spot_img

ذات صلة

جمع

مكالمة قد تغير التاريخ: لحظة ترامب وبيزشكيان لإحلال السلام

شؤون آسيوية - بقلم سيد حسين موسويان*/ أعربت إدارة ترامب...

هل يُخيّب ترامب آمال نتنياهو؟

د. هيثم مزاحم ** يقول الكاتب الإسرائيلي إيتان غلبواع...

عيد الربيع الصيني.. رمز للفرح والتقاليد

شؤون آسيوية - بقلم تشو شيوان ** مع اقتراب موعد...

ترامب مهتم بزيارة الصين والهند قريباً

شؤون آسيوية – واشنطن - أبلغ الرئيس...

من الرماد ….. ما مستقبل غزة؟

خاص شؤون آسيوية، مقالة: أوليفر ماك تيرنن، ترجمة: معهد...

الحزب الإسلامى التركستاني .. النشأة والتطور

خاص شؤون آسيوية – بقلم: مصطفى زهران*/

انطلاقًا من إطارها القومي، تحوّلت الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية إلى واحدة من أبرز الحركات المتطرفة في المنطقة، ارتكازًا على ما أثير عن علاقتها- في مهدها- بتنظيم القاعدة وزعيمه آنذاك أسامة بن لادن، قبل أن تنخرط بشكل أبرز في الحرب السورية، متخذة جانب تركيا والفصائل “الجهادية” المتطرفة، بيد أنّ طابعها الخاص المختلف نسبيًا عن بقية الفصائل الأخرى، جعل أرضيتها تتسع خاصة لدى السكان المحليين في سوريا، إلى أن وصلت إلى قمة توهجها، لتصبح صداعًا في رأس المنطقة.
ورغم كونها منظمة مسلحة قومية انفصالية، تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية في إقليم شينجيانغ، شمال غرب الصين، لكن مشاركتها في الحرب السورية كـمرتزقة، وضعها تحت الميكروسكوب، لمعرفة أهدافها ومنطلقاتها، ومستقبلها. ورغم كونها الأقرب للأطراف المناؤية للصين دوليًا وإقليميًا، إلا أنَّ واشنطن استعملتها كورقة في صراعها مع بكين، وهو ما جعل الحركة سلاحًا موجهًا ضد خصوم الصين، حتى تلاشت تدريجيًا القاعدة الانفصالية التي أنشئت على أساسها.
بيد أن نقاط الالتقاء التي جمعت مقاتلي التركستان والتنظيمات السلفية “الجهادية”، هو موضوع الجهاد، غير أن الأولى لا تزال تحتفظ بالبعد القومي، في قضيتها، لكن أسالبيهم في بعض المناطق لم تختلف عن بقية التنظيمات الجهادية الأخرى، خاصة قضية الإتاوات. ففي أيار / مايو 2018، فرض الحزب التركستاني إتاوات على صيادي السمك في قرية القرقور بريف حماة الغربي.

البدايات والتأسيس
وفي نظرة إلى البدايات، فإن الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية، أو الحزب الإسلامي لتركستان، هي منظمة مسلحة تهدف إلى إنشاء دولة إسلامية أصولية في تركستان الشرقية في منطقة شينجيانغ الويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي في الصين. تقف الحركة وراء التحضير لهجمات إرهابية بارزة وتنفيذها على أراضي جمهورية الصين الشعبية في أواخر عام 2013 وأوائل عام 2014. وتعتبر وزارة الخارجية في جمهورية الصين الشعبية أن الحركة “تمثل التحدي الأمني ​​الأكثر إلحاحًا وواقعية في الصين”.
أما الخلفية الدينية للجيل الأول، فقد درس أحد مؤسسي حركة تركستان الشرقية الإسلامية حسن محسوم، قبل إعلان الجهاد ضد الحكومة الصينية، في مدرسة نظمها الزعيم السابق للحزب الإسلامي التركستاني، عبد الحكيم محسوم، بعد أن أطلق سراحه من السجن عام 1979. كان حسن محسوم وعدين بن يوسف اللذان نظما أولى الأعمال الهامة لحركة تركستان الشرقية الإسلامية – انتفاضة بارين وياركند في عام 1990، في كوتشي عام 1991، وانفجارات الحافلات والمتاجر والفنادق والأسواق في أورومتشي وكاشغر وكوتشي وأكسو في عام 1992.
في عامي 1996-1997، بعد إطلاق سراحه من سجن صيني، زار محسوم باكستان والمملكة العربية السعودية وتركيا، حيث التقى ممثلي تنظيمي القاعدة وطالبان. بعد ذلك، على مدى السنوات الخمس التالية، كان هناك أكثر من خمسين هجومًا إرهابيًا، بما في ذلك أكثر من 10 اغتيالات لمسؤولين سياسيين ودينيين وحكوميين، وأكثر من 15 حريقًا متعمدًا، بما في ذلك استخدام مواد كيميائية سامة، و16 تفجيرًا في أماكن عامة، وعدة هجمات، ضد المؤسسات والوفود الصينية في الخارج، بما في ذلك السفارة الصينية في تركيا، واختطاف السياح ورجال الأعمال الصينيين، وثلاث حالات كبيرة من أعمال الشغب الضخمة المناهضة للحكومة.
على وقع هذه الأحداث، أجبرت إجراءات مكافحة الإرهاب التي اتخذتها الحكومة الصينية قادة الحركة الإسلامية في تركستان الشرقية ونشطاءها على الهجرة إلى أفغانستان، حيث انضموا إلى طالبان وحافظوا على روابطهم مع القاعدة مع الاستمرار في تجنيد وتدريب المؤيدين والبحث عن حلفاء. وعلى وجه الخصوص، أعلن أحد أمراء الحركة، عبد القريدزي، عن اتصالاته المستمرة بأسامة بن لادن ومشاركة مقاتليه في عمليات “القاعدة”. في الوقت نفسه، كانت حركة طالبان والقاعدة بطيئين في مساعدة قادة الحركة في قتالهما ضد الصين، حيث رفض الملا عمر، وفقًا لمذكرات عبد السلام ضيف، مساعدة محسوم، وعدم مشاركة أهدافه المعادية للصين وعدم رغبته في القتال على عدة جبهات.
وبعد 11 أيلول / سبتمبر 2001، لقيت أنشطة حركة تركستان الشرقية الإسلامية زخمًا جديدًا، عندما وصل الصراع بين الأصولية الإسلامية والعالم الغربي إلى مستوى جديد، على خلفية دعم الصين للولايات المتحدة في “محاربة الإرهاب العالمي”، وهو ما وفّر للقاعدة وطالبان مواردهما للحركة، وحلَّ الأويغور في المقابل مكانهما في صفوف المجاهدين الجهاديين.
وتسبب مقتل حسن محسوم في تشرين الأول / أكتوبر 2003 خلال عملية مشتركة للقوات المسلحة الباكستانية والولايات المتحدة بالقرب من بلدة أنغور آدا في جنوب وزيرستان؛ في توقف كبير لأنشطة حركة تركستان الشرقية الإسلامية. ولكن في عام 2005، أصبح عبد الحق زعيم الحركة، وعضوًا في شورى القاعدة، واقترح أيضًا عدة تغييرات سياسية، حيث جرى إعلان اسم جديد – الحزب الإسلامي لتركستان، وإصلاح الهيكل السياسي للحزب. بدأت بعدها الحركة في إصدار مجلة “تركستان الإسلامية” وأعادت تنظيم الأنشطة الإرهابية، وجرى توجيه الهجمات الإرهابية بشكل أساسي ضد المسؤولين الحكوميين وضد البنية التحتية الصناعية الصينية، حيث وقع أكثر من 30 هجوماً بين عامي 2001 و2012، بما في ذلك تفجيرات في مصانع في قوانغتشو وشنغهاي وفوتشو، وهجمات على الشرطة في خوتان وأكسو وكاشغر، وعمليات اختطاف وهجمات في الخارج في قيرغيزستان وكازاخستان.
في شباط / فبراير 2010، قُتل عبد الحق بواسطة طائرة مسيرة تابعة للتحالف الغربي في شمال وزيرستان، واحتل عبد الشكور التركستاني مكانه على رأس الحزب الإسلامي لتركستان. من المعروف عن الأخير أنه في 1996-1998 درس في معسكر التدريب في باكستان، وبين أعوام 2001-2005 نظم عبد الشكور معسكرات لتدريب المسلحين. وفي هذا المعسكر التدريبي في شمال وزيرستان قُتل عبد الشكور التركستاني في غارة جوية أميركية في آب / أغسطس 2012، وحل محله عبد الله منصور، رئيس تحرير مجلة تركستان الإسلامية.
في عامي 2013-2014، بدأت مرحلة جديدة في نضال الحزب الإسلامي لتركستان، لا ترتبط فقط بتكثيف وتحسين التخطيط للأنشطة الإرهابية، ولكن أيضًا بانتشار نشاط حركة الأويغور في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكذلك مع بعض التنويع والتطور المقابل للأيديولوجيا؛ إذ أحدثت أيديولوجية حركة الأويغور تطورًا معينًا من بناء هوية محلية قائمة على الإسلام إلى إدراك نفسها كجزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي العام. ومع ذلك، ظهرت دلائل على أن الأيديولوجية لديها فرصة للعودة إلى القومية، وتنمية الوعي الوطني، ليس بسبب الجهود القمعية للسلطات الصينية فحسب، بل ساعدت أيضًا الخلافات بين الحركات الراديكالية التي شارك فيها مسلحو الإيغور في فترة 2013-2018 كثيرًا.

تأثير مقتل الظواهري على الحزب الإسلامي التركستاني
كما بدا في العرض السابق، كان تأثر الجماعة التركستانية بتنظيم القاعدة واضحًا، حيث أعلن الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا، الولاء لتنظيم القاعدة، بيد أن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري لن يكون له تأثير مباشر على الطريقة التي تعمل بها هذه الجماعة في سوريا، بالنظر إلى أن هياكلهم التنظيمية مستقلة إلى حد كبير عن هيكل القاعدة المركزي، والظواهري كان رمزًا لجيل أقدم من القاعدة لم يكن بالضرورة ذا صلة كبيرة بالجماعات المتطرفة اليوم في سوريا وأماكن أخرى.
يقول نيكولاس هيراس، الخبير في الشؤون السورية في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة في واشنطن، إن الجيل الأصغر من القادة المستوحى من “القاعدة” لديهم نهج مختلف عن نهج الجيل الأكبر سناً داخل الجماعة الإرهابية، بمن في ذلك الظواهري. ويعتقد هيراس في حديث لإذاعة “صوت أميركا” أن نهجهم “يركز على بناء الدعم المحلي لمجتمع قائم على المثل التي وافق عليها تنظيم القاعدة”.

*باحث مصري مختص بالحركات الجهادية.

spot_imgspot_img