(251031) -- SHANGHAI, Oct. 31, 2025 (Xinhua) -- This photo taken on Oct. 29, 2025 shows the south square of the National Exhibition and Convention Center (Shanghai), the main venue for the eighth China International Import Expo (CIIE), in east China's Shanghai. Preparations are in full swing for the CIIE, which is scheduled to take place from Nov. 5 to 10 in Shanghai. (Xinhua/Liu Ying)
شؤون آسيوية – بيروت –
تستعد مدينة شانغهاي لاستضافة الدورة الثامنة من معرض الصين الدولي للاستيراد في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر الجاري، وفي حديث خاص، أشار وارف قميحة، رئيس الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل، إلى أن المعرض يُشكِّل منصة مهمة فريدة تجمع بين التجارة والاستثمار والابتكار والتبادل الثقافي، ويجسد أحد أبرز مظاهر التزام الصين الثابت بسياسة الانفتاح الشامل والتعاون المربح للجميع.
وقال قميحة، الذي يشغل أيضا منصب رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث في لبنان، إن المعرض أسهم في تحسين بيئة الأعمال داخل الصين من خلال تبسيط الإجراءات الجمركية، وتوسيع قنوات دخول المنتجات والخدمات الأجنبية، وتطوير أطر تنظيمية أكثر شفافية وتنافسية.
وبيّن أن المعرض فتح أمام الشركات الأجنبية باب الوصول المباشر إلى السوق الصينية الواسعة والمتنوعة، ومكّنها من فهم تفضيلات المستهلك الصيني والتفاعل مع ديناميات الاقتصاد المحلي. وفي الوقت نفسه، منح الشركات الصينية فرصة الاحتكاك بأحدث التقنيات والخبرات العالمية، ما ساهم في رفع مستوى الجودة وتعزيز الابتكار الصناعي.
وأضاف أن التزام الصين بتوسيع الانفتاح على مستوى عالٍ وبصورة تقوم على مبادئ التعاون والاندماج والمنافع المتبادلة لم يسهم فقط في تنشيط التجارة الثنائية والمتعددة الأطراف، بل في تحفيز الاقتصاد العالمي أيضا. ورأى أن المعرض يوجه رسالة واضحة مفادها أن الصين تسعى إلى خلق بيئة اقتصادية دولية منفتحة وعادلة ومستدامة تسهم في دفع التنمية المشتركة لجميع الدول.
كما نوه قميحة إلى أنه في ظل التحديات العالمية الراهنة، بدءا من تباطؤ النمو الاقتصادي واضطراب سلاسل التوريد وصولا إلى النزعات الحمائية يكتسب إصرار الصين على توسيع انفتاحها أهمية استراتيجية تتجاوز حدودها الوطنية، قائلا إنه في الوقت الذي تلجأ فيه بعض الاقتصادات الكبرى إلى “الانغلاق الاقتصادي” عبر زيادة الرسوم الجمركية وتقييد حركة التجارة، تطرح الصين نموذجا يقوم على الانفتاح الموجَّه نحو التنمية المشتركة لا المنافسة الصفرية.
وأوضح أن هذا الانفتاح يُعزّز ثقة المستثمرين الدوليين ويخلق شبكة تفاعلات اقتصادية مرنة تربط الصين بالعالم عبر مجالات متعددة تشمل التجارة، والتمويل، والابتكار، والطاقة الخضراء. وأضاف أن الصين من خلال جهودها الرامية إلى تحقيق التيسير التجاري وخفض الحواجز أمام دخول الشركات الأجنبية تُسهم فعليا في ضخ زخم جديد في الاقتصاد العالمي وتوفر بيئة تفاعلية متوازنة قادرة على مقاومة تقلبات السوق.
واستطرد قميحة قائلا إن الأهمية الكبرى تكمن في أن الصين لا تفتح أبوابها فحسب، بل تُشرك الآخرين في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي على أسس الحوار والتكامل، لا العزلة والانقسام. ومن هنا تتجلي القيمة الرمزية والعملية لتجربة الصين كـ”قوة استقرار” وسط عالم مضطرب.
وحول مساهمة ما طرحته الصين من مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية وما تقيمه من أنشطة مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، وما تقدمه من أفكار مثل تحديث الجنوب العالمي في دعم الاقتصاد العالمي، ذكر قميحة أن هذه الخطوات تعكس رؤية الصين لعالم يقوم على الترابط والمستقبل المشترك للبشرية، وتسهم بشكل فعال في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي والتنمية المستدامة.
وأضاف أن معرض الصين الدولي للاستيراد يُجسّد الجانب العملي لكل هذه الجهود الصينية، فهو يشكل منصة مفتوحة لتبادل السلع والأفكار والتقنيات ويخلق فرصا حقيقية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حول العالم. وشدد على أن تحديث الجنوب العالمي يمثل بعدًا إنسانيًا واستراتيجيًا في آن واحد، ويهدف إلى تمكين الشعوب من تحقيق التنمية الذاتية المستقلة وفقا لخصوصياتها الوطنية، مستفيدة من تجربة الصين التنموية.
وختم قميحة حديثه بالقول أن هذه المبادرات مجتمعة تشكل قوة دفع عالمية جديدة وتبرز أن التنمية المستدامة ليست مجرد مسعى فردي، بل حق مشترك يمكن تحقيقه من خلال التعاون الفعال والتواصل البناء بين الدول، بما يعزز النمو الاقتصاد ويرسخ التقدم المشترك على الصعيد العالمي.
المصدر: شينخوا

