المواجهة تتصاعد: طهران ترد بالصواريخ… وتل أبيب تحترق

شؤون آسيوية – إعداد: ديما دعبول –

في يومٍ ثالث من التصعيد غير المسبوق بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، دوّت مجدداً أصوات انفجارات عنيفة في سماء طهران ظهر الأحد، نتيجة مواصلة إسرائيل شنّ هجمات جوية عدوانية على العاصمة الإيرانية وعدة مناطق أخرى داخل البلاد.

تأتي هذه الغارات العدوانية في أعقاب الضربة الإيرانية الكبرى التي أطلقتها طهران فجر الأحد، والتي استهدفت بعشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة مواقع عسكرية حيوية داخل فلسطين المحتلة، في ردٍ مزلزلٍ على العدوان الإسرائيلي المستمر.

في حين أكدت وسائل إعلام محلية إيرانية أنّ وسائط الدفاع الجوي الإيراني فُعّلت بنجاح في غرب وشمال غرب المدينة، للتصدي لسلسلة من الهجمات الجديدة، وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها صحيفة “شرق” أعمدة الدخان تتصاعد من أحد الأحياء الشرقية للعاصمة.

من جانبه، أعلن جيش إسرائيل أنّه نفذ “ضربات جوية مكثفة استهدفت أكثر من 80 هدفاً” داخل إيران، زاعماً أنّ الأهداف شملت مقر وزارة الدفاع، وبعض منشآت المشروع النووي، وأماكن ادّعى أنها تُستخدم لإخفاء “أرشيف نووي” وهي ادعاءات دأبت طهران على نفيها، مؤكدة سلمية برنامجها النووي.

وأكّدت وكالة “تسنيم” الإيرانية استهداف أحد مباني وزارة الدفاع، مشيرة إلى أنه تعرض لأضرار طفيفة، كما أعلنت وزارة النفط الإيرانية تعرّض خزانين للوقود في طهران للاستهداف، ما أسفر عن اندلاع حريق في منطقة شهران شمال غرب المدينة.

الردّ الإيراني: صواريخ الشهداء تهزّ قلب الكيان

الرد الإيراني لم يتأخّر، بل جاء على شكل وابل من الصواريخ الباليستية والمسيّرات المتطورة التي ضربت العمق الصهيوني، موقعةً قتلى وجرحى وأضراراً جسيمة، وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام الاحتلال قُتل 10 إسرائيليين على الأقل، وأُصيب أكثر من 240 آخرين بجروح متفاوتة جراء الضربات الإيرانية التي طالت مواقع عسكرية ومدنية في تل أبيب وبات يام والجليل الأعلى.

وقد تسبب سقوط أحد الصواريخ الإيرانية في تدمير مبنى كامل في بات يام، حيث أكّد رئيس البلدية أن هناك أكثر من 20 مفقوداً تحت الأنقاض، في حين بلغت أعداد المنازل المتضررة 61 منزلاً على الأقل.

وأظهرت مشاهد بثتها وكالات أنباء عالمية، رجال الإطفاء وهم يبحثون بين الأنقاض عن ناجين، وسط حالة من الذعر والانهيار داخل المدن الصهيونية، التي لم تشهد مثل هذا الحجم من الدمار منذ عقود.

في الجهة المقابلة، لا تزال إيران تلملم جراحها بعد العدوان الإسرائيلي الغادر الذي أودى بحياة 78 شهيداً، من بينهم شخصيات عسكرية رفيعة، أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الفريق محمد باقري، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، بالإضافة إلى تسعة من العلماء النوويين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة المشروع العلمي السيادي لإيران.

وقد أدّى العدوان إلى تدمير منشآت حيوية، من بينها منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، حيث أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدمير قسم رئيسي فوق الأرض منها، بالإضافة إلى منشآت أخرى في أصفهان وشيراز.

إسرائيل تُحذّر… وطهران تتوعد

تسارعت الأحداث مع إصدار إسرائيل بياناً بالعربية والفارسية دعت فيه العاملين في المنشآت العسكرية الإيرانية إلى “إخلائها فوراً”، فيما وصفته طهران بأنه إنذار العاجز الذي يشعر بخطر السقوط.

وأكّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن “كل مواقع النظام الإيراني ستكون هدفاً” للهجمات القادمة، بينما كرر تصريحاً مستفزاً بأن “طهران ستحترق كما احترقت بيروت”.

من جهتها، أعلنت إيران صراحةً أن أي دعم عسكري من قِبل دول في المنطقة أو من قِبل الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي سيُقابل برد مباشر، وقد أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن بلاده تمتلك أدلة دامغة على تورّط القواعد الأميركية في المنطقة في دعم الضربات الإسرائيلية.
وأعلنت الأجهزة الأمنية الإيرانية القبض على عدد من العملاء التابعين للموساد، من بينهم اثنين في إقليم البرز كانا يُعدّان متفجرات ومعدّات إلكترونية لاستهداف منشآت إيرانية، مما يعزز الرواية الإيرانية حول حجم الاختراق الأمني الذي تُواجهه البلاد من داخلها، بدعمٍ مباشر من أجهزة الاستخبارات الصهيونية.

المقاومة تستمر… وصبر إيران ينفد

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكّد أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية “لن يمر دون رد”، وأن أي مغامرة إسرائيلية إضافية ستُقابل بردود أكثر إيلاماً، في حين حذّر وزير الخارجية عباس عراقجي من أن “توسيع الاشتباك إلى الخليج سيكون خطأً استراتيجياً لا يُغتفر”.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية حالة التعبئة العامة، بينما دعا المرشد الأعلى الإمام علي الخامنئي الشعب الإيراني إلى الثبات والصبر، مؤكداً أن “دماء الشهداء هي من تصنع النصر، وأن إسرائيل تعيش آخر أيامها السياسية”.

 

بينما تختبئ إسرائيل خلف تحالفاتها، تقف إيران شامخة، تحمل راية الحق، وتدافع عن كرامتها، وسيادتها، وشهدائها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *