شؤون آسيوية – طهران –
شنت إيران هجوماً صاروخياً واسع النطاق استهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار عملية “الوعد الصادق 3″، رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على أراضيها وما خلفه من عشرات الشهداء، بينهم قادة عسكريون وعلماء.
خسائر بشرية ومادية كبيرة في العمق الإسرائيلي
أفادت وسائل الإعلام العبرية أن الهجوم الإيراني أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم ضحايا في “بيتاح تيكفا”، “بني براك”، و”بات يام”، بالإضافة إلى العثور على جثتين تحت أنقاض مبانٍ مدمرة في بات يام قرب تل أبيب.
كما سُجلت أكثر من 120 إصابة في عدة مناطق، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وتسببت الصواريخ في أضرار مباشرة بعدة مبانٍ سكنية متعددة الطوابق، وأشعلت حرائق ضخمة خاصة في منطقة حيفا المحتلة، حيث أصابت محطة توليد الكهرباء هناك، ما أدى إلى انفجارات وانقطاع واسع للكهرباء في أجزاء كبيرة من شمال الأراضي المحتلة.
السفارة الأميركية في مرمى النيران
طال القصف الإيراني محيط السفارة الأميركية في تل أبيب، حيث أكد السفير الأميركي مايك هاكابي وقوع “أضرار طفيفة” في مبنى السفارة نتيجة سقوط صاروخ بالقرب منه، دون تسجيل إصابات بين الطاقم.
وواصلت السفارة والقنصلية الأميركية في الأراضي المحتلة إغلاق أبوابهما، وأصدرت تعليمات صارمة لموظفيها وعائلاتهم بالبقاء في أماكن آمنة والملاجئ حتى إشعار آخر.
كما سمحت الخارجية الأميركية بمغادرة طوعية لعائلات الموظفين وبعض الطواقم غير الأساسية.
إرباك المنظومات الدفاعية للاحتلال
في بيان له، أكد حرس الثورة الإيراني أن الهجوم استهدف بنجاح منظومات القيادة والسيطرة التابعة للاحتلال باستخدام تكتيكات جديدة وقدرات استخباراتية متقدمة، ما أربك أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات، لدرجة أن بعض المنظومات استهدفت بعضها بالخطأ.
وأضاف أنه وعلى الرغم من الدعم الأميركي والغربي الشامل للكيان، وامتلاكه أحدث التقنيات الدفاعية، أصابت الصواريخ أهدافها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بدقة ونجاح كبير.
وأشار البيان إلى أن العملية جسّدت وعود القيادات الإيرانية بشن هجمات أكثر دقة وتدميراً، وأنها كشفت ضعف تقديرات العدو رغم الدعم الأميركي والغربي.
حالة طوارئ شاملة في “إسرائيل”
وصفت وسائل الإعلام العبرية ما شهدته الأراضي المحتلة بأنه “يوم القيامة”، في ظل عجز منظومات الدفاع عن صد الهجوم بشكل كامل، فيما دوّت صفارات الإنذار في مختلف المناطق، بما في ذلك القدس، النقب، تل أبيب، وحيفا. وتجمّع مئات الآلاف من المستوطنين في الملاجئ لساعات طويلة تحسباً لجولة جديدة من الهجمات.
وأفادت مصادر ميدانية بأن بعض الصواريخ الإيرانية أصابت منشآت عسكرية في النقب والجليل، بينما عملت فرق الإنقاذ على انتشال عالقين من تحت الأنقاض، في ظل دمار واسع طال الأحياء المستهدفة.
ردود وتحليلات
أكد الخبير العسكري الأميركي سيدرك لايتون لشبكة “CNN” أن دفعة الصواريخ الإيرانية الأخيرة أظهرت دقة غير معتادة وقدرة على المناورة المعقدة، ما صعّب مهمة منظومات الدفاع الإسرائيلية، واعتبر أن الهجوم يشكل تطوراً خطيراً في قواعد الاشتباك بين الجانبين.
لا للتصوير..
ونقل إعلام الكيان عن “الجيش” الإسرائيلي، دعوته للسكان لعدم تصوير أماكن سقوط الصواريخ.
تأتي هذه التطورات في ظل ترقّب حذر من المجتمع الدولي خشية انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة أوسع نطاقاً.
وبينما تتوعد إيران بمواصلة الهجمات حتى “زوال الكيان الصهيوني”، يبقى الوضع في الأراضي المحتلة على صفيح ساخن مع استمرار حالة الطوارئ واستنفار الجبهة الداخلية.