تل أبيب تصعد اعتداءاتها على سوريا.. والسوريون يرفضون ذريعة حمايتهم

شؤون آسيوية – دمشق – إعداد: رغد خضور –

 

تستمر تل أبيب بتصعد عملياتها العسكرية في سوريا، إذ بعد تدمير الطيران الإسرائيلي لمعظم المقدرات العسكرية السورية، لا يزال يُغير على أهداف ومناطق متفرقة في البلاد.

 

عشرون غارة..

أكثر من 20 غارة استهدفت مراكز عسكرية في جميع أنحاء سورية وقعت ليل الجمعة والسبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، واصفاً هذه الاعتداءات بأنها الأعنف منذ بداية العام.

وبين المرصد أن الاعتداءات شملت جبل قاسيون وبرزة وحرستا بريف دمشق، وطالت تجمع دبابات في إزرع، والكتيبة الصاروخية في موثبين في درعا، وكتيبة الدفاع الجوي في جبل الشعرة في اللاذقية، كما تضمنت الأهداف ثكنات تدريب للفصائل في حماة وتلال الحمر الشمالية في القنيطرة.

وكالة الأنباء السورية سانا أعلنت عن ارتقاء مدني جراء غارات إسرائيلية على محيط مدينة حرستا بريف دمشق، وإصابة 4 أشخاص جراء غارات استهدفت محيط قرية شطحة بريف حماة الشمالي الغربي.

وأضافت الوكالة أن غارات استهدفت محيط مدينة إزرع بريف درعا، ومحيط بلدة موثبين في ريف درعا الشمالي.

 

رسالة تل أبيب..

طائرات الجيش الإسرائيلي هاجمت موقعا عسكريا ومدافع مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض- جو في سوريا، وذلك بعد أن كانت قد شنت غارة جوية قرب القصر الرئاسي في العاصمة دمشق.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، أصدرا بيانا مشتركا قالا فيه: “إسرائيل شنت غارة جوية الليلة الماضية قرب القصر الرئاسي في دمشق، وهذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات بالتقدم جنوب دمشق أو بأي تهديد للدروز”.

ويرى مراقبون أن الغارات تعد تحذيراً واضحاً للسلطات الانتقالية في سوريا بشأن استعداد إسرائيل لتصعيد العمل العسكري.

 

لا مساومة على أمن البلاد..

رئاسة المرحلة الانتقالية في سورية أدانت القصف الذي نفذته إسرائيل قرب القصر الرئاسي مؤكدة أنه “لا مساومة على أمن وسيادة البلاد”.

وبينت الرئاسة السورية أن الاستهداف يشكل تصعيداً خطيراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها، وهذا الهجوم يأتي ضمن محاولات مستمرة لزعزعة الأمن الداخلي وتفاقم الأزمات، مشيرة إلى أن الاعتداءات المتكررة لن تضعف إرادة السوريين، أو تعيق جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام.

وطالبت الرئاسة المجتمع الدولي والدول العربية باتخاذ موقف حازم في مواجهة هذه الاعتداءات، والوقوف إلى جانب سوريا في الدفاع عن حقوقها وسيادتها.

 

إدانات دولية..

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “انتهاكات إسرائيل لسيادة سوريا”، مضيفاً، على لسان المتحدث ستيفان دوجاريك، أنه “من الضروري أن تتوقف هذه الهجمات وأن تحترم إسرائيل سيادة سوريا”.

ويتابع غويترش بقلق التقارير عن أعمال العنف في ضواحي دمشق وجنوب سوريا، لـ”كل أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأعمال التي قد تؤدي إلى تأجيج العنف الطائفي”، وفقاً لدوجاريك.

وبعد ساعات على إعلان إسرائيل شن غارات على دمشق، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان أن “سوريا يجب ألا تصبح مسرحا للتوترات في المنطقة”.

 

تصعيد خطير..

الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أدانت الغارة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي بدمشق، معتبرة أنها تمثل “تصعيداً خطيراً وتعدياً مرفوضاً ومداناً على سيادة سوريا”

كذلك أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات الغارة الجوية الإسرائيلية، مجددةً رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة سوريا وأمنها واستقرارها.

فيما أدانت الخارجية القطرية الاعتداءات قرب دمشق معتبرة أنها “عدوان سافر على سيادتها”، كما استنكرت الكويت الغارة الإسرائيلية، و”دعت المجتمع الدولي إلى وقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في دول المنطقة والتي تهدد أمنها واستقرارها”.

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن لبنان يتضامن مع سوريا في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، ولديه كل الحرص على وحدة الأراضي السورية.

 

رفض درزي للاعتداءات..

ودحضاً لمزاعم تل أبيب بحماية الأقليات في سوريا، يرفض دروز سوريا أي تدخل إسرائيلي في شؤون البلاد بذريعة “حمايتهم”، حيث أكد زعماء الطائفة ومرجعياتها ووجهاؤها في بيان الخميس، أنهم “جزء من سوريا الموحدة”، مشددين على رفضهم “التقسيم أو الانفصال”.

وعلى الرغم من إشادة ما يسمى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف، بانتهاكات تل أبيب في سوريا، فإن جميع أبناء الطائفة الدرزية في الأراضي المحتلة ضمن فلسطين والجولان يرفضون الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *