شؤون آسيوية – سيئول –
قال كبير المفاوضين التجاريين لكوريا الجنوبية اليوم الاثنين إن بلاده تسعى إلى توقيع اتفاقية رسوم جمركية “مربحة للطرفين” مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن اقتراحها بشأن أن التعاون الثنائي في التصنيع يمكن أن يعزز شراكة تجارية مفيدة للطرفين للبلدين.
وقال وزير التجارة يو هان-كو في لقاء مع الصحفيين في مدينة سيجونغ الإدارية بكوريا الجنوبية: “شراكة النهضة الصناعية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هي اقتراحنا الاستراتيجي المتصور الذي نطمح من خلاله إلى تحويل الإطار الحالي لمفاوضات الرسوم الجمركية من كونه إطارا ذا مصلحة صفرية إلى إطار مربح للطرفين، يحقق نتائج رابحة للطرفين ويوسع حجم الاقتصاد لدى البلدين”.
وأوضح أن شراكة التصنيع المتصورة تتيح للشركات الكورية إمكانية ضخ استثمارات في الولايات المتحدة لدعم جهود الإدارة الأمريكية في إحداث “نهضة التصنيع” داخل البلاد، وكذلك لإيجاد محركات نمو جديدة للاقتصاد، مشيرا إلى أن أشباه الموصلات، وصناعة السفن، والبطاريات، والدفاع تُعد من أبرز القطاعات للتعاون الثنائي.
وأضاف: “كما ستصبح فرصة للشركات الكورية لتوسيع موطئ قدمها في الولايات المتحدة، التي تظهر نموا اقتصاديا قويا وتقود الابتكارات الصناعية في الذكاء الاصطناعي والعديد من المجالات الأخرى”.
وجاءت تصريحات يو بعد عودته إلى وطنه من رحلته الثانية إلى واشنطن الأسبوع الماضي، حيث أجرى محادثات تجارية مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك ومسؤولين آخرين بشأن الرسوم الجمركية والتدابير غير الجمركية والتعاون الصناعي وقضايا تجارية أخرى.
وجاءت زيارته في الوقت الذي دخلت فيه سيئول الأسابيع الثلاثة الأخيرة من مفاوضات الرسوم الجمركية الجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أن تدخل الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 25% على المنتجات الكورية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس.
وقال يو إن الحكومة تتواصل بشكل وثيق مع القطاع الخاص بشأن كيفية إجراء تحسينات تنظيمية ووضع تدابير لدعم تعاون الشركات الكورية مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن الوقت قد حان الآن لكي تتخذ كوريا الجنوبية خيارات وقرارات لإيجاد “منطقة اتفاق” في مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.
وقال إن تقرير مكتب الممثل التجاري الأمريكي حول الحواجز التجارية الخارجية يتضمن نقاطا معقولة من الناحية الموضوعية والعقلانية، في حين أن بعضها يعتبر ذاتيا للغاية ويركز على وجهة نظر الشركات الأمريكية.
وأوضح قائلا: “لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيل محددة بشأن المفاوضات الجارية، لكن يمكنني القول إن بعض الحواجز التجارية لدينا يجب معالجتها لتعزيز قدرتنا التنافسية الصناعية وتطوير نظامنا التنظيمي، في حين أن هناك حواجز أخرى لا يمكننا قبولها بسبب حساسية القضايا محليا”.
وذكر أن وزارة التجارة ستعقد مشاورات مع الوزارات الأخرى المعنية بقضايا الحواجز التجارية والجمعية الوطنية لاتخاذ قرارات استراتيجية بشأن هذه القضايا، وذلك لاتخاذ قرار بشأن موقف البلاد والحصول على تفويض للمفاوضات.
وقال: “عندما أزور الولايات المتحدة في المرة القادمة، أعتقد أن علينا محاولة إبرام اتفاقية بناء على تفويضنا بالوصول إلى منطقة اتفاق”.
وفي تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام، أشار مكتب الممثل التجاري الأمريكي إلى مجموعة واسعة من التدابير غير الجمركية التي تتخذها سيئول، بما في ذلك حظر استيراد لحوم الأبقار الأمريكية من ماشية يبلغ عمرها 30 شهرا أو أكثر، واللوائح المتعلقة بالانبعاثات على السيارات المستوردة، والتنظيمات المقترحة على المنصات الإلكترونية، والقيود المفروضة على تصدير البيانات الجغرافية.
وقال يو إن المفاوضات التجارية بشأن القطاع الزراعي، على وجه الخصوص، تأتي دائما مصحوبة بالألم، ولكن هناك بعض الأجزاء التي يمكن للبلاد أن تتخذ فيها قرارات استراتيجية من أجل صفقة تجارية أوسع نطاقا، وهو ما قد يؤدي أيضا إلى تعزيز القدرة التنافسية للقطاع في المستقبل.
المصدر: يونهاب
