شؤون آسيوية – القاهرة –
قال الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن دول الجنوب العالمي باتت تلعب دوراً متعاظماً على الساحة الدولية في عام 2025، مسجلةً تحولات كبيرة في هيكل القوى العالمي.
وأضاف الفقي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن العوامل التي تجمع بين دول الجنوب العالمي من تعاون متنام ورؤية مستقبلية مشتركة جعلتها أكثر تأثيراً وحضوراً، الأمر الذي يعكس عدالة التطور الدولي.
وأشار إلى أن دول الجنوب لم تعد تقبل بالصورة النمطية السابقة القائمة على “شمال غني وجنوب فقير”، بل أصبحت اليوم تساهم بنسبة 80 في المائة تقريبا في نمو الاقتصاد العالمي، وتدفع نحو إنشاء نظام مالي دولي أكثر توازناً وعدالة.
وأكد الفقي أن انضمام دول من الجنوب العالمي إلى أطر تعاون دولية مثل مجموعة بريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون يمثل عاملاً حاسماً في تعزيز قدراتها التفاوضية وتوحيد جهودها نحو تحقيق تنمية مستدامة، موضحا أن دول مجموعة بريكس تمثل حالياً قرابة نصف سكان العالم، كما أن مشاركة دول مثل مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا في تعاون “بريكس بلس” يُبرز حيوية هذا التوجه نحو تعزيز العمل المشترك.
ولفت الفقي إلى أن الصين تؤدي دوراً هاماً في دعم الاقتصادات الناشئة من خلال مبادرات مثل “الحزام والطريق”، وكذلك في دفع الجهود المشتركة ضمن منتدى التعاون الصيني-العربي، منوها في الوقت ذاته إلى أن الصين، عبر تعاونها مع دول الجنوب العالمي الأخرى، دعمت قطاعات ناشئة مهمة مثل الصناعات عالية التقنية، فضلا عن مشروعات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي في تلك الدول.
وفي ضوء ذلك، أكد أن الصين لا تسعى للهيمنة، بل تتعاون من أجل تحقيق الرفاه للجميع، وهو ما يجعلها شريكاً موثوقاً لدول الجنوب العالمي الأخرى.
كما أشاد بتولي جنوب إفريقيا رئاسة مجموعة العشرين كدليل على تزايد تأثير دول الجنوب العالمي، مشيراً إلى أن مصر تطرح أيضاً مبادرات متعددة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مما يعكس مسؤولية هذه الدول تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
واختتم الفقي بالتأكيد على أن دول الجنوب العالمي تدعم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتدعو إلى إنهاء الصراعات الجيوسياسية والتجارية التي لا تُفيد أي من الأطراف.
وخلص إلى أن التعاون جنوب-جنوب أصبح ركيزة أساسية للنمو العالمي، وأن مزيداً من دول الشرق الأوسط والعالم ستنضم إلى هذا المسار التضامني لتحقيق تنمية شاملة ومستقبل مستقر.
المصدر: شينخوا
About the Author
