شؤون آسيوية – الرياض –
أعرب قادة أعمال صينيون وسعوديون عن ثقتهم القوية في آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط خاصة مع تطور التكنولوجيا الرقمية التي من شأنها تسريع وتيرة المساعي المشتركة.
وأوضح قادة الأعمال في لقاءات مع وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التي اختتمت مؤخرا في الرياض، أن الذكاء الاصطناعي يتم الاعتماد عليه بنطاق واسع، بدءا من القدرات الحاسوبية الأساسية وصولا إلى الأجهزة وتطبيقات المؤسسات، مما يدفع عجلة التحديث الصناعي والابتكار في مختلف القطاعات في المنطقة.
وقال وينستون تشنغ الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لمجموعة ((لينوفو)) الصينية، التي أعلنت في أغسطس الماضي عن خططها لإنشاء مقر إقليمي في الرياض، إن الذكاء الاصطناعي متجذر بعمق في جميع خطوط أعمال الشركة ويحقق نموا ملموسا.
وأشار إلى أن جميع القطاعات تستفيد من ذلك، سواء في أجهزة الكمبيوتر الشخصية والأجهزة الذكية أو في خوادم وخدمات المؤسسات.
وأضاف أن سلسلة التوريد الشاملة وقدرات الإدارة واسعة النطاق التي تتمتع بها الصين تمنح الشركات الصينية ميزة تنافسية أساسية في قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي.
وعلى صعيد التطبيقات، تعمل شركة ((غالبت)) الصينية على طرح تقنيات الذكاء التجسيدي والروبوتات الشبيهة بالبشر في قطاعي التجزئة والرعاية الصحية، بهدف توفير حلول “قابلة للاستخدام ومتينة وقابلة للتكرار”.
وقال وانغ خه مؤسس الشركة، إن الروبوتات البشرية الحالية “يمكنها العمل لمدة تصل إلى ثماني ساعات بشحنة واحدة، وقد عملت لأشهر، وحتى عام كامل، في بيئات العملاء دون أي أعطال ميكانيكية”، مما يمهد الطريق لانتشارها على نطاق أوسع في مختلف القطاعات.
ويعتقد وانغ أن الذكاء التجسيدي يمر بمرحلة “انطلاق سريعة”، وأن قطاع الخدمات ومجمعات السياحة الثقافية في الشرق الأوسط ستصبح بيئات مثالية لتطبيق هذه التقنيات.
كما أكد مشاركون خلال اللقاءات أن الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد تمثل “الرابط المادي” الذي يربط الصين بأسواق الشرق الأوسط، مع وجود فرص واسعة للتعاون.
وقال تشارلي بنغ رئيس منطقة الشرق الأوسط في ((جينغدونغ لوجيستكس)) إن الشركة دخلت السوق السعودية في عام 2021 وأنشأت مستودعا خارجيا في الرياض. وقد قامت الشركة الآن ببناء شبكة متكاملة ذاتية التشغيل في جميع أنحاء المنطقة.
كما أنشأت ((جينغدونغ لوجيستكس)) أول مركز خدمة عملاء خارجي لها في السعودية، وأطلقت علامتها التجارية الخاصة بالشحن السريع “جوي إكسبرس” في المملكة في يونيو الماضي، وتدرس حاليًا التوسع في العديد من الدول الأخرى.
ووفقا للخبراء، فإنه مع تسارع وتيرة التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والتكامل الإقليمي، أصبحت الاستراتيجية المزدوجة التي تجمع بين “الإدارة الذاتية والتطوير الرقمي والذكاء الاصطناعي والتوطين” هي النهج المتبع لدى الشركات الصينية في الشرق الأوسط.
وتشمل هذه الاستراتيجية ترسيخ عمليات التوريد من خلال شبكات المستودعات الخارجية وخطوط النقل الرئيسية، مع تحسين تجربة المستهلك من خلال خدمات التوصيل المحلية في المرحلة الأخيرة وخدمة العملاء، الأمر الذي يسهم في تعزيز العمليات على المدى الطويل وبناء الثقة في العلامة التجارية.
ويتفق الخبراء بشكل عام على أن منصات مثل مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار أصبحت ملتقيات شاملة تجمع رأس المال والتقنيات المتطورة والأنظمة البيئية الصناعية، مما يساعد الشركات على تحديد الفرص وتوسيع مجالات التعاون.
وقال صالح الخبتي رئيس شركة ((أكوا باور)) في الصين، إن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار منصة مهمة لتعزيز التبادل والتعاون بين الصين والسعودية، ويوفر فرصا واسعة للمشاركة أمام الشركات العالمية.
من جهته، أعرب فادي سعاده الرئيس التنفيذي المكلف لشركة سوق الكربون الطوعي في السعودية، عن التطلع إلى تعزيز التعاون السعودي الصيني في أسواق الكربون الطوعية والتنمية المستدامة، مما قد يساعد دول الجنوب العالمي على لعب دور أكبر في العمل المناخي.
كما تُعزز مشاريع البنية التحتية الرائدة الثقة المتبادلة بين الشركاء في الصين والشرق الأوسط.
وقال تشن ده بين المدير العام لشركة ((مجموعة المكتب الثامن عشر للسكك الحديدية الصينية المحدودة)) في السعودية إن مجمع صيانة مطار جدة بمجرد اكتماله، من المتوقع أن يصبح مركزا إقليميا مهما لصيانة الطائرات والبحوث في مجال الطيران.
وأضاف: “لسنا هنا غرباء، بل شركاء في التنمية المشتركة”.
وقال ريتشارد أتياس رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي المكلّف لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار إن اهتمام الصين بمنطقة الشرق الأوسط في تزايد خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن الصين لعبت دورا مهما في تعزيز التنويع الاقتصادي في المنطقة، حيث تتطلع الأسواق بشغف إلى تعميق التعاون مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
المصدر: شينخوا

