شؤون آسيوية – هوهيهوت –

قبل أكثر من 20 عاما، وبدافع الفضول حول الثقافة الصينية، اختار الإيراني حسين خليفي دراسة اللغة الصينية في الجامعة. واليوم، يعمل خليفي لتسهيل التبادل والحوار بين الثقافة الصينية والثقافة الإيرانية لكتابة قصة جديدة لطريق الحرير عبر عدسته.

في الجامعة، أطلق معلمه عليه الاسم الصيني “خه في” الذي يتعلق معناه بـ”الطيران”. وحول ذلك قال خه في: “أحب هذا الاسم حقا. أعتقد أنه يناسب شخصيتي جيدا. أحب الزيارة هنا وهناك بالطيران، وعلى مر السنين سافرت تقريبا إلى كل مقاطعة في الصين.” معرفته الجيدة باللغة الصينية لم تفتح له نافذة إلى البلاد فحسب، بل ساعدته أيضا على أن يصبح “سفيرا ثقافيا” لتبادلات الصين وإيران، وهو الآن ممثل للثقافة والسياحة في الصين لجمعية الصداقة الإيرانية الصينية، فضلا عن كونه مترجما ومخرجا للوثائقيات.

على مدار السنوات، تركت تقدمات الصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتخفيف من حدة الفقر والتنمية المستدامة انطباعا عميقا لديه. وفي عام 2019، قام بتوثيق جهود مكافحة التصحر في يويلين بمقاطعة شنشي في شمال غربي الصين من خلال فيلم – القسم الأول من السلسلة الوثائقية “شرقا من إيران” التي شاركت في إنتاجها الصين وإيران.

وقال خه في: “لقد حظي الفيلم بشعبية جيدة في إيران، وتم بثه 17 مرة على أكبر محطة تلفزيونية في البلاد”، مضيفا: “أثر بي دعم الحكومة الصينية وإصرار الشعب المحلي وتطبيق التكنولوجيا لمكافحة التصحر. بلدي أيضا فيه صحارى، وآمل أن أشارك القصص والتجارب الصينية مع دول أكثر”.

في أحدث حلقة من السلسلة الوثائقية التي شارك فيها، كان التركيز على الأواني الخزفية الزرقاء والبيضاء. وبفضل طريق الحرير، اندمجت أصباغ الكوبالت من فارس مع الخزف الصيني لخلق الأواني الخزفية الزرقاء والبيضاء التي أذهلت العالم.

وعلى منصة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبوه”، كتب خه في: “لدى الصين وإيران مساحة واسعة للتعاون في مجالات متعددة، لا تقتصر فقط على التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة”.

وأضاف خه: “الصين مثل محيط شاسع مع خبرات متقدمة وقابلة للتكرار. يمكن للدول الأخرى الاستفادة من هذه الخبرات وفقا لخصائصها وقدراتها. وفي المستقبل، آمل أن أستمر في العمل كجسر صغير وأن أساهم بما لدي من جهد”.

في أغسطس الماضي، شارك خه في معرض الصين-منغوليا الـ5 الذي أقيم في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، حيث نظّم عرضا لتقديم الثقافة والقصص التي يعكسها السجاد الفارسي للزوار. وفي منطقة العرض، شرح خه بالتفصيل عن الجهود المبذولة لنسج كل سجادة، مشيرا إلى أن كل سجادة تحمل ثقافة وقصصا عن إيران.

وقال خه إن لفن نسج السجاد الفارسي تاريخ يزيد عن 2500 عام، حيث يتوارث هذا الفن عبر الأجيال التي تعمل على الابتكار فيه باستمرار على مر الزمن، معربا عن اعتقاده بأن فهم وتقدير الثقافة هو ما يلهم المستهلكين لشراء السجاد. كانت هذه الزيارة الزيارة الأولى له في المنطقة حيث قال إن الزوار أظهروا اهتماما كبيرا بالمنتجات الإيرانية.

وأشار خه إلى أن الأسطورة المعروفة لمصباح علاء الدين السحري تتضمن سجادة طائرة وهي في الواقع سجادة فارسية، لافتا إلى التاريخ الطويل لطريق الحرير الذي ربط بين الصين وإيران، حيث لم تقتصر التبادلات بين الدولتين أبدا على التبادلات التجارية فقط.

المصدر: شينخوا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *