في ضوء تصريحات خبراء: هجوم إيران الصاروخي يكشف هشاشة الردع الإسرائيلي ويشعل جبهات جديدة

شؤون آسيوية –

 

اعتبر الدكتور حامد موسوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران أن ما تشهده المنطقة هو حرب شاملة، مشيرًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران جاء في وقت كانت فيه طهران تستعد لاستئناف مفاوضات نووية مع واشنطن.

وأوضح أن المباغتة الإسرائيلية أدت إلى اغتيال قيادات عسكرية رفيعة داخل منازلهم، مما أنهى فعليًا المسار الدبلوماسي وأجبر إيران على الرد.
وأكد أن إيران لا تزال تتجنب استهداف القواعد الأمريكية رغم قدرتها على ذلك، إلا أن أي تدخل أمريكي مباشر سيقابل برد، قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق.

أما الخبير الإيراني هادي أفقهي انتقد ما وصفه بالازدواجية الأمريكية في الموقف من الحرب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدّعي السعي للسلام إعلاميًا، بينما تدعم إسرائيل بالسلاح والغطاء السياسي.

وأضاف أن هذا التناقض يكشف زيف الخطاب الأميركي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويؤكد أن واشنطن تقدم مصالح إسرائيل على حساب استقرار المنطقة بأكملها.

أكد الخبير العسكري العميد حسن جوني أن الهجوم الصاروخي الأخير الذي نفذته إيران يعكس تطورًا نوعيًا في قدراتها الهجومية، مشيرًا إلى أن الضربات كشفت عن معرفة دقيقة بالبنية العسكرية الإسرائيلية، واستهداف دقيق لمواقع حساسة مثل تل أبيب وبئر السبع.

وأوضح أن الهجوم يُعد الأقوى منذ بداية المواجهة، من حيث التوقيت وطبيعة الأهداف، مما يثبت أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تزال تحت مرمى النيران الإيرانية.
وأضاف أن الهجوم يشكل ردًا مباشرًا على دعوات الاستسلام التي وُجهت لإيران، ويعكس استراتيجية هجومية تشمل صواريخ ومسيّرات تعمل على إرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي فشلت في أداء مهامها منذ بداية الحرب.

وأشار إلى أن إيران ربما أدخلت تقنيات جديدة تعيق رصد الصواريخ عبر الرادارات، وتحدث عن نوع غير معروف من الصواريخ له قدرة على شل عمل منظومات الدفاع الجوي.

كما أكد أن استهداف منشآت ذات طابع أمني واقتصادي – منها مستشفى تابع للوحدة العسكرية ومبنى البورصة – يهدف إلى ضرب العمق الاستراتيجي للكيان الإسرائيلي.

ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون مضطرًا لتبرير فشل حماية الداخل أمام هذه الضربات، كما سيُسأل عن عدم تحقيق الهدف الرئيسي المعلن للحرب، وهو تدمير البرنامج النووي الإيراني.

أما الدكتور عادل مشموشي، محلل في الشؤون الجيوستراتيجية فأوضح أن الضربات الإيرانية الأخيرة تعكس تطورًا في دقة النيران والتحكم بها، وأن إصابة منشآت طبية ربما كانت غير مقصودة، بخلاف ما تقوم به إسرائيل من استهداف ممنهج للمنشآت الصحية في غزة.

وأكد أن الصواريخ المستخدمة تحمل رؤوسًا تدميرية قوية، مما يدل على تصعيد واضح في مستوى الرد الإيراني. ولفت إلى أن إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تتبع خطة تصعيد تدريجي تهدف إلى تفكيك الدفاعات الإيرانية، تمهيدًا لضرب قدراتها النووية والعسكرية.

وأشار إلى أن واشنطن قد تنخرط عسكريًا بشكل مباشر إذا ما عجزت إسرائيل عن مواصلة القتال منفردة، مما قد يؤدي إلى تصعيد يشمل استخدام أسلحة متطورة بشكل أكبر.

في حين رأى الخبير العسكري العميد عزيز راشد أن العملية الأخيرة، التي أطلقت عليها إيران اسم “الوعد الصادق 3″، كانت مفاجِئة من حيث الحجم والاستمرارية، وأعادت الثقة إلى جمهور محور المقاومة.

وأوضح أن الضربات الإيرانية جاءت ردًا سريعًا ومدروسًا على استهداف قيادات بارزة، وتم اتخاذ القرار خلال أقل من 24 ساعة، مما أربك القيادة الإسرائيلية عسكريًا واقتصاديًا.

وأضاف أن الأهداف التي تم ضربها شملت وزارتي الحرب والداخلية، وهيئة الأبحاث النووية، ومطارات، ومقار استخباراتية، في ضربة مباشرة لهيبة المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

واعتبر أن هذه الضربات كشفت ضعف المنظومات الدفاعية التي لطالما روج لها الاحتلال، مؤكداً أن إيران مستعدة لاستمرار المواجهة المفتوحة، وأن الجولات المقبلة من العمليات تم الإعداد لها مسبقًا.

أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أمير مخول فحذر من أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الحرب ضد إيران لصرف الأنظار عن ملف غزة، معتبرًا أن ما يجري يُوظَّف سياسيًا لتعزيز شرعية بنيامين نتنياهو داخليًا وخارجيًا.

وأشار إلى أن الحرب مع إيران منحت نتنياهو فرصة للهروب من تداعيات فشل السابع من أكتوبر، حين انهارت المنظومة الأمنية أمام عملية “طوفان الأقصى”.
وأوضح أن هناك تراجعًا في الدعم الشعبي داخل إسرائيل لاستمرار الحرب في غزة، مع تزايد الحديث عن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قد تمهّد لوقف إطلاق النار.

ورأى أن نتنياهو يراهن على تحويل الأنظار إلى طهران واستعادة الدعم العربي والدولي، في وقت بدأت فيه الأصوات داخل الحكومة تتحدث عن استنفاد أهداف الحرب على غزة.

الدكتور نضال أبوزيد، الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني أكد أن إدخال إيران لصواريخ فرط صوتية مثل “فتاح” و”سجيل” غيّر معادلة المواجهة، إذ أصبحت هذه الصواريخ قادرة على اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى أهداف بالغة الحساسية داخل الأراضي المحتلة.

وأشار إلى أن الاحتلال بدأ يعاني فعليًا من تأثير الضربات الإيرانية، خصوصًا مع استهداف مراكز استخباراتية ومواقع عسكرية ذات أهمية عالية.
ورجّح أن وتيرة التصعيد الإيراني قد تدفع الولايات المتحدة إلى الدخول المباشر في الحرب، مما سيؤدي إلى تحوّل كبير في ميزان القوى لصالح إسرائيل، حسب تقديره.

كما استبعد أن تدخل روسيا أو الصين في الصراع بشكل مباشر، مرجّحًا أن يكتفيا بمواقف سياسية وإعلامية، أو لعب دور الوساطة الدولية.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *