شؤون آسيوية – بكين –
تنطلق فعاليات الدورة الثامنة من معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي اليوم (الأربعاء) وسط مشاركة واسعة من العارضين العرب. وتشارك الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف في المعرض الوطني، بينما يعود شركاء قدامى مثل السعودية والمغرب وسوريا بمنتجات جديدة ومبتكرة.
ويمثل المعرض منصة تجمع بين الشركاء الجدد الذين يتواجدون لأول مرة ويستكشفون السوق الصينية بمنتجاتهم الخاصة، والأصدقاء القدامى الذين يواصلون تعميق تعاونهم، ليصبح جسرا مهما للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، مما يتيح توسيع فرص التعاون المتبادلة وتعزيز الزخم الثنائي المستدام بين الجانبين.
وفي نسخة هذا العام، أبدت الإمارات حماسة كبيرة للمشاركة، مع زيادة في حجم جناحها ونوعية المنتجات المعروضة فيه. وبصفتها إحدى الدول الضيفة، حرصت على تنظيم منطقة عرضها بعناية فائقة. وتشارك شركة ((كاميليشيس))، الرائدة في صناعة حليب الإبل في الشرق الأوسط، بعرض منتجاتها الفاخرة، ساعية لجذب شركاء دوليين وتعزيز حضورها على الصعيد العالمي.
كما ساهم الدعم الحكومي الفعّال في تعزيز حضور الشركات المشاركة في المعرض، فقد خصصت اللجنة التنسيقية المغربية لصادرات الأغذية 4 ملايين درهم لتنظيم وتجهيز جناحها الخاص، حيث تأمل في الاستفادة من المعرض لتوسيع صادرات الأغذية المتخصصة إلى الصين.
ويواصل المعرض دوره في توسيع “الفرص الصينية” أمام الدول العربية، لتعزيز تعاون متنوع ومستدام.
ففي قطاع الزراعة والأغذية التقليدي، شهدت مصر، وهي أكبر منتج للتمور في العالم، نموا سنويا في صادراتها إلى الصين بفضل المعرض، حيث أكد مدير التصدير في شركة ((مزارع لينه))، أحمد عبد الهادي، على أهمية السوق الصينية بشكل صريح وواضح.
علاوة على ذلك، تستمر فرص التعاون في القطاعات الناشئة في التوسع، حيث شهد اجتماع التوفيق والتبادل بين الأعمال والتجارة للصين والدول العربية 2025 تحديد 26 مشروع تعاون بقيمة إجمالية تزيد عن 12 مليار يوان صيني في أغسطس الماضي.
وجاء المعرض هذا العام ليضع القطاعات الناشئة مثل الاقتصاد منخفض التكلفة والخدمات اللوجستية الذكية والطاقة الجديدة في صدارة التعاون الصيني العربي الثنائي، مما يعكس تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري في القطاعات عالية التقنية والخضراء. ويظهر هذا التعاون الشامل، الذي يمتد من الصناعات التقليدية إلى القطاعات الناشئة، كفرصة تنموية شكلها معرض الصين الدولي للاستيراد خصيصا للدول العربية.
ومن مرحلة “الإدخال” إلى مرحلة “الخروج”، أنشأ المعرض نموذجا متكاملا للتعاون ثنائي الاتجاه. فمن خلال منصة المعرض، لا تعرض مجموعة ((أجيلان براذرز)) القابضة المزايا الصناعية للمملكة العربية السعودية فحسب، بل تسعى لقيادة الشركات الصينية لاستكشاف أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإطلاق مشاريع مشتركة في العديد من المجالات مثل الطاقة والتعدين والتكنولوجيا المالية.
خلال السنوات الأخيرة، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية نموا مطردا وتحسنا ملموسا. وفي عام 2024، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 407.4 مليار دولار أمريكي، متجاوزا مستوى 400 مليار دولار أمريكي لأول مرة، لتواصل الصين تعزيز مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية، مما يجعل دور معرض الصين الدولي للاستيراد كجسر للتبادل الثنائي أكثر بروزا وتأثيرا.
ومن الدعوة الأولى للدول العربية للمشاركة في المعرض، إلى التعاون الثنائي الذي يشمل التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والسياحة وغيرها، ظل المعرض منصة لتعميق الروابط وتعزيز الفرص المشتركة بين الصين والدول العربية.
ويقدم المعرض هذا العام منصة رائدة لاختيار منتجات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، بالإضافة إلى منطقة مخصصة لمنتجات الدول الأقل نموا، مما يوفر فرصا أوسع للدول العربية وخاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقدمت هذه المبادرات المبتكرة دفعة قوية للمنتجات العربية، مكنتها من تخطي الحواجز التجارية التقليدية والوصول بسرعة إلى المستهلكين الصينيين. وبفضل مكانة المعرض كمنصة عالمية لإطلاق المنتجات الجديدة ووجهة رائدة للتقنيات المتطورة وملتقى للخدمات المبتكرة، أصبح دمج الشركات العربية في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية أسرع وأكثر فعالية.
عندما تتألق الأطعمة المتخصصة المغربية والتمر الفاخر من مصر والمنتجات التكنولوجية السعودية ومنتجات الألبان الإماراتية في أروقة وأجنحة المعرض، لا يكون المشهد مجرد عرض لبضائع، بل هو تجسيد للتعلم المتبادل وفرص التنمية المربحة للطرفين.
ومع رفع ستارة الدورة الثامنة من المعرض، يجتمع الأصدقاء القدامى والجدد من الدول العربية مرة أخرى في شانغهاي، حاملين معهم آمال التعاون وطموحات النمو. ويحمل كل جناح توقعات جديدة، وكل توقيع يولد أملا في التنمية. ويواصل المعرض فتح أبواب “الفرص الصينية” أمام الدول العربية، ويعزز التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي على طريق التنمية عالية الجودة، ويضخ الزخم نحو بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.
المصدر: شينخوا

