شؤون آسيوية –
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الليلة (الثلاثاء)، الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وفي مستهل لقائهما، أجابا عن أسئلة الصحافيين بشأن قطاع غزة، وإيران، واتفاقيات أبراهام. وعندما سُئل عن إمكان التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، قال ترامب: “حماس تريد هذا، وقف إطلاق النار.” أمّا نتنياهو، فلم يتطرق إلى الموضوع في تلك اللحظة، لكن صباح اليوم، صرّح مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى للصحافيين بأن نسبة 80–90% من الصفقة مع “حماس” جرى الاتفاق عليها فعلاً، لكن المفاوضات بشأن التوصل إليها قد تستغرق أكثر من بضعة أيام.
ومن المتوقع أن يمارس ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ضغوطاً على نتنياهو خلال زيارته، للدفع قدماً بالصفقة، وقال ويتكوف في مستهل اللقاء: “أخيراً، لدينا فرصة في التوصل إلى اتفاق سلام، يا دولة رئيس الوزراء. آمل أن يحدث ذلك سريعاً.”
وعندما سُئل نتنياهو عن خطة ترامب بشأن نقل سكان غزة، قال إن كلّ مَن يرغب في البقاء في القطاع سيكون في إمكانه ذلك. وأضاف: “إن فكرة ترامب تُسمى ‘الاختيار الحر’. مَن يريد البقاء فليبقَ، لكن مَن يريد المغادرة، يجب السماح له بذلك. هذا ليس سجناً، بل يجب أن يكون مكاناً مفتوحاً.” وأشار نتنياهو إلى أنه يعمل مع الولايات المتحدة على إيجاد دول توافق على استقبال سكان غزة الذين يختارون المغادرة. وقال: “نحن نقترب من العثور على بعض الدول التي يمكنها القيام بذلك”.
ورداً على سؤال بشأن إمكان إقامة دولة فلسطينية، أوضح نتنياهو أن “الفلسطينيين يجب أن يمتلكوا كل الصلاحيات المطلوبة لكي يحكموا أنفسهم، لكن يجب ألّا يمتلكوا صلاحيات تهدد إسرائيل.” وأضاف أن “الصلاحيات الأمنية ستظل في يد إسرائيل”.
إلى جانب موضوع غزة، أعلن ترامب أن المحادثات بين واشنطن وطهران من المتوقع أن تُستأنف قريباً، وقال ويتكوف إن المحادثات ستُستأنف خلال أسبوع. وكرّر ترامب ادّعاءه أن الضربة الأميركية دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، وقال إن نهج إيران تغيّر كثيراً نتيجة الحرب. وأضاف: “آمل ألّا نضطر إلى مهاجمتهم مرة أُخرى،” مشيراً إلى أنه سيكون سعيداً برفع العقوبات عن إيران ’في الوقت المناسب’”.
وتطرّق رئيس الحكومة نتنياهو أيضاً إلى العلاقات بين سورية وإسرائيل، قائلاً: “لقد أجبرنا حزب الله على الركوع، وأخرجنا إيران من المشهد.” وأضاف أن “ذلك يخلق فرصاً للاستقرار والأمن، وربما حتى السلام.” ورفض نتنياهو الإجابة عمّا إذا كانت إسرائيل تُجري محادثات مباشرة مع النظام السوري.
وكان نتنياهو أعلن في مستهل اللقاء مع الصحافيين أنه قدّم ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام. فأجاب ترامب بدهشة: “لم أكن أعلم”، وأضاف: “عندما يأتي هذا منك، فالأمر ذو مغزى خاص.” وفي الرسالة التي أرسلها للجنة نوبل، كتب نتنياهو أن “جهود ترامب في الشرق الأوسط أدّت إلى تغيير جذري، وخلقت فرصاً جديدة لتوسيع دائرة السلام والتطبيع.” وشدد في رسالته على دور الرئيس الأميركي المركزي في تعزيز اتفاقيات أبراهام.
خلال زيارة نتنياهو الرسمية لواشنطن، تستمر المفاوضات بشأن الصفقة في الدوحة. وقالت مصادر مطّلعة على تفاصيل المفاوضات إن نتنياهو وجّه الطاقم التفاوضي الإسرائيلي إلى كسب الوقت في المحادثات، في ظل الضغوط السياسية التي يمارسها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المعارض للصفقة.
أحد المصادر وصف المحادثات بأنها “بنّاءة، لكنها تنتظر الحسم.” أمّا المصادر الفلسطينية، فقالت إن “المفاوضات الحقيقية تجري في واشنطن، وليس في الدوحة،” مشيرةً إلى أن الوفد الإسرائيلي لديه صلاحيات محدودة فقط. ومع ذلك، من المتوقع أن يتوجه ويتكوف هذا الأسبوع إلى قطر لمحاولة الدفع بالمفاوضات.
وقالت مصادر فلسطينية تحدثت لوكالة “رويترز” إن العقبة الأساسية في المفاوضات حالياً تتعلق بآليات توزيع المساعدات الإنسانية. وطالبت “حماس” بعدم إشراك “صندوق دعم غزة” (GHF) في توزيع المساعدات خلال وقف إطلاق النار.
يرى الطاقم المهني في إسرائيل أن محاولة توزيع الغذاء عبر هذا الصندوق فشلت، نظراً إلى عدم القدرة على منع “حماس” من السيطرة على المساعدات، التي لا تُوزَّع وفق قوائم منظمة، مثلما خُطط سابقاً. كذلك، عبّر رئيس الأركان إيال زامير عن موقف مشابه. لذلك، ترى الجهات المهنية أنه لا جدوى من الإصرار في المفاوضات على استمرار عمل مراكز توزيع GHF.
لم يُذكر اسم الصندوق في مسودة الاتفاق التي قدمتها قطر ونُشرت في صحيفة “هآرتس”، بل جاء أن المساعدات ستُوزع “عبر قنوات متفق عليها، من بينها الأمم المتحدة والهلال الأحمر”.
وفقاً لمسودة اتفاق وقف إطلاق النار التي تم تداوُلها واطّلعت عليها صحيفة “هآرتس”، يتضمن الاتفاق التالي: إطلاق سراح 10 أسرى أحياء على دفعتين: 8 منهم يُفرج عنهم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، والاثنان الباقيان في اليوم الخمسين؛ إعادة جثامين 18 مخطوفاً: 5 منها في اليوم السابع؛ 5 أُخرى في اليوم الثلاثين؛ و8 جثامين في اليوم الستين. الالتزام بعدم إقامة مراسم احتفالية، أو استعراضية.
وفي اليوم العاشر، تقدم “حماس” معلومات كاملة وأدلة حية، أو تقارير طبية، أو تأكيد وفاة، بشأن جميع الأسرى المتبقّين في القطاع. وتلتزم “حماس” الحفاظ على صحة وسلامة وأمن الأسرى خلال فترة وقف إطلاق النار. في المقابل، ستزود إسرائيل “حماس” بمعلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتُقلوا في غزة منذ 7 أكتوبر، وأعداد القتلى الذين تحتجز إسرائيل جثامينهم.
المصدر: مجلة الدراسات الفلسطينية