شؤون آسيوية – طهران –
أطلقت إيران صباح اليوم دفعات جديدة من الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، في إطار ما وصفته بـ”رد مشروع” على الهجوم الإسرائيلي الواسع الذي استهدف مواقع عسكرية ونووية على أراضيها يوم أمس.
وأكدت طهران أن الضربات استهدفت “قواعد عسكرية وبنى تحتية” في إسرائيل، فيما عاشت المدن الإسرائيلية، خصوصًا تل أبيب، على وقع صفارات الإنذار والدعوات للجوء إلى الملاجئ.
موجات صاروخية
بحسب التصريحات الرسمية، أطلقت إيران نحو 150 صاروخًا على ثلاث دفعات منذ فجر اليوم وحتى الصباح، وسط توقعات بأن وتيرة الرد ستتواصل خلال الساعات المقبلة.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بإسقاط عدة مسيرات إسرائيلية كانت تقوم بمهام استطلاع قرب الحدود في منطقة سلماس، كما فعلت الدفاعات الجوية للتصدي لما قالت إنه محاولات إسرائيلية لشن ضربات جديدة على العاصمة.
وأكدت إيران استهداف قواعد وبنى تحتية عسكرية إسرائيلية.
وفيما دوت انفجارات قوية جديدة في طهران خلال الليل، عاش سكان إسرائيل ولا سيما منطقة تل أبيب منذ الجمعة على وقع صفارات الإنذار والدعوات للتوجه إلى الملاجئ مع إطلاق طهران صواريخ على الدولة العبرية ردا على الضربات الموجهة إليها.
آثار الضربات على إسرائيل
في المقابل، خلفت الصواريخ الإيرانية أضرارًا كبيرة في المدن الإسرائيلية. ففي مدينة ريشون ليتسيون جنوب تل أبيب، سقط صاروخ بشكل مباشر على حي سكني، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 20 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، فضلًا عن دمار واسع طال ستة مبانٍ وانقطاع الكهرباء في أحياء بالمدينة. كما أفادت فرق الطوارئ بوجود عالقين داخل المنازل المتضررة.
في تل أبيب، شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مبانٍ أصيبت بالصواريخ، فيما تعاملت فرق الإطفاء مع عدة حرائق كبرى في محيط المدينة.
انفجارات بمحيط طهران
وأفادت وسائل الإعلام المحلية صباح السبت عن انفجار قرب مطار مهر آباد في غرب العاصمة، وشوهد تصاعد نيران ودخان كثيف في منطقة المطار.
وقبل ذلك سمع دوي انفجارات قوية في مواقع أخرى من العاصمة طهران فيما أوردت وكالة إرنا الرسمية تفعيل الدفاعات الجوية للتصدي لضربات إسرائيلية جديدة.
كما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن القوات الايرانية “أسقطت مسيرات إسرائيلية انتهكت المجال الجوي للبلاد في منطقة سلماس الحدودية” مضيفا أن “المسيرات دخلت المجال الجوي الإيراني في مهام تجسس واستطلاع”.
المواقف الدولية والدعوات للتهدئة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للتصعيد، قائلاً عبر منصة “إكس”: “قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيدًا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك”. بينما شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن طهران لن تقبل دعوات ضبط النفس “في مواجهة عدوان على أمنها القومي”، داعيًا المجتمع الدولي لإدانة الهجوم الإسرائيلي.
تداعيات دبلوماسية واقتصادية
أعلنت إيران رسميًا أن الحوار مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي أصبح “بلا معنى”، متهمة واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل في تنفيذ الهجمات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي إن إسرائيل “نجحت في التأثير” على العملية الدبلوماسية، وأن الهجوم الإسرائيلي ما كان ليحدث لولا موافقة واشنطن.
الأمر الذي يضع مصير الجولة السادسة من المفاوضات النووية التي كانت مقررة غدًا الأحد في مسقط في مهب الريح.
في المقابل، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إيران إلى إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي، ملوحًا بأن الضربات التالية ستكون “أكثر عنفًا”.
على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد وسط مخاوف من اتساع النزاع، بينما علقت شركات طيران عدة رحلاتها أو حولت مساراتها بعيدًا عن أجواء المنطقة.
الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق
وكانت إسرائيل قد شنت فجر الجمعة أعنف هجماتها على إيران، حيث استهدفت أكثر من 200 موقع عسكري ونووي في عمق الأراضي الإيرانية، بما في ذلك منشآت في طهران، أصفهان، نطنز، فوردو، وتبريز. ووصفت إسرائيل العملية بأنها “إحدى أكبر العمليات العسكرية في تاريخها”، مؤكدة أنها دمرت منشآت تخصيب اليورانيوم وقواعد صاروخية ومنشآت بحثية نووية.
أسفر الهجوم عن مقتل 78 شخصًا، بينهم كبار القادة العسكريين مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، بالإضافة إلى ستة من علماء البرنامج النووي الإيراني. كما أُصيب أكثر من 320 شخصًا، معظمهم من المدنيين، نتيجة استهداف بعض المباني السكنية.