شؤون آسيوية – بقلم: هدى علي
مع إطلالة القمر المكتمل واحتضان السماء للنجوم، تبدأ قصة السنة الصينية، تلك التي تحمل بين طياتها عبق التاريخ وروح التراث.
إنه عيد الربيع، حيث يتنفس الزمن في الصين أنفاسًا جديدة، وتُزهر الأمنيات كأزهار الربيع، معلنة ميلاد عام جديد يحمل الأمل والحظ.
في عام 2025، تُطل الأفعى الخشبية، رمز الحكمة والهدوء، لتقود القلوب نحو التأمل والصبر. تتزين الشوارع والمنازل باللون الأحمر، لون السعادة والبهجة، وتشتعل الشموع والفوانيس التي تضيء الليل بوهج يطرد الظلام والشر.
في ليلة رأس السنة، تجتمع العائلات حول موائد عامرة بالأطباق التي تحمل رموزًا: سمكة للدلالة على الوفرة، ورافيولي صغير يختزل في طياته معنى الوحدة، ومعكرونة طويلة تحمل أماني العمر المديد. في الأيدي الصغيرة، تُوزع المظاريف الحمراء “الهونغ باو”، كأنها رسائل من الحظ ترسلها الأجيال الأكبر إلى الأصغر.
وعندما تدق الساعة منتصف الليل، تنطلق الألعاب النارية كلوحة سماوية تعلن انتصار النور على الظلام، والفرح على الصمت. تنبض القلوب بتردد الطبول في رقصات التنين والأسد، فيما تُرفع الفوانيس في سماء المدن، كأنها نجوم تُرشد العام الجديد إلى طريق الخير والازدهار.
إنها ليست مجرد احتفالات، بل هي قصيدة من الفرح، تكتبها الصين على دفاتر الزمن، وتُغنى على ألحان الحياة في كل عام.