شؤون آسيوية – طهران –
انتقدت إيران الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) مع اقتراب إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالاتفاق النووي لعام 2015، وذلك في وقت فشل فيه مجلس الأمن الدولي في تبني قرار بشأن تمديد الاتفاق لستة أشهر إضافية.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس (السبت)، عقب عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن الولايات المتحدة “العقبة الرئيسية” أمام إحياء الاتفاق النووي، مؤكداً أن بلاده أبلغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا خلال الزيارة استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف أن “الولايات المتحدة تحاول دائما منع التوصل إلى اتفاق من خلال إثارة ذرائع جديدة”، مشيراً إلى أن “الواقع هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل وجود إيران قوية وتريد إضعاف بلادنا”.
وكانت القوى الأوروبية الثلاث قد أعلنت في 28 أغسطس تفعيل آلية “سناب باك” (العودة التلقائية للعقوبات) ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة، ما أدى إلى إعادة فرض العقوبات الأممية التي كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي. وقبيل دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ، استدعت إيران سفراءها من عواصم الدول الثلاث، حيث قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم، إن العودة التلقائية للعقوبات “غير قانونية ولاغية ولا أساس لها”، متهماً الولايات المتحدة بـ”خيانة الدبلوماسية” والأوروبيين بـ”دفنها”.
في المقابل، فشل مجلس الأمن الدولي، يوم (الجمعة)، في اعتماد مشروع قرار قدمته الصين وروسيا لتمديد الاتفاق النووي لمدة ستة أشهر، بهدف منح مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية ومنع تفعيل آلية “الزناد”. وحصل المشروع على أربعة أصوات مؤيدة (الصين وروسيا والجزائر وباكستان) مقابل تسعة أصوات معارضة، وامتناع عضوين عن التصويت (غيانا وكوريا الجنوبية)، ما حال دون الحصول على الأصوات التسعة اللازمة لاعتماده.
وجاءت نتيجة التصويت مطابقة تماماً لتصويت سابق جرى في 19 سبتمبر على مشروع قرار تقدمت به كوريا الجنوبية، والذي كان من شأنه الاستمرار في تخفيف العقوبات عن إيران لو تم اعتماده.
ويرى مراقبون أن تفعيل الأوروبيين لآلية العقوبات، وفشل مجلس الأمن في التوصل إلى توافق بشأن تمديد الاتفاق، يعمقان عزلة الاتفاق النووي ويزيدان من حدة المواجهة بين طهران وواشنطن وحلفائها الغربيين.