شؤون آسيوية – بكين –

أصبحت منطقة الشرق الأوسط “منطقة ساخنة” تجذب الاستثمار في الهيدروجين بفضل مواردها الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وسط التحول الطاقي في العالم، وهو ما دفع شركات صينية عاملة في مجال الهيدروجين إلى تعزيز تعاونها مع المنطقة.

وقال لين بوه تشيانغ، رئيس المعهد الصيني لدراسات سياسات الطاقة التابع لجامعة شيامن، إنه وسط تسارع التحول الطاقي العالمي، تحظى طاقة الهيدروجين باهتمام كبير باعتبارها أحد أشكال الطاقة النظيفة، مشيرا إلى ميزات طبيعية تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط في إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة.

ومن منظور الموارد، تتمتع منطقة الشرق الأوسط بظروف الإضاءة الممتازة، حيث يبلغ متوسط ساعات السطوع الشمسي سنويا حوالي 2500 إلى 3000 ساعة، ما يوفر أساسا كافيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر ويساعد في خفض تكلفة الطاقة الخضراء.

ومن حيث التخطيط الصناعي، أدرجت بعض الدول في الشرق الأوسط مثل سلطنة عمان والسعودية والإمارات، طاقة الهيدروجين ضمن استراتيجيات التنمية الوطنية لكل منها.

ويشير متخصصون إلى طلب قوي على مشروعات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط التي تفتقر إلى أنظمة ناضجة لإنتاج الهيدروجين. ويمثل ذلك فرصة للشركات الصينية التي تتمتع بتكنولوجيا ناضجة وقدرة إنتاجية كافية في مجال الهيدروجين للتعاون مع المنطقة في مجالات إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوريد المعدات وبناء المشروعات.

وخلال شهر أغسطس الماضي، وقعت شركة “سينسترو” الصينية وشركة “موج” السعودية للاستثمار في الطاقة والبنية التحتية، اتفاقية تعاون في مجال الهيدروجين. وبموجب الاتفاقية، سيتم إنشاء ست محطات تزود بالهيدروجين للسيارات في السعودية، حيث من المخطط إكمال بناء جميع المحطات وتشغيلها خلال العام المقبل.

وخلال مايو الماضي، وقعت شركة “هيتس” (شانغهاي) المحدودة لتكنولوجيا طاقة الهيدروجين اتفاقية مع الجانب السعودي لتأسيس مركز لتطوير وتصنيع طائرات دون طيار تعمل بالهيدروجين في السعودية بهدف تطبيقها في الزراعة الذكية.

وفي أبريل الماضي، وقعت مجموعة شانغهاي إلكتريك اتفاقية إطارية لتوريدات مشروعات طاقة الرياح إلى جانب حزمة من اتفاقيات شاملة تتعلق بالتفويض التقني وتصميم المصانع المحلية مع مجموعة موارد العُمانية. وخلال المناسبة، أعرب سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن العماني، عن تطلع سلطنة عُمان إلى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون مع شانغهاي إلكتريك في المستقبل، خاصة في مجالات تخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، بما يسهم في تسريع عملية التحول في هيكل الطاقة العماني.

ووفقا للهيئة الوطنية الصينية للطاقة، تجاوزت القدرة الإنتاجية لمشروعات إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة 250 ألف طن سنويا في العالم، حيث تمثل الصين أكثر من 50 في المائة منها لتصبح دولة رائدة عالميا في إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة وتطوير القطاعات ذات الصلة.

المصدر: شينخوا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *