شؤون آسيوية – صنعاء –
مع انتهاء المهلة التي حددتها حركة أنصار الله للضغط على إسرائيل لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، أعلنت القوات اليمنية استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية كافةً في منطقة العمليات المحددة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بعدوان أمريكي – بريطاني استهدف شمالي البلاد.
العدوان واسع النطاق، بدأ بتوجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجيش بشن ضربات على اليمن، هذا القرار الذي اتخذ بعد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض التي أجراها ترامب مع كبار مساعديه للأمن القومي، حيث شدد أنه على القوات اليمنية التوقف عن هجماتها التي تستهدف ممرات الشحن في البحر الأحمر.
حاملة الطائرات هاري إس. ترومان، المتمركزة حالياً في شمال البحر الأحمر، استهدف مناطق في شمالي شرقي مدينة صعدة وغربها، وأسفر العدوان عن مقتل 31 أشخاص على الأقل وإصابة 101 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، أنيس الأصبحي.
كما أدى العدوان إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة ضحيان في محافظة صعدة إثر استهداف محطة توليد الكهرباء في المحافظة، ووصف المكتب السياسي لأنصار الله هذه الهجمات بأنها “جريمة حرب”.
مصادر أمريكية بينت، لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن الهدف من الغارات يتمثل بثلاثة أهداف أساسية، فعلى المدى القصير، تستهدف الضربات منصات إطلاق صواريخ لأنصار الله تُنقل نحو ساحل البحر الأحمر استعدادا لهجمات جديدة على السفن، كما تستهدف الضربات قادة الحركة بشكل شخصي، علماً أن مصادر مطلعة ذكرت أن من بين المواقع التي تلقت غارات منازل قادة أنصار الله يقيمون في صنعاء وصعدة.
أما الهدف الثالث، بحسب المصادر، فهو توجيه رسالة إلى إيران مفادها أنها قد تكون التالية، حسبما أفاد المصدران، حيث تأتي الضربات في وقت تصعد به واشنطن ضغوط العقوبات على طهران بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.
ومن المتوقع أن تستمر الضربات لأيام وربما أسابيع، ما يُعد أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه، في يناير الماضي، هذا ويرغب بعض مساعدي الأمن القومي بشن حملة أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الحوثيين السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال البلاد.
وفي أول ردة فعل على الضربات الأميركية، توعد أنصار الله بأن “العدوان لن يمر من دون رد”، معلنين أن قواتهم على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد.
وأكد عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله ، محمد البخيتي أنّ “العدوان الأميركي على اليمن، غير مبرر لأنّ عمليات القوات المسلحة تستهدف الكيان الصهيوني”، لافتاً إلى أن اليمن لن يتراجع عن خيار نصرة فلسطين ومواجهة أمريكا مهما كان الثمن.
بالمقابل، أشار مصدر يمني رفيع، وفقاً لما نقلته قناة الميادين، إلى إمكانية الانتقال إلى مراحل جديدة في دعم غزة، كرد فعل مباشر على العدوان الأمريكي – البريطاني، مشدداً على أنه “لا مرور للسفن الإسرائيلية من النطاق البحري”، الذي أعلنته القوات اليمنية.
وصرح الناطق باسم أنصار الله، محمد عبد السلام، بأن “العدوان على اليمن تشجيع لكيان العدو الإسرائيلي لمواصلة حصاره الجائر على غزة”، مشدداً على أن “ما يدعيه الرئيس الأمريكي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب غير صحيح وفيه تضليل للرأي العام الدولي”.
وأشار إلى أن “الحظر اليمني للملاحة الإسرائيلية جاء بعد مهلة أربعة أيام للوسطاء”، مؤكداً أن “الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن”.
من جهتها أدانت الخارجية الإيرانية الغارات الأمريكية-البريطانية على اليمن، مؤكدة أنها تعد انتهاكاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولفتت إلى أن استمرار القتل والاحتلال في فلسطين المحتلة، بدعم أميركي بريطاني، هو “مصدر لانعدام الأمن في المنطقة”، وأن هذا العدوان يأتي دعماً للإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني.
في السياق، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، ضرورة الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد اليمن، وأهمية الانخراط في حوار سياسي.
تجدر الإشارة إلى أن أنصار الله أطلقوا العديد من لمسيرات التي استهدفت الكيان منذ انلاع الحرب على قطاع غزة، كما شنوا عشرات الهجمات على سفن شحن في البحر الأحمر، مرتبطة بإسرائيل، في حملة تأتي بإطار التضامن مع الفلسطينيين.
إعداد: رغد خضور