـ15 من العقوبات المفروضة ضد روسيا.

وأشار المتحدث إلى أن الاتحاد الأوروبي تجاهل الاحتجاجات والمعارضات المتكررة من الجانب الصيني واتخذ قراره بشكل متعمد، وأضاف أن الصين ترفض دائما العقوبات الأحادية الجانب التي تفتقر إلى الأساس القانوني الدولي أو التفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ولفت المتحدث إلى أن تصرفات الجانب الأوروبي تتعارض مع الإجماع الذي توصل إليه القادة الصينيون والأوروبيون، مما يؤثر سلبا على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.

ودعت الصين الجانب الأوروبي إلى الالتزام بالحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، ووقف إدراج الشركات الصينية على القائمة السوداء بشكل فوري، والتوقف عن إلحاق الضرر بالمصالح المشروعة للشركات الصينية.

وأكد المتحدث أن الصين ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية بحزم.

المصدر: شينخوا

الأكبر في العالم.. تستعد الصين لبناء مطار داليان

شؤون آسيوية – داليان

، تستعد الصين لبناء أكبر مطار في العالم، مطار «داليان غينتشو باي» الدولي قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، على جزيرة اصطناعية في مدينة داليان، الواقعة في مقاطعة لياونينغ شمال شرق البلاد، بكلفة تقدر بـ 4.3 مليار دولار أمريكي.

ووفقًا لما أفادت به صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ” بوست، فإن مطار داليان الدولي “جينتشووان” سيغطي مساحة تبلغ 20 كيلومترًا مربعًا (7.72 ميل مربع) على الجزيرة الصناعية المخصصة لهذا المشروع.

سيغطي المطار جزيرة مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً بأربعة مدارج، ومحطة ركاب مساحتها 900 ألف متر مربع، وفقاً لبيان المطار. ويهدف المشروع إلى خدمة 80 مليون مسافر سنوياً عبر 540 ألف رحلة.

ووفقاً لوسائل إعلام، فإن من المقرر افتتاح المرحلة الأولى في عام 2035، وبمجرد اكتماله، سيصبح أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية، متجاوزاً مطار «هونغ كونغ» الدولي، ومطار «كانساي» في اليابان.

تم اختيار الموقع للمطار الجديد في عام 2003، لكن البناء لم يبدأ بجدية إلا قبل بضع سنوات. وتعمل الصين على تجاوز الولايات المتحدة لتصبح أكبر سوق للسفر الجوي في العالم.

يقول لي شيانغ، كبير المهندسين في شركة «داليان للبناء وتطوير المطارات»: «لقد واجهت عملية البناء تحديات كبيرة، لأن المشروع يعاني من ظروف جيولوجية معقدة وصعوبة حفر عالية مع جدول تسليم ضيق».

المصدر: وكالات

جذور نخيل التمر .. يعزز التعاون الصيني العربي

شؤون آسيوية – هايكو

ترسخت جذور نخيل التمر، المعروف باسم “خبز الصحراء” في الدول العربية، في الصين حاليا، ليصبح حلقة وصل وثيقة للتعاون بين الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الزراعة.

وفي أوائل ديسمبر الجاري، تبرعت الإمارات بالدفعة الثانية المكونة من 23500 شتلة من نخيل التمر، في مقاطعة هاينان الجزرية بأقصى جنوبي الصين. وسيتم اختبار زراعتها في مختلف المناطق الصينية بما فيها هاينان ومقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين ومقاطعة فوجيان بجنوب شرقي البلاد.

وفي ديسمبر عام 2021، تم بشكل رسمي تسليم الدفعة الأولى المكونة من 1500 شتلة من نخيل التمر واختبار زراعتها في معهد بحوث جوز الهند التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الاستوائية بمدينة ونتشانغ في مقاطعة هاينان. والجدير بالذكر أنه بفضل الرعاية الدقيقة من جانب الباحثين الصينيين، وصل معدل بقاء هذه الشتلات على قيد الحياة إلى 92.87 في المائة، وقد أزهرت بعض الأشجار بالفعل وأثمرت.

وقال هو وي، مدير المعهد المذكور، إن المعهد يعمل على إجراء أبحاث حول التقييم الدقيق للموارد الوراثية لنخيل التمر والتربية البيولوجية والزراعة الفعالة والوقاية من الآفات والأمراض ومكافحتها على نحو شامل والمعالجة العميقة، بما يضخ زخما جديدا في التنمية عالية الجودة لصناعة النخيل، مضيفا أنه في المستقبل، ستتم زراعة الدفعة الثالثة من الشتلات المتبقية لتطوير صناعة نخيل التمر على نطاق واسع في مناطق مختارة.

ويساعد إدخال شتلات نخيل التمر في تنوع المحاصيل بالصين، ويجلب المزيد من فرص التعاون العلمي والتقني بين الصين والإمارات في مجالات الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والبيئة الإيكولوجية.

ويمكن لأشجار نخيل التمر أن تنمو في المناطق الصحراوية، فهي مقاومة للجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والتربة المالحة والقلوية. وقالت تشانغ نينغ، نائبة مدير مكتب أبحاث نخيل التمر بالمعهد، إن مناطق الوديان الجافة والحارة الشاسعة في الصين تتمتع بظروف طبيعية قاسية، وبالتالي فإن ترويج زراعة نخيل التمر له آفاق صناعية واسعة وفوائد إيكولوجية كبيرة.

وفي بداية العام الجاري، توجه محمد غانم المنصوري مسؤول شركة الفوعة الإماراتية التي قدمت شتلات نخيل التمر إلى الصين، على الفور إلى مدينة ونتشانغ بعد علمه بأن الدفعة الأولى من الأشجار بدأت تتفتح وتؤتي ثمارها. واندهش المنصوري من نتائج الابتكارات العلمية والتكنولوجية للمعهد، وأعرب عن أمله في تعميق التعاون وتوقيع الاتفاقيات وترويج التقنيات ذات الصلة بشكل مشترك.

وفي أبريل الماضي، قام وفد من الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الاستوائية بزيارات تبادل تقني إلى الإمارات والسعودية وتونس لتوسيع التعاون مع الدول العربية في مجال نخيل التمر. وفي قاعدة معالجة التمور لشركة الفوعة، تم تأسيس مركز علوم وتكنولوجيا الزراعة الاستوائية في الخارج (الإمارات) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الاستوائية. وحاليا، يعمل الجانبان الصيني والإماراتي على بناء المختبر الصيني-الإماراتي المشترك للزراعة الحديثة لنخيل التمر ومركز الصداقة الصيني-الإماراتي لنخيل التمر.

وفي يوليو عام 2019، توصلت الصين والإمارات إلى توافق تبرعت بموجبه الأخيرة بـ100 ألف شجرة من نخيل التمر للصين، بغية تنمية صناعة نخيل التمر واستكشاف فرص التعاون في أسواق الطرف الثالث.

المصدر: شينخوا

الصين والسعودية.. تعزيز التبادلات لاستكشاف مجالات تعاون جديدة

شؤون آسيوية – بكين

عقد مؤخرا ملتقى الأعمال السعودي-الصيني (تشجيانغ) في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، حيث أجرت قرابة 100 شركة محلية تبادلات مع أكثر من 30 شركة سعودية في مجالات الأغذية والرعاية الطبية والأثاث الخارجي وغيرها، وذلك لاستكشاف فرص جديدة للتعاون. وتم التوقيع على عدة مذكرات تفاهم بين الشركات الصينية والسعودية لتعزيز التعاون بين الجانبين.

وأقيم الحدث التجاري بشكل مشترك من قبل لجنة مقاطعة تشجيانغ للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية والهيئة العامة السعودية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وشركة “إكسبورتيك”.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت المقاطعة مزيدا من التعاون والتبادلات مع السعودية في إطار البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين الجانبين 20.62 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

وقال لين وي، نائب رئيس لجنة مقاطعة تشجيانغ للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، إن السعودية أكبر شريك تجاري لمقاطعة تشجيانغ في منطقة الشرق الأوسط، وقد شاركت شركات محلية عديدة في المقاطعة في مشروعات البنية التحتية وتطوير الطاقة وغيرها من المشروعات في السعودية، وفي الوقت نفسه، جاءت العديد من الشركات السعودية إلى تشجيانغ للاستثمار في الأعمال التجارية.

وتابع لين أنه مع استمرار تعميق البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، ستصبح العلاقة بين تشجيانغ والسعودية أوثق وسيصبح التعاون بينهما أعمق.

وأكد مسؤول من الهيئة العامة السعودية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة على أن السعودية والصين شريكان إستراتيجيان مهمان، وقال إن الهيئة تعمل على تقديم خدمات للشركات المتوسطة والصغيرة في السعودية، آملة في تعزيز التعاون بين الشركات السعودية والصينية خاصة في مقاطعة تشجيانغ من خلال هذا الحدث، ومساعدة الشركات السعودية على تحقيق التنمية الدولية.

هذا ونفذت شركة الحمادي السعودية القابضة تعاونات تجارية مختلفة مع عدد من الشركات الصينية منذ عام 2010، وتخطط لإنشاء فرع لها في مدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ في المستقبل، لتعميق التعاون مع شركات المقاطعة في مجالات الأغذية والبناء والتجارة الإلكترونية وغيرها.

وقالت الشركة إن مقاطعة تشجيانغ تشهد نموا متسارعا في الاقتصاد الرقمي وتعد شريكا مهما للشركات السعودية لتسريع تطويرها الدولي بالاستفادة من “رؤية السعودية 2030”.

هذا وتحتضن الصين والسعودية آفاق مشرقة للتعاون الاستثماري، إذ هناك حوالي 750 مشروعا مشتركا أو شركة صينية تعمل حاليا في المملكة. كما تواصل التجارة بين الصين والسعودية النمو بسرعة، حيث تجاوز حجم التجارة بين الجانبين العام الماضي 100 مليار دولار أمريكي، وامتد هذا الاتجاه الصعودي إلى النصف الأول من العام الجاري، حسبما أفاد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في سبتمبر الماضي.

إلى جانب ذلك، شاركت السعودية هذا العام كـ”ضيف شرف” لأول مرة في معرض الصين الدولي السابع للاستيراد في بلدية شانغهاي في نوفمبر الماضي، وكانت هذه المشاركة الخامسة للسعودية في المعرض، ما يعتبر إجراء مهما لتعزيز التبادلات والتعاون بين السعودية والصين في المجالات الاقتصادية والتجارية، ودليلا ملموسا على تطلع الجانب السعودي إلى الاستفادة من المعرض لإجراء اتصالات مكثفة مع الناس من جميع الأوساط والمستهلكين في الصين.

المصدر: شينخوا

الرواية التي تنبأت بنهاية الأسد

0

شؤون آسيوية – سوريا

بقلم/ بسام الحلبي

     لا يستطيع القارئُ أن يملك نفسه من فرط القهقهة عندما يطالع رواية (يوم الزينة)، سيّما أنها حفلت بقاموس لغوي غير معهود، وجمعت أروع الأساليب البلاغية التي تجمع بين الجزالة والعمق والتشويق، والقفز عبر الزمان والمكان، مِمّا يجعل القارئ إلى الاحتياج إلى قراءتها مرات ومرات من روعة المحاورة والتفلسف البديع!

   رواية (يوم الزينة) الصادرة عن (دار المعراج للنشر والتوزيع) بدمشق- تجمع بين الدّين والسياسة، وتمزج التراث بالمعاصرة، وتعقد مصالحة بين الفلسفة والتصوّف، كل ذلك في قالبٍ أدبي شفّاف!

إذْ تُناقش الصراع السوري المحتدم بين الشعب المقهور والنظام البعثي المستبدّ الذي جثم على صدر البلاد أكثر من نصف قرنٍ من الزمان … فقد طال هذا الصراع لدرجة أنه عندما سقط “طاغية” خلفه مَن هو أطغى منه!

   لغز الرواية يتمثّل في أنَّ “بطل الرواية” اشترى قصة أدبيّة، وهو لا يدري ما فحواها؟ فاختطفه البوليس السرّي، وألقَيَ بهِ في غياهب السجن، وتمّت محاكمته بتهمة الترويج لقصَّة تدعو للثورة!

  منذ تلك الحادثة؛ تمّت مصادرة  تلك “القصة”، وصارت تُعرف بــ”القصة الممنوعة” بلْ صار نشرها أوْ بيعها من المُحرّمات؛ فكان الناس يتبادلونها سِراً فيما بينهم إلى أن جاء اليوم الذي سقط فيهِ الاستبداد، وانهارت جمهورية الخوف، وأُفرجَ عن مؤلّفها، وتمَّ تعويضه أدبياً وماديا.

   هذا؛ وتبدأ أحداث الرواية بواقعة اقتحام قوات البوليس لمدينة “حمص” وهدم بعض منازلها وتشريد أهلها عُنوة … وقد نجح بطلُ الرواية -عدنان- في الهرب ليلاً، وبينما هو نائم أفزعته “رؤيا منامية” مُخيفة، ولمّا حكاها لــ”العارف بالله”، قال له: ستصيبكَ بعض المكاره والأزمات، ولكنّ العاقبة ستكون في صالحك!

     وبالفعل؛ يتعرض بطلُ الرواية “عدنان” للسجن عدة مرات، ويضطرّ للهجرة خارج البلاد، ويحصل على أعلى الدرجات العلمية، ويُلقي المحاضرات الناريّة، التي يدعو الناسَ فيها إلى الثورة والتغيير، وينجح في تثوير المواطنين، ورفع مستواهم الفكري والثقافي … حتى يخرجوا على “الطاغية” الذي سامهُم سوءَ العذاب ويُسقِطوه … وتدور الدائرةُ على أعوانه، وأبواقه!

   وفي اليوم الذي تمَّ فيه تكريم “بطل الرواية”؛ أقبلَ “العارفُ بالله” وعانقه بحرارة، وقال له: هذا تأويلُ رؤياك التي رأيتها منذ أربعين عاماً !

   ولمْ تكن مفاجأة أنْ يكونَ أول قرارٍ يُصدِره “رئيس الوزراء” الجديد –قبلَ أن يَتولّى عمله بالوزارة- هو: تكريم مُؤلّف “القصَّـــة الممنوعــــــة”، ومنحه أرفـــع النياشين، وإصدار عُملة تذكاريّــة، مكتوب عليها اسم القصة الحقيقي: (يــــوم الزِّينــــــة)! وتحويلها إلى فيلم سينمائي، ومُسلسل تلفزيونـــي! وتدريسها ضمن المناهج التعليميّة الجديدة! ونشْر وصاياها الذهبيّــة في البلدان الباحثة عن الحريَّــة، والمتعطّشة للكرامـة الإنسانيـّــة!!

   الحقَّ أقول: إنها أحدث وأعنف رواية أدبية على الإطلاق، ويمكن القول: بأنها النسخة الأخرى من (رواية 1984) لجورج أورويل!

    بلْ إنها كفيلة بتحريك المياه الراكدة، ونشْر الوعي، وبعث الأمل في النفوس، واستنهاض البلاد، ونقلِها من الاستكانة والاستسلام إلى بحرٍ متلاطم بروح الوطنيّة الفتيّة!

  هذا، وقد احتوت الرواية على كثير من الأمثال والحِكم السياسية اللاذعة … مثل:

– نحنُ نعيش في عصرٍ يعاقَبُ فيه الإنسانُ لاجتهادهِ، وأخلاقه الحميدة!

 – لقد غدت الصراحةُ في زماننا، ذنباً يُدينُ صاحبه، ويَرمي بهِ في المهالك!

   لا يُوجد طريقٌ أطول مِن الأقدام، ولا جبلٌ أعلى مِن الإنسان!

     الذين يَصرخونَ في وجه الظلم؛ هم فقط الأحياء مِن البشر!

     الأُمَّــة التي لا تَشعر بآلام الاستبداد، لا تستحقّ الحريَّــة!

   مَن يُكافح الظلْم أكرم مِمَّن يموت مثل الكلاب الضالَّــة!

   الثورات يَصنعها الشرفاء، ويَستغلَّها الأوغـــاد؟

    لا يمكن إشعال الثورة بقفَّازاتٍ مِن حرير!

        حين تعزُّ الولادةُ الطبيعيّة؛ تُصبح الولادةُ القيصريّة قدراً محتوما !



إنّ الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي المركز وإنما عن رأي صاحبها حصراً

مندوب الصين لدى الأمم المتحدة: الصين مستعدة لمساعدة سوريا في الاستقرار

شؤون آسيوية – الأمم المتحدة

قال سفير صيني لدى الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن الصين تأمل في تحقيق السلام واستعادة الاستقرار في سوريا في أقرب وقت ممكن، مؤكدا استعدادها للقيام بدور بناء في هذا الصدد.

وقال قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا “شهد الوضع في سوريا مؤخرا تغييرات جذرية توليها الصين اهتماما كبيرا”.

وشدد قنغ على “ضرورة استقرار الوضع الأمني”، داعيا جميع الأطراف المعنية في سوريا إلى ممارسة الهدوء وضبط النفس، وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد الوضع، ومنع اندلاع صراعات جديدة.

وحث السفير جميع الأطراف على اتخاذ تدابير لمنع الهجمات على المدنيين وحماية أمن البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب في البلاد.

وتابع “نأمل أن تستمر مؤسسات الدولة السورية في العمل لتهيئة الظروف لاستعادة النظام الاجتماعي”، وأن ” تقوم الدول ذات النفوذ وخاصة دول المنطقة بدور بناء من أجل استقرار الوضع في سوريا”.

كما أعرب قنغ عن “قلقه البالغ” إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على سوريا ودخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان بزعم التوسع الاستيطاني، داعيا إسرائيل إلى وقف هذه الإجراءات.

وأكد السفير أن الصين تنتهج منذ فترة طويلة سياسة الصداقة والتعاون مع سوريا، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، واحترام خيار الشعب السوري.

وأعرب قنغ عن تطلعاته الصادقة بتحقيق السلام واستعادة الاستقرار في سوريا في أقرب وقت ممكن، وقال إن الصين “مستعدة للقيام بدور بناء لتحقيق هذه الغاية”.

وأوضح أن الحل طويل الأمد يكمن في تعزيز التسوية السياسية، مشيرا إلى أن الصين تدعم سوريا في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، والمضي قدما في العملية السياسية الداخلية بما يتفق مع مبدأ قيادة وملكية سورية، وإيجاد خطة وطنية لإعادة الإعمار عبر حوار شامل.

وشدد السفير على “ضرورة احترام إرادة الشعب السوري لتجنب الانقسام الوطني وتفتيت الوضع الداخلي”، مضيفا أن الصين تدعم دور الوساطة النشط الذي تقوم به الأمم المتحدة وجهود المبعوث الخاص غير بيدرسن لتسهيل الحوار بين جميع الأطراف.

وشدد قنغ أيضا على مكافحة الإرهاب بشكل واضح، داعيا سوريا إلى الوقوف بحزم ضد كل أشكال الإرهاب والقوى المتطرفة، و”عدم استخدام الأراضي السورية لدعم الإرهاب أو تهديد أمن الدول الأخرى”.

وفي ضوء ما أدت إليه التغيرات الجذرية في سوريا من تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة في جميع أنحاء البلاد، دعا المبعوث الصيني جميع الأطراف إلى ضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتسهيل العمليات الإنسانية لوكالات الأمم المتحدة، وحث الدولة المعنية على رفع العقوبات الانفرادية المفروضة على سوريا فورا.

المصدر: شينخوا

سوريا تفككت.. هذه هي التداعيات والتحديات

0

شؤون آسيوية – –

 

بقلم/ د. عصام نعمان

في أقل من عشرة أيام انهار النظام السياسي في سوريا وإختفى معه كبار الممسكين بمفاتيح سلطاته وأجهزته. إنهياره السريع أذهل أصدقاءه كما أعداءه، وفتح مستقبل سوريا على مخاطر شتّى. لا غلوّ في القول إن إنهيار النظام خلّف بلاداً مفككة وشعباً مشرذماً على نحوٍ يمكن توصيفه بأنه اخطر حدث في تاريخ عالم العرب، خصوصاً هلاله الخصيب والكئيب ، منذ نكبة فلسطين بقيام “اسرائيل” سنة 1948.
سوريا هي قلب المشرق العربي ومفتاحه الجيوسياسي والإستراتيجي. لها حدود طويلة مع كلٍّ من لبنان وفلسطين والأردن والعراق، ولها ساحل على شرق البحر الأبيض المتوسط يتصل بساحل تركيا شمالاً ولبنان جنوباً. يزخر البحر قبالة ساحلها بمكامن غنية بالنفط والغاز شأن بادية الشام الغنية بمكامن الذهب الأسود.
سوريا هي “قلب العروبة النابض” ، كما كان يحلو لجمال عبد الناصر ان يدعوها. عروبتها هوية وليست عصبية. ذلك أنها تحتضن 26 طائفةً وإثنية تعتمد كلٌ منها عصبية خاصة بها. العروبة كهوية تعلو على العصبيات الطائفية والإثنية.
الجيش السوري كان العمود الفقري للجسم السياسي السوري. إستطاع بفضل عقيدته العروبية وتنظيمه العسكري الصارم أن يكون مصهراً وطنياً لكل جنوده وضباطه. وهو، كعمودٍ فقري للجسم السياسي السوري، كان فعلياً السلطة المركزية للبلاد والسياج الحامي لوحدتها الوطنية. ليس أدل على ذلك من أن كل الإنقلابات العسكرية التي شهدتها (وعانتها) سوريا لم تتسبّب بإنقسام البلاد والشعب لأن الجيش بقي متماسكاً ومتحداً ما حال دون تصدّع الوحدة الوطنية وكيان الدولة. لذا لم يكن مستغرباً أن ينهار النظام السياسي وتتفكك البلاد بعدما فَقَد الجيش السوري تماسكه ووحدته وإرادة القتال نتيجَة تدنّي الرواتب وشظف العيش.
الى ذلك ، ثمة أسباب أخرى لإنهيار نظام الأسد، أهمها أن الولايات المتحدة كانت فرضت على سوريا “قانون قيصر” الذي حظّر على جميع الدول والمؤسسات والأفراد في العالم التعامل اقتصادياً مع سوريا ما تسبّب بأزمة إقتصادية شديدة وضائقة معيشية خانقة أضافتا الى معاناة إقتصاد البلاد أعباء حربٍ مزمنة مع متمردين إسلاميين متطرفين تُصنّفهم الولايات المتحدة إرهابيين، ومع ذلك تُغرقهم بالمال والسلاح والعتاد.
هذه الأزمات والتداعيات رافقتها ونجمت عنها تحديات عدّة أبرزها واخطرها ثلاثة :
أولاً: توحيد سوريا وتوطيد إستقرارها
سوريا حاليّاً مقسّمة وشعبها مشرذم . ثمة مناطق أربعة تحكمها “سلطات” متعددة ومنطقة خامسة تحتلها “اسرائيل”. في شمالها، شرقيّ نهر الفرات، تسيطر منظمة “قسد” الكردية (قوات سوريا الديمقراطية) المصنّفة إرهابية من قِبَل تركيا، وتضع يدها على آبار النفط في محافظة الحسكة وتستثمرها بحماية قوة عسكرية أميركية متمركزة في جوارها.
في محافظة دير الزور بوسط سوريا الشمالي منطقة سيطرت عليها “قسد” ، ثم تمرّد عليها مسلحون من أبناء العشائر العربية وإنحازوا الى “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع (ابو محمد الجولاني سابقاً). هذه المنطقة الملأى بحقول النفط وآباره تحميها قوة عسكرية أميركية تموضعت في جوارها وأتاحت لـِ “قسد” إستثمار مواردها.
في محافظة إدلب، غربيّ البلاد، منطقة يسيطر عليها خليط من المنظمات المعادية للنظام السابق، أبرزها وأقواها “هيئة تحرير الشام”.
من محافظة دمشق جنوباً صعوداً الى محافظات حمص وحماه وحلب شمالاً، تمتد منطقة شاسعة تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، وقد أعلن أحمد الشرع بوصفه قائداً لإدارة العمليات العسكرية قيام حكومة مؤقتة فيها يُفترض أن تديرها بالإضافة الى محافظات الحسكة ودير الزور وإدلب واللاذقية وطرطوس.
في جنوب البلاد، إحتل الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة بين الجولان المحتل والجولان المحرر بالإضافة الى بلدات وقرى تابعة لمحافظات درعا والسويداء والقنيطرة، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، فأصبح العدو على بعد نحو 20 كيلومتراً من دمشق .
يمكن الإستنتاج أن هذه التطورات والإنقسامات والإضطرابات التي عصفت وتعصف بسوريا باتت الآن التحدي الأول والأخطر الذي يستوجب المجابهة ومعالجة تداعياته وأضراره وذلك بتوحيد البلاد وتوطيد الأمن والإستقرار وتعزيز جهود الإنماء والإعمار وترسيخ الطمأنينة والسلام.
ثانياً: إعادة بناء سوريا دولةً ومؤسسات وجيشاً
إنهيار الجيش السوري بما هو العمود الفقري للجسم السياسي أسقط نظام الأسد وبالتالي الدولة بما هي إطاره الدستوري والإداري. ذلك يستدعي بلا إبطاء مبادرة القوى الوطنية، بشتى إنتماءاتها السياسية وفعالياتها على أرض الواقع، الى التلاقي للبحث في التحديات الخطيرة السائدة والتوافق تالياً على النهج والآليات اللازمة للخروج من حال الإنقسام والإضطراب الى المباشرة بإعادة توحيد البلاد وتوطيد الأمن والإستقرار والطمأنينة فيها من خلال التدابير الآتية:
(أ‌) تأليف حكومة توافق وطني انتقالية جامعة تضمّ ممثلين لكافة المكوّنات والجماعات والتيارات في الوسط الشعبي بغية توفير متطلبات الأمن والمعيشة من جهة، ومن جهة اخرى وضع الترتيبات اللازمة لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة ينبثق منها مجلس نواب يتولى السلطة التشريعية في البلاد، وتكون أولى مهامه وضع دستور جديد للدولة على أن يجري إقراره في إستفتاء شعبي، ويصار بعد ذلك الى تأليف حكومة وطنية جامعة لإستكمال مهام بناء الدولة، ولاسيما جيشها الوطني وسائر مؤسساتها وأجهزتها الإدارية والأمنية والإقتصادية
(ب‌) التواصل مع الدول الصديقة في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بغية تأمين أعلى مستويات التضامن مع سوريا في سعيها الى إنهاء إحتلال “اسرائيل” لأراضيها بلا شروط، والتفاوض مع تركيا وايران لتسوية الخلافات والنزاعات العالقة معهما بما يؤمّن توطيد الأمن الإقليمي.
ثالثاً: ترسيم وترسيخ دور سوريا في الصراع العربي – الإسرائيلي
تسيطر”اسرائيل” حاليّاً على مناطق واسعة من أراضي سوريا لا تقل مساحتها عن خُمس المساحة الإجمالية للبلاد، وذلك بعد قيامها بإلغاء إتفاق وقف الإشتباك المعتمد بينهما بعد الحرب سنة 1974، وتدمير نحو 70 في المئة من مجمل أسلحة وقواعد وذخائر وتجهيزات الجيش السوري، البرية والجوية والبحرية، في جميع أنحاء البلاد. ولوحظ ان الحكومة السورية المؤقتة برئاسة محمد البشير لم تتخذ، حتى كتابة هذه السطور، أي موقف شاجب للإحتلال الإسرائيلي أو تقديم إشعار بشأنه الى مجلس الأمن الدولي.
إن هذا التطور الأمني البالغ الخطورة لا يشكّل تهديداً لأمن سوريا القومي وسيادتها فحسب بل يمثّل أيضاً تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، الأمر الذي يتطلب إرتفاع المسؤولين عن إدارة شؤون البلاد في الوقت الحاضر وحكومتها العتيدة بعد الإنتخابات القادمة الى مستوى الأخطار المصيرية المحدقة بسوريا كما بالأمة وإتخاذ المواقف والتدابير الكفيلة بمواجهتها والتغلّب عليها .
الى ذلك، يقتضي أن يدرك قادة سوريا حاضراً ومستقبلاً جسامة الخطر الصهيوني الماثل والدعم الزاخم والدائم الذي توفّره الولايات المتحدة لكيان الإحتلال الإسرائيلي على نحوٍ لا يهدد سوريا فحسب بل يهدد أيضاً شعوب فلسطين ولبنان والأردن والعراق ومصر ما يستوجب ترسيم وترسيخ دور سوريا الأساسي في الصراع العربي – الإسرائيلي بإطار إستراتيجية متكاملة للدفاع العربي المشترك عن شعوب الأمة وحقوقها ومصالحها وصون ترابها الوطني.
التحسّب للأخطار الماثلة شرط أساس لصدّها والتغلّب عليها.
المصدر: القدس العربي

أحمد الشرع يبحث مع بيدرسون تعديل القرار 2254

شؤون آسيوية – دمشق

بحث القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الملقب بالجولاني مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون اليوم الأحد، في دمشق القضايا المتعلقة بالمشهد السياسي ومشاكل السوريين والتنمية الاقتصادية.

وبحث الشرع وبيدرسون ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي مما يجعل من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد.

كما أكد الشرع “أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين وضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية”.

وشدد على “ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعال”، بالإضافة إلى ذلك تم تأكيد “أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك”.

وأشار إلى “ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية دون عجلة وبإشراف فرق متخصصة، حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن”، وفق ما نقلت “روسيا اليوم “.

ما هو مصير الوجود الروسي في سوريا؟

0

من الصعب التنبؤ بمصير الوجود الروسي والعلاقة مع الحكومة السورية الجديدة والذي يخضع تباعاً للحكم المستقبلي في سوريا ورؤيتها للعلاقة مع موسكو

خاص/ شؤون آسيوية  – دمشق

بقلم/ هبة الكل

تتكشف ملامح العلاقات الدبلوماسية والسياسية لسوريا الجديدة عبر مجموعة من الإشارات، منها:
تصريحات قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (المعروف باسم أبو محمد بالجولاني) حول خططه للتعامل مع ما دمّره نظام بشار الأسد، حيث كشف عن تقديم فرصة لموسكو في قوله يوم أمس: “أعطينا روسيا فرصة لإعادة تقييم علاقتهم مع الشعب السوري، بناءً على تجربتنا الإدارية في إدلب، ونحن نخطط للتوسع في باقي المحافظات”.

 بالإضافة إلى إشارته أنّه لا يكن عداء تجاه إيران ولا مخطط لديه يشي بخوض صراع مع “إسرائيل”، بالإضافة إلى تواصل مع السفارات الغربية بما فيها بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق .
كما بدت الولايات المتحدة الأميركية منفتحة على “هيئة تحرير الشام”، رغم تصنيفها على قوائم الإرهاب حتى الآن، وذلك عبر التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنيكن من مدينة العقبة الأردنية ” نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى”.
وجاءت زيارة الوفدين القطري والتركي منذ أيام إلى دمشق وتعيين برهان كور أوغلو قائماً بأعمال السفارة التركية في دمشق، مع رفع العلم التركي على قاسيون وقلعة حلب، لتكشف عن ملامح مستقبل سوريا بأنه سيكون خاضعاً للنفوذ التركي والنفوذ الأميركي الذي قد يلعب ورقة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا كورقة ضغط لتعزيز نفوذه.
وهذا ما يجعلنا نقف عند مصير الدور الروسي في سوريا.

 

مستقبل النفوذ الروسي في سوريا الجديدة

سريعاً كان التحول الروسي حيال سوريا، من التحالف مع نظام الأسد والقتال معه ضد الفصائل المعارضة للحفاظ على قبضة حكمه، إلى النأي بالنفس عن الانتفاضة السورية التي أطاحت بحكم الأسد، والتوجه نحو المسالمة مع تلك الفصائل المتوحدة تحت راية “هيئة تحرير الشام”.
في وقت سابق كانت ترى موسكو في علاقتها مع الأسد مصدراً للنفوذ الإقليمي وضماناً لاستمرار وجودها العسكري في المنطقة ذي الأهمية الاستراتيجية.
فكانت سوريا بالنسبة لروسيا الحليف الاستراتيجي الأهم في منطقة الشرق الأوسط منذ حكم حافظ الأسد الأب وصولاً إلى حكم الإبن بشار، كونها المنفذ الروسي الوحيد على سواحل البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن العلاقات الاقتصادية. فبحسب غرفة تجارة دمشق قدرت الاستثمارات الروسية في سوريا في مجالي النفط والغاز وحتى عام 2011 بنحو 19 مليار دولار.
علاوة على ذلك، فإن هناك اتفاقيات موقعة بين البلدين عام 2013 في مجالات إعادة الإعمار وأعمال صيانة مناجم الفوسفات والحفر والتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية.
اعتقدت موسكو أن في منع إسقاط النظام السوري يسمح بتوجيه ضربة للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن سرعان ما بادرت بسحب قواتها من دمشق إلى حميميم ثم إعادة تموضع في ليبيا أمس السبت، بعد أن أظهرت صور أقمار صناعية تفكيك روسيا لمعدات في قاعدة “حميميم” الجوية.
يعتبر الوجود العسكري لروسيا في سوريا قديماً وليس بحديث عهد حيث كانت هناك قاعدة طرطوس البحرية للقوات الروسية تعود إلى الحقبة السوفييتية. وبعد الحرب السورية وعقب تدخلها في الحرب السورية عام 2015، بنت روسيا قاعدة جوية في حميميم وغيرها من القواعد والمرافق العسكرية في البلاد.
وأصبحت تلك القواعد مراكز مهمة لعملياتها العسكرية ونفوذها ليس فقط في سوريا وإنما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تمكنت روسيا من إظهار قوتها خارج البحر الأسود إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

خلاصة المعلومات والتحليلات تشير إلى انسحاب تكتيكي للقوات الروسية من سوريا وتحول نحو إعادة بناء شبكات نفوذها نحو ليبيا أو إفريقيا.
يمثل إسقاط الأسد تهديداً للنفوذ والقواعد الروسية في سوريا، ومن المشكوك فيه أن تتمكن روسيا من إعادة تفعيل وجودها العسكري في تلك القواعد، بالرغم من الاتفاق مع هيئة تحرير الشام الذي يقضي بسلامة القواعد العسكرية الروسية والمؤسسات الدبلوماسية في سوريا”.
لذا فمن غير الواضح مصير تلك القواعد ولا مصير اتفاق استخدامها لتلك القواعد والموقع عام 2017، لمدة 49 عامًا قابلة للتمديد التلقائي لمدة 25 عامًا.
وبالتالي من الصعب التنبؤ بمصير الوجود الروسي والعلاقة مع الحكومة السورية الجديدة والذي يخضع تباعاً للحكم المستقبلي في سوريا ورؤيتها للعلاقة مع موسكو.
ولكن الأكثر وضوحاً هو التركيز الروسي على أوكرانيا، أمّا في المشهد السوري فهناك سيناريوهات عدة محتملة:
1- أن تدخل تركيا كوسيط في إقناع الحكومة السورية الجديدة بالسماح للروس بالبقاء على الأراضي السورية.
2- أن يتم الانسحاب الروسي الكامل من سوريا في حال تعذر التوصل إلى اتفاق، ولا خلاف في أن خسارة روسيا لأصولها في سوريا يحد من قدرتها على حماية مصالحها في المنطقة واستعراض القوة، الأمر الذي من شأنه أن يضعف موقفها مقارنة بالقوى المنافسة في المنطقة وخاصة تركيا والولايات المتحدة، وخاصة تهديد طموحات موسكو في المجال الطاقوي، مثل خط الأنابيب القطري التركي، والذي يمكن أن يضعف “غازبروم” في أسواق الطاقة الأوروبية.
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار نوعية الحكم المستقبلي، لا سيما وأن هناك قنوات من المعارضة على علاقة حميمية مع الروس هذا من جهة، أو دخول رسيا مجدداً في حرب أهلية طويلة أو وقوع فوضى داخلية كما توقع نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف منذ أيام، من جهة أخرى.

*صحفية سورية.

إسرائيل تريد سوريا منزوعة من السلاح

0

شؤون آسيوية – بقلم هبة الكل*/

تعتقد “إسرائيل” أن السقوط الدرامي لنظام بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود فرصة جيوسياسية لتأمين أمنها الحدودي. ويظن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن الوقت قد حان لتصفية النفوذ الإيراني في سوريا بعد لبنان، تمهيداً للوصول إلى صراع آخر مع طهران.
قامت إسرلئيل بالتوغل البري داخل سوريا وبالقصف الجوي لإنهاء كافة المقدرات العسكرية السورية، والذريعة “بناء سد منيع أمام طهران من تهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا”، ومنع وقوع الأسلحة السورية الاستراتيجية في أيدٍ فصائل سورية جهادية تشكل تهديداً للكيان المحتل.
كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المنطقة المنزوعة السلاح في سوريا عقب سقوط نظام الأسد كسابقة اختراق لاتفاق فض الاشتباك ووقف إطلاق النار بين سوريا والكيان الموقع عام 1974.
“إسرائيل” التي سيطرت على مرتفعات الجولان خلال حرب 1967م، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، تشدّ ظهرها اليوم بالرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، صاحب “صفقة القرن”، الذي اعترف يوم 25 آذار/ مارس 2019 بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان، في خطوة ضربت بقرارات الأمم المتحدة بعرض الحائط.
وقد أعلن بنيامين نتنياهو أن ” الجولان سيبقى إسرائيلياً للأبد”، وقال من على مرتفعات الجولان السوري المحتل: “انهارت الاتفاقية بترك الجنود السوريين لمواقعهم، ولن نسمح لأي قوة معادية بالتموضع على حدودنا”.
وإن أضفنا لذلك التوغل العسكري لجيش الاحتلال في سوريا والذي وصل إلى حوالي 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من دمشق، مع تلك القرى السورية الجنوبية التي تأتيها تهديدات إسرائيلية بالإخلاء، ينسف ذلك زعم النتنياهو والكثير من قادة الاحتلال أن الهدف من السيطرة على المنطقة العازلة هو خطوة مؤقتة للتأكد من الحفاظ على الاستقرار على الحدود.
وليست هذه المرة الأولى التي تخترق فيها دولة الاحتلال المنطقة العازلة هذا العام، ففي الشهر الماضي، كشف تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” عن فحص صور الأقمار الصناعية أن إسرائيل كانت تعمل على مشروع بناء، ربما طريق جديد، على طول الحدود مع سوريا منذ أوائل يوليو/تموز الماضي، وفي بعض الحالات دخلت المنطقة العازلة أثناء البناء. وفي أعقاب تقرير وكالة أسوشيتد برس، حذرت قوات الأمم المتحدة من أن الجيش الإسرائيلي ارتكب “انتهاكات خطيرة” لاتفاق وقف إطلاق النار مع سوريا.
نفذت دولة الاحتلال الإسرائيلي نحو 500 غارة على أغلب الأراضي السورية، ودمرت قرابة 80% من مقدرات الجيش السوري تحت ذريعة “ألا تقع في أيدي الجهاديين”، علماَ أنّ ما دُمّر يحتاج ترميماً لجيل كامل وبميزانية مئات مليارات الدولارات.
قد يكون اليوم لدى دولة الاحتلال قلق من أن تتخذ المعارضة السورية مواقف معادية لها، لكن هدف إسرائيل هو جعل سوريا دولة منزوعة السلاح بلا أي سلاح استراتيجي قد يهدد يوماً كيان الاحتلال.

*كاتبة سورية.