شؤون آسيوية – طهران –
أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب الأيام الـ12 مع الاحتلال الإسرائيلي يمثل “نصراً تاريخياً يُهدى بكل فخر إلى الشعب الإيراني العظيم، صانع الحضارة والتاريخ”، مشدداً على أن “الحرب فُرضت على إيران بتحريض ومغامرة من الكيان الصهيوني”، وأن “نهايتها تحدّدت بإرادة وقوة الشعب الإيراني”.
وفي كلمة للشعب الإيراني، قال بزشكيان إن العالم تابع بدقة صمود إيران وقوتها التي استمدتها من دعم شعبها، مشيراً إلى أن “الهجوم بدأ بذريعة واهية، بالتزامن مع جهود دبلوماسية كانت تقوم بها إيران لإزالة أيّ سوء فهم لدى الرأي العام”. وأضاف: “كنا على طاولة المفاوضات بموقف متماسك، لكن الأعداء خانوا العهد واختاروا العدوان والغزو، إلا أن التاريخ لن ينسى”.
وحول المرحلة المقبلة، أكد بزشكيان أن “جهود الدولة ستركز على إعادة الإعمار وتعويض الضحايا، من خلال دراسة مكامن القوة والضعف”، مشدداً على أنّ العمل جارٍ لإعادة الحياة إلى طبيعتها في كل أنحاء البلاد.
رسائل طمأنة إلى الجيران ودعوة للتعاون
ووجّه الرئيس الإيراني رسالة إلى دول الجوار والدول الإقليمية، شدّد فيها على أنّ “إيران تؤمن بالتعايش والاستقرار، وأنّ قدراتها الدفاعية ستظلّ في خدمة السلام والصداقة مع الإخوة المسلمين والجيران التاريخيين”، مضيفاً: “ذكاؤنا وحنكتنا المشتركة كفيلان بإحباط مخططات الأعداء الساعين لزرع التفرقة بيننا”.
استعداد للحوار وتمسّك بالهدنة
وفي اتصالات هاتفية أجراها مع عدد من القادة الإقليميين، أوضح بزشكيان أن طهران لن تخرق وقف إطلاق النار طالما التزمت “إسرائيل” به، وأكد استعداد إيران للدخول في مفاوضات عادلة تضمن حقوق الشعب الإيراني.
وقال بزشكيان، في اتصال مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، إنّ “الولايات المتحدة شاركت في العدوان بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه”، مندداً باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومعتبراً ذلك “انتهاكاً لسيادة البلاد ولمواثيق القانون الدولي”.
دور الوساطة والتواصل الإقليمي
في السياق نفسه، شدد الرئيس الإيراني خلال اتصال مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على أن “إيران لا تطالب سوى بحقوقها المشروعة، ومستعدة لحلّ القضايا مع الولايات المتحدة ضمن القواعد الدولية”، مرحباً بأيّ دعم من الدول الشقيقة لتسهيل الحوار مع واشنطن، ومشدداً على أنّ “الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يسعيان إلى خلق صراعات داخل العالم الإسلامي”.
من جهته، أكد محمد بن سلمان رفض المملكة منذ البداية لتصرّفات “إسرائيل” تجاه إيران، مشيداً بالمواقف الإيرانية الداعية للحوار.
وفي اتصال آخر مع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، أوضح بزشكيان أن استهداف قاعدة “العديد” الأميركية في قطر جاء اضطرارياً كردّ على المشاركة الأميركية في العدوان، مشدداً على احترام إيران الكامل لسيادة قطر ووصفها بـ”الدولة الشقيقة والصديقة”. وردّ ابن زايد بالتأكيد على أن الدفاع عن النفس حقّ مشروع لكل دولة، معرباً عن ارتياحه لتواصل بزشكيان المباشر مع أمير قطر بهدف تعزيز العلاقات وتأكيد حسن الجوار.