دبلوماسي إسرائيلي: قرار ترامب بشأن سوريا وضع إسرائيل أمام تحديات جدية

كتب السفير الإسرائيلي السابق مايكل أورن في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقالة قال فيها:

إن قرار الرئيس ترامب بشأن رفع العقوبات الأميركية عن سورية والاعتراف بحكم أحمد حسين الشرع (أبو محمد الجولاني) وضع إسرائيل أمام تحديات جدية في المديَين القصير والبعيد. ففي المدى القصير، هذا يعني أن واشنطن تؤيد حاكماً يهدد حلفاءنا الدروز. أمّا في المدى البعيد، فإن التحدي أكثر خطورةً لأن احتضان أميركا لدمشق يمكن أن يؤدي إلى الضغط على إسرائيل للتخلي عن هضبة الجولان.

إن الجولان يخضع لسيطرتنا منذ ما يقارب الستين عاماً، عندما قام مناحِم بيغن بضمّه في سنة 1981، واعترف الرئيس ترامب بالسيادة. هو من أرض إسرائيل، وغني بالمواقع اليهودية التاريخية، ويضم ثلث الكنس القديمة التي تم اكتشافها حتى الآن. .وعلى الرغم من هذا كله، فإن اليوم، لا يعيش فيه سوى ما يزيد قليلاً على 25.000 مواطن إسرائيلي. وأدى فشل الحكومات الإسرائيلية في زيادة هذا العدد بشكل ملحوظ إلى محاولات متكررة للضغط على إسرائيل من أجل التنازل عنه، في مقابل السلام مع سورية.

تبدّد هذا الخطر بعد آذار/مارس 2011 مع نشوب الحرب الأهلية في سورية. وأوضح التهديد بتمدّد هذه المواجهة إلى إسرائيل والأردن ودول الخليج ضرورة بقاء الجولان في يد إسرائيل. إن هذه النقطة هي التي شددتُ عليها في نقاشاتي في البيت الأبيض، وفي المساعي التي بذلتها، والتي نجحت في نهاية الأمر من خلال التوصل إلى اعتراف أميركي بسيادتنا على الجولان..

لكنني كنت أعلم منذ ذلك الحين أن الحرب الأهلية في سورية ستنتهي يوماً ما، وأن الضغط على إسرائيل للتنازل عن الجولان سيتجدد، ولهذا السبب، أسستُ اللوبي البرلماني في الكنيست لتطوير الجولان. وكان هدفه استقدام 10.000 إسرائيلي إلى المنطقة كلّ عام، لمدة عشرة أعوام، وتوفير البنية التحتية والمواصلات وفرص العمل لهم..

للأسف الشديد، لم تلقَ هذه المبادرة سوى كلمات جوفاء من الحكومة. فأعلن رئيس الحكومة نتنياهو، فعلاً، إقامة مستوطنة “هضبة ترامب” في سنة 2019، لكن بعد ستة أعوام، لا تزال الكثافة السكانية فيها ضئيلة..

أمّا رئيس الوزراء نفتالي بينت، فوعدَ بمضاعفة عدد سكان الجولان أربع مرات خلال عقد، لكن حكومته لم تصمد بما يكفي لتحقيق هذا الوعد.
واليوم، يتحدث الرئيس ترامب عن ضم سورية إلى اتفاقيات أبراهام. قد تكون هذه الخطوة مرحّباً بها فعلاً، لكن على الأرجح سيكون لها ثمن..

نعلم من التاريخ، بدءاً من المستوطنات الصهيونية التي أقيمت في النقب قبل قرار التقسيم، أن الأماكن التي يستقر فيها الإسرائيليون تبقى ضمن إسرائيل..
لا يمكننا أن نعرف اليوم ما إذا كانت سورية ستسقط مجدداً في الفوضى، أم أن الشرع سينجو ويسعى للسلام، وفي مختلف السيناريوهات بشأن اليوم التالي في غزة، يجب علينا تنفيذ الخطوة الوحيدة المسؤولة: جعل هضبة الجولان بالكامل لنا، وإلى الأبد.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلا عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

More From Author

بمساعدة التكنولوجيا الصينية .. أراضٍ مصرية تتحول إلى حقول خصبة

هيثم مزاحم يحاضر في جامعة صون يات سين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *