بين رفع العقوبات والملف الأمني.. ما الذي دار في لقاء الشرع ومبعوث ترامب؟

شؤون آسيوية – أنقرة –

 

عقد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع لقاءً مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توماس باراك، في إسطنبول، وذلك على هامش زيارة الأخير إلى تركيا. ويأتي هذا الاجتماع في سياق تحولات بارزة في العلاقات بين واشنطن ودمشق، عقب إعلان إدارة الرئيس دونالد ترمب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، في خطوة وُصفت بأنها “إيجابية” وتهدف إلى فتح صفحة جديدة بعد حرب استمرت 14 عامًا.

مساعدة في ملف الأميركيين المفقودين..

أعلن باراك أن الحكومة السورية الجديدة تعهّدت بمساعدة الولايات المتحدة في تحديد أماكن وجود مواطنين أميركيين مفقودين في سوريا أو رفاتهم، واصفًا الخطوة بأنها “قوية إلى الأمام”. من أبرز هؤلاء المفقودين الصحافي المستقل أوستن تايس، إضافة إلى مجد كمالماز وكايلا مولر. وقال باراك إن “يحق لعائلات هؤلاء أن يعرفوا مصير أحبائهم”، مشددًا على أن إدارة ترمب تعتبر إعادتهم أو تكريم رفاتهم أولوية قصوى.

الاجتماع في إسطنبول: محاور متعددة..

شهد الاجتماع حضور وزير الخارجية السوري أحمد الشيباني، وتناول جملة من الملفات أبرزها متابعة تنفيذ قرار رفع العقوبات، ودعم الاستثمارات الأجنبية، لاسيما في مجالات الطاقة والبنية التحتية. وعبّر الشرع عن استعداد سوريا لتقديم تسهيلات للمستثمرين والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

كما أكد الشرع على رفض بلاده لأي محاولات لتقسيم سوريا، والتزامها بوحدة وسيادة أراضيها. وأكد الجانبان أهمية تطبيق اتفاق فصل القوات لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل لضمان الاستقرار في الجنوب السوري، وناقشا الأوضاع الميدانية في منطقة الجولان المحتل.

مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني..

تناول اللقاء أيضًا ملف محاربة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم الدولة والتنظيمات المسلحة الأخرى التي تشكل تهديدًا لسوريا والمنطقة. ووفق مصادر إعلامية، فقد بدأت وزارة الداخلية السورية بإنشاء جهاز متخصص لمكافحة الإرهاب بالتزامن مع هذه المحادثات.

زار وفد حكومي سوري مخيم الهول الذي يضم مقاتلين سابقين من تنظيم الدولة، وجرى بحث آلية تفكيك المخيم، إعادة الأجانب إلى بلدانهم، ومنع عودة انتشار التنظيم.

كما تم بحث ملف الأسلحة الكيميائية التي خلفها النظام السابق، وضرورة التخلص منها لضمان سلامة الشعب السوري والدول المجاورة. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الأمني في قضايا ضبط الحدود ومواجهة التحديات الإقليمية.

قسد وسيادة الدولة..

ناقش الطرفان ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يضمن إعادة سيطرة الحكومة السورية على كامل أراضيها، مع البحث في سبل دمج قسد ضمن مؤسسات الدولة لتعزيز وحدة القرار والسيادة الوطنية.

زيارة مرتقبة لباراك إلى سوريا..

اختتم اللقاء بالتأكيد على أن المبعوث الأميركي توماس باراك سيزور الأراضي السورية قريبًا، لمتابعة تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في إسطنبول، ومواصلة النقاش حول الملفات الداخلية والخارجية.

 

المصدر: تلفزيون العربي + الشرق للأخبار

More From Author

النموذج الجديد للتعاون الإقليمي في آسيا يعزز وحدة الجنوب العالمي

هل تعلق واشنطن بعض العقوبات على إيران؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *