(251001) -- BEIJING, Oct. 1, 2025 (Xinhua) -- Pigeons are released after a flag-raising ceremony marking the 76th anniversary of the founding of the People's Republic of China at Tian'anmen Square in Beijing, capital of China, Oct. 1, 2025. (Xinhua/Xing Guangli)
شؤون آسيوية – بكين –
اختتمت الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني باعتماد مقترحات بشأن صياغة الخطة الخمسية الـ15 (2026-2030) للصين يوم الخميس. وحظي هذا الاجتماع، الذي جاء في ظلّ مشهد عالمي معقد، باهتمام واسع النطاق من المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، أشار خبراء عرب إلى أن الجلسة أظهرت ثقة الصين في مسارها التنموي وتصميمها على المضي قدما في طريق التنمية المستقلة والمستدامة، مؤكدين أن الخطة الخمسية الـ15 تشير إلى أن تنمية الصين قد دخلت مرحلة أكثر نضجا وستسهم في تعزيز التنمية عالية الجودة على نحو مستمر.
— الحل الصيني: محرك مهم للتنمية العالمية
وسط التحولات العميقة التي تشهدها الساحة الدولية، حظيت العزيمة الاستراتيجية التي أظهرتها القيادة الصينية بإشادة واسعة من جانب الخبراء العرب.
فقد قال عبد العزيز الشعباني، الباحث في مركز الرياض للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه على الرغم من البيئة الدولية المعقدة والمتقلبة، حافظت الصين على استقرار اقتصادها وأظهرت قدرة قوية على التكيف ومرونة مميزة. ومن المثير للإعجاب أن الصين أحرزت تقدما ملحوظا في مجالات مثل الطاقة الجديدة، والتحول الأخضر، والصناعات عالية التقنية، لتصبح محركا رئيسيا للتنمية المستدامة على الصعيد العالمي.
وأشار الشعباني إلى أن الخطة الخمسية الجديدة ترسم مخططا أكثر توازنا وانفتاحا واستدامة للاقتصاد الصيني، مما يدل على ثقة الصين الراسخة ومسارها الواضح لمواصلة تعزيز التحديث في مرحلة التنمية التالية، حيث تحدد هذه الخطة اتجاهات ومقاصد استراتيجية للتنمية الاقتصادية للصين، من شأنها أن تؤثر حتى في مسار السوق العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة.
من جانبه، أوضح الدكتور حسين مقداد حسين، أستاذ الاقتصاد في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة العراقية، أن الناتج المحلي الإجمالي للصين سجل نموا كبيرا منذ عام 2021، واصفا ذلك بأنه “إنجاز كبير” انعكس بصورة إيجابية على الاقتصاد العالمي، نظرا لأن الصين ترتبط بعلاقات اقتصادية مع جميع دول العالم تقريبا، وسياستها الاقتصادية تقوم على مبدأ “المنفعة المتبادلة للطرفين”.
— النموذج الصيني من منظور عربي
خلال فترة الخطة الخمسية الـ14، حققت الصين إنجازات هائلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما أرسى أسسا متينة لتنفيذ الخطة الخمسية الـ15. ولاحظ العديد من الخبراء العرب أن نموذج التنمية الصيني يشهد تحولا من “التركيز على الكم” إلى “التركيز على النوع”.
وفي هذا السياق، أشار أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات في القاهرة والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إلى أن الصين انتقلت من مرحلة “النمو الكمي” إلى “النمو النوعي”، أي من الاعتماد على التصنيع والتصدير منخفض القيمة إلى الابتكار والإنتاج التقني والخدمات الحديثة.
شاطر الشعباني الخبراء العرب الرأي في أن الخطة الخمسية الجديدة تشير إلى أن تنمية الصين قد دخلت مرحلة أكثر نضجا، حيث تنتقل الصين من السعي وراء معدلات النمو إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لجودة النمو واستدامته.
أوضح أن الصين في المجال الصناعي عززت مكانتها كقوة تصنيعية متقدمة، وخاصة في مجالي التكنولوجيا الذكية والطاقة الجديدة، مما سمح للاقتصاد الصيني بالحفاظ على الاستقرار رغم التحديات الخارجية. وفيما يتعلق بالابتكار، تتحرك الصين بثبات نحو قدر أكبر من التحكم المستقل في التقنيات الرئيسية، ويواصل التعاون الوثيق بين مؤسسات البحث العلمي والمؤسسات المساهمة في تعزيز حيوية بيئة الابتكار.
ورأى أن الخطة الجديدة ترسم بشكل عام مخططًا أكثر توازنًا وانفتاحًا واستدامة للاقتصاد الصيني، مما يدل على ثقة الصين الراسخة ومسارها الواضح لمواصلة تعزيز التحديث في مرحلة التنمية الجديدة.
— التعاون الصيني-العربي: فرص وآفاق
من جهته، قال أبوبكر الديب إن “الصين طرحت تباعا مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية. وجميع هذه المبادرات مُدمجة ضمن خطط الصين طويلة الأمد، وتهدف إلى تحقيق التنمية المشتركة مع الدول الأخرى”.
وفي نفس السياق، سلط الشعباني الضوء على أن الصين واصلت رفع مستوى انفتاحها على العالم الخارجي، منتقلة من الانفتاح التجاري إلى الانفتاح المؤسسي في مجموعة واسعة من المجالات، تشمل المعايير والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، وهو ما عزز علاقات الصين مع العالم، ووسّع فرص التعاون، ووفّر خبرة تنموية قيّمة وفرصا للتعاون لدول الجنوب.
أما الدكتور حسين مقداد حسين، فأكد أن “الصين دولة لا تحتكر العلم، بل تقوم استراتيجيتها على مبدأ ‘الكل رابح'”، مشيرا إلى أن الدول العربية وكذلك الدول النامية تحتاج بشدة إلى التكنولوجيا والابتكارات الصينية للاستفادة منها في تعزيز التنمية والاقتصاد وتحسين معيشة شعوبها.
ويتوقع الخبراء العرب أن التعاون متبادل المنفعة بين الصين والدول العربية سيفتح آفاقا تنموية جديدة خلال فترة الخطة الخمسية الـ15، وأن الترابط بين مسار التحديث الصيني النمط واستراتيجيات التنمية في الدول العربية سيضخ زخما قويا لازدهار وتنمية دول الجنوب العالمي.
المصدر: شينخوا
