شؤون آسيوية – سنغافورة –
أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ خلال زيارته الرسمية إلى سنغافورة على استعداد الصين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع سنغافورة وتوسيع الشراكات في المجالات الناشئة، مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والذكاء الاصطناعي، بما يضفي مزيدًا من الزخم على عمليات التحديث في البلدين.
وخلال اجتماعه اليوم (الأحد) مع القائم بأعمال رئيس سنغافورة إيدي تيو، شدد لي على أهمية الاستفادة من إمكانات التعاون القائمة بين الجانبين. كما أشار إلى أن نظام التجارة المتعدد الأطراف يتعرض لضغوط شديدة، مؤكدًا استعداد الصين للعمل مع سنغافورة لتعزيز التواصل والتعاون في إطار الأمم المتحدة وغيرها من الآليات الدولية، ومعارضة الأحادية والحمائية، والتمسك بالتجارة الحرة والعولمة الاقتصادية.
وربط لي بين اجتماعهما وما تم تحقيقه في اللقاء الذي عقد بين الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء السنغافوري لورانس وونغ في يونيو الماضي ببكين، والذي رسم المسار لتطوير العلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة. وأكد أن الصين مستعدة للعمل مع سنغافورة لمتابعة التوجيه الاستراتيجي لزعيمي البلدين، وترسيخ الصداقة التقليدية، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون البراغماتي بما يخدم مسيرة التحديث في البلدين ويعزز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأوضح لي أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني التي اختتمت أعمالها مؤخرًا أقرت مقترحات الخطة الخمسية الـ15، ما يوفر تصميمًا عالي المستوى للتنمية الصينية خلال السنوات المقبلة. وأعرب عن استعداد الصين لتعزيز مواءمة التنمية مع سنغافورة، والاستفادة الكاملة من آليات التعاون الثنائي، والحفاظ على الزخم القوي لنمو التجارة والاستثمار، ومواصلة دعم مشروعات التعاون الرئيسية مثل منطقة سوتشو الصناعية والمدينة الإيكولوجية الصينية-السنغافورية في تيانجين، إلى جانب تعميق التعاون في الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة والطب الحيوي، واستكشاف التعاون مع أطراف ثالثة.
كما دعا الجانبين إلى تعزيز تبادل الخبرات في مجالات الرعاية الاجتماعية والتوظيف، وتعميق التعاون الثقافي والسياحي والتعليمي والإعلامي والشبابي لتعزيز التفاهم والصداقة المستدامة بين الشعبين.
وخلال محادثاته أمس (السبت) مع رئيس الوزراء السنغافوري لورانس وونغ، رحب لي بمزيد من الشركات السنغافورية للاستثمار في الصين، معربًا عن أمله في استمرار دعم سنغافورة للشركات الصينية العاملة على أراضيها.
من جانبه، هنأ وونغ الصين بالانعقاد الناجح للجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20، مشيرًا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأن العلاقات الثنائية تشهد تطورًا جيدًا ونتائج مثمرة في التعاون القائم على المنفعة المتبادلة. وجدد التزام سنغافورة بمبدأ صين واحدة ومعارضة ما يسمى بـ”استقلال تايوان”.
وأكد وونغ أن بلاده مستعدة للحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى مع الصين، وتعزيز تبادل الخبرات في الحوكمة، والمضي قدمًا في المشروعات الكبرى مثل منطقة سوتشو الصناعية والتعاون في الارتباطية، وتنمية نقاط نمو جديدة في الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتنفيذ التعاون مع أطراف ثالثة، وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية بما يثري الشراكة الشاملة عالية الجودة والموجهة نحو المستقبل بين البلدين. كما شدد على أن سنغافورة واثقة من مسار التنمية في الصين ومستعدة لمواصلة الاستثمار فيها، وتدعم مبادرة التنمية العالمية، وتعزيز التنسيق متعدد الأطراف مع بكين لحماية التجارة الحرة والتمسك بالتعددية، بما يخدم الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي.
وبعد المحادثات، شهد لي ووونغ مراسم تبادل عدة وثائق تعاون في مجالات تشمل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والمعلومات والاتصالات والنقل وسلامة الأغذية وإدارة الطوارئ والتعاون مع أطراف ثالثة. كما أقام وونغ مراسم ترحيب رسمية لرئيس مجلس الدولة الصيني في مقر البرلمان السنغافوري قبل بدء المحادثات.
المصدر: شينخوا
