شؤون آسيوية – جينان –
يعمل لي تشينغ شنغ، وهو مزارع من مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين، في وظيفتين مختلفتين إلى حد كبير منذ 16 عاما مضت.
وخلال موسم الزراعة المزدحم، يعتني لي بأكثر من 0.13 هكتار من الأراضي قبل الساعة 7 صباحا، ويزرع القمح والذرة والخضروات بشكل أساسي. وبعد الانتهاء من مهامه في المزرعة، يتوجه إلى مصنع للآلات الموسيقية في بلدة تانغوو في محافظة تشانغلي في مدينة ويفانغ، ويبدأ العمل على ضبط آلات الجيتار الكهربائية.
وقال لي البالغ من العمر 46 عاما، والذي يعمل الآن في مهنة ضبط نغمات الآلات الموسيقية في شركة تشانغلي شانغيوندا المحدودة للآلات الموسيقية، أكبر مصنع للجيتار الكهربائي في المدينة: “لقد عملت في العديد من مصانع الآلات الموسيقية لمدة 16 عاما، وقمت بوظائف مختلفة مثل التجميع”.
وأضاف: “يتطلب الضبط بصرا وسمعا قويين للتركيز على النغمات. الآن، يمكنني كسب ما يصل إلى 9000 يوان (حوالي 1255 دولارا أمريكيا) شهريا”.
وبحسب لي، يستغرق الأمر أسبوعا واحدا في المتوسط لصنع الجيتار الكهربائي، بدءا من الخشب الخام وإكمال نصف جميع عمليات الإنتاج يدويا بالكامل.
ولا يعد لي المقيم الوحيد في تانغوو الذي شهد واستفاد من تطوير صناعة الآلات الموسيقية المحلية. فالعديد من العمال في مصانع الآلات في المدينة هم مزارعون محليون مثل لي ليس لديهم تعليم مسبق متعلق بالموسيقى. ومن خلال الممارسة المستمرة، أصبحوا مهرة في صنع الجيتار الكهربائي والصناعة اليدوية للآلات الموسيقية التي تكتسب شعبية ليس فقط في الصين، ولكن أيضا في الخارج.
وكانت الصناعة السائدة في تانغوو هي الزراعة، لكن المدينة أصبحت الآن موطنا لـ108 شركات تعمل في إنتاج الآلات الموسيقية وملحقاتها، وتعرف اليوم باسم “مدينة الجيتار” في الصين. وتنتج هذه الشركات معا مليوني جيتار كهربائي و 5 ملايين مجموعة من ملحقات الجيتار كل عام، مما يحقق إيرادات سنوية تزيد عن مليار يوان.
ومن بين سكان تانغوو البالغ عددهم 80 ألف نسمة، يعمل أكثر من 5000 شخص في صناعة الآلات الموسيقية، مما يعني أنها أصبحت مصدرا مهما للدخل المحلي، وفقا للإحصاءات التي قدمتها الحكومة المحلية.
ونشأت صناعة الآلات الموسيقية في تانغوو في أوائل السبعينيات من القرن المنصرم. ولاحتضان اقتصاد أكثر تنوعا، افتتحت محافظة تشانغله مصنعا في عام 1972 لإنتاج آلات موسيقية مختلفة، وفقا لما ذكر شوان هاي يون، الذي يعمل مع جمعية صناعة الآلات الموسيقية في المحافظة.
وبعد عام 1978، نشأت المزيد من فرص التطوير للصناعة المحلية. وفي عام 1993، تم تأسيس شركة شاندونغ ميوز المحدودة للآلات الموسيقية، وهي مشروع مشترك بين الصين وجمهورية كوريا الجنوبية، في تانغوو.
وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى العمال في المدينة خبرة محددة في صناعة الجيتار، وتم إرسال عدة مجموعات إلى جمهورية كوريا للتدريب.
وعلى مر السنين، قامت تانغوو بتحسين بنيتها التحتية لتلبية احتياجات الشركات وتطوير صناعة الآلات الموسيقية. وتم إنشاء منطقة تشانغله التابعة للمنطقة التجريبية للتجارة الإلكترونية عبر الحدود في الصين، مما وفر موقعا شاملا للخدمات التي تغطي الجمارك والضرائب والخدمات اللوجستية.
وبالإضافة إلى ترقيات البنية التحتية، كثفت المدينة أيضا جهودها في الابتكار وبناء العلامات التجارية، وهي حاليا موطن لأكثر من 40 علامة تجارية محلية وتمتلك 35 براءة اختراع.
وبفضل هذه الجهود المشتركة، تكتسب منتجات الجيتار الكهربائي المصنوعة في تانغوو شعبية في جميع أنحاء العالم، حيث تباع إلى أكثر من 130 دولة ومنطقة.
المصدر: شينخوا