شؤون آسيوية – طهران –
تناول مدير مركز الدراسات العربية في إيران الدكتور صال صدقيان رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني السيد على خامنئي، حيث ذكر أن هناك حدثين مهمين تزامنا في وقت واحد تقريباً وهما الدعوة الرمضانية التي أقامها المرشد الإيراني الأعلى الإمام علي خامنئي لنخبة كبيرة من الطلاب الجامعيين، وألقى خطاباً مهماً يتعلق بالمفاوضات النووية والعلاقة مع الإدارة الأمريكية.
والحدث الأخر هو وصول مبعوث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، المستشار أنور قرقاش، إلى طهران، وتحديداً إلى وزارة الخارجية الإيرانية لتسليم رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
صدقيان أشار إلى أهمية أن يأتي أنور قرقاش، وهو ليس دبلوماسياً في وزارة الخارجية، وإنما هو مستشار لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعليه فقد أراد رئيس دولة الإمارات أن يعطي أهمية بإرسال مبعوث شخصي وليس عن طريق الخارجية.
اللقاء الذي عقده قرقاش يتعلق، إضافة إلى تسليم الرسالة، بالزيارة الجوابية للزيارة التي قام بها معاون وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت رانشي، قبل عشرة أيام، حين زار أبو ظبي والتقى فيها مسؤولين في وزارة الخارجية والرئاسة الإماراتية لبحث آفاق تطوير العلاقة بين البلدين.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر إماراتية بأن الإمارات ترغب في تعزيز هذا التعاون، وأن تساهم مع إيران في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ليس في إيران فحسب إنما في المنطقة أيضا، لذا كان الاتصال بين كبار المسؤولين الإيرانيين والزيارات التي ربما سوف تتم مستقبلاً.
وبالعودة إلى الرسالة الأمريكية، لفت صدقيان أنها وصلت إلى وزير الخارجية، والمعلومات تقول إنه دفع بها إلى مجلس الأمن القومي الأعلى من أجل دراستها قبل أن تعطي إيران موقفها، وبطبيعة الحال مثل هكذا جلسات أو اجتماعات تتم بحضور وزير الخارجية عباس عراقجي ومندوبين للمرشد الإيراني وهم أعضاء في مجلس الأمن القومي الأعلى.
وبالنسبة للتصريحات التي أدلى بها المرشد الأعلى، خلال خطابه مع الطلبة الجامعين الإيرانيين، بين مدير مركز الدراسات العربية أنها مهمة للغاية، فهي تتعلق بالمفاوضات، وبعث خلالها رسائل إلى الداخل الإيراني تجيب عن تساؤلات العديدين حول عدم إجابته على الجانب الأمريكي؟ ولماذا لا يقبل التفاوض مع الأمريكان؟ ولماذا يتشدد كثيراً على دعوات التفاوض التي يطلقها الجانب الأمريكي؟، السيد الخامنئي قال، بشكل واضح، إنه فاقد الثقة بالجانب الأمريكي، وأن دعوات التفاوض هي ليست للتفاوض أو رفع العقوبات، بل إن واشنطن تريد التضييق أكثر على إيران.
ووفقاً لصدقيان فإن هناك درجة كبيرة جداً من عدم الثقة بين طهران وواشنطن، بين القيادة الإيرانية والإدارة الأمريكية، لافتاً إلى أن طهران لم تتحسس من أوباما، الذي دفع إلى التوقيع على الاتفاق النووي، أو من بايدن، لكنها تتحسس جداً من الرئيس ترامب لأسباب عديدة، أولها أن ترامب هو الذي انسحب من الاتفاق النووي، بعد سنوات من التفاوض للوصول إلى اتفاق، وبالتالي بالنسبة إلى إيران هذه نقطة في غاية الأهمية ومهمة جداً كسرت كل نقاط الثقة.
وعلى الرغم من أن ترامب هو الذي قال إنه يريد أن يلتقي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأنه يريد أن يفرح في الشرق الأوسط بالاتفاق مع طهران لكنه، من جهة أخر، قال إما التفاوض أو الحرب، وبالتالي هو وجه سيف الحرب على الإيرانيين، والإيرانيون لا يريدون أن يجلسوا على طاولة المفاوضات والسيف شاهر عليهم، بحسب صدقيان.
وأضاف صدقيان أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كان من المؤيدين لفتح باب الحوار مع الولايات المتحدة لإزالة العقوبات عن إيران، إلا أنه وصف اللقاء الذي جمع زيلنسكي مع ترامب بأن “مقزز”، وإذا كان ترامب يريد أن يفعل بنا هكذا فنحن لا نريد المفاوضات وليفعل ما يفعل.
السيد الخامنئي فصل بشكل دقيق جداً ماذا يريد ترامب من هذه المفاوضات، كما ذكر صدقيان، وأن إيران لا تقبل أن تكون المفاوضات على المقاسات الأمريكية، وإنما تريد مفاوضات تتوفر فيها ثلاثة شروط وهي، أن تكون المفاوضات رابح-رابح تحترم أو تحقق المصالح المشتركة، وأن يكون فيها احترام متبادل، وتستبعد لغة التهديد، فإذا تحققت ذلك يمكن التفاوض.
والسؤال الآن، حول الرسالة التي وصلت إلى طهران، هل فيها تهديد أم فيها عناصر لتعزيز الثقة، هذا ما يناقشه مجلس الأمن القومي الأعلى، لبحث ما ورد فيها واتخاذ موقف محدد.
وبين صدقيان أن بعض معلومات الرسالة قد تكون تسربت إلا أن تفاصيلها لم تعرف بشكل كامل، لذا ننتظر ما سيخرج عن مجلس الأمن القومي الأعلى.
إعداد: رغد خضور