أجرت مجلة شؤون آسيوية حواراً مع المكرم حاتم بن حمد الطائي، الأمين العام لملتقى الصداقة العماني الصيني ورئيس تحرير جريدة “الرؤية” العمانية، تركز حول واقع العلاقات الصينية العمانية وسبل تطويرها وآفاق التعاون الشامل بين البلدين والشعبين. وفي ما يلي ما نص الحوار:
1= العلاقات بين الصين وسلطنة عمان تاريخية لكنها تشهد تطوراً كبيراً خلال العقد الماضي، كيف تقيّمون هذه العلاقات؟
لقد شهدت العلاقات العُمانية الصينية تطوراً بارزاً في مُختلف المجالات وخاصة خلال العقد الماضي، ووصلت إلى حد إقامة شراكة إستراتيجية بين البلدين في العام 2018، حيث ترسخت هذه العلاقات التاريخية وازداد التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية والعلمية. وقد قطع البلدان شوطًا كبيرًا في علاقات الصداقة والتعاون، وخاصة مع إطلاق الصين لمبادرة “الحزام والطريق” التنموية؛ إذ تُعد سلطنةُ عُمان واحدةً من أبرز الدول التي ستُسهم بدور بناء في تعزيز هذه المُبادرة,
2- تعد العلاقات التجارية والاقتصادية المعلم الأبرز في العلاقات بين الصين وعمان. ما هو حجم هذه العلاقات؟
إن جمهورية الصين الشعبية تمثل أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان، وأكبر مُستورد للنفط الخام العُماني. وخلال الفترة الأخيرة تجاوز حجمُ التبادل التجاري بين عُمان والصين أكثر من 40 مليار دولار أميركي، فيما بلغت الاستثمارات الصينية في السلطنة ما يزيدُ على 6.6 مليار دولار، ويستحوذُ قطاعُ الطاقة والبتروكيماويات على 76 في المئة من هذه الاستثمارات. وشهد العامان الماضيان زيادةً في المشاريع الاستثمارية الصينية في السلطنة؛ والتي من بينها ضخ نحو 230 مليون دولار أمريكي لتنفيذ مشاريع في المنطقة الحرة بصلالة.
3-ذكرتم دور عمان في مبادرة الحزام والطريق الصينية، ما هو تأثير هذه المبادرة المتوقع على التنمية في السلطنة؟
إن رؤيةُ “عُمان 2040″، ومُبادرةُ الحزام والطريق الصينية، تتكاملان إذ يسعى المسؤُولُون والجهاتُ المعنية في كلا البلدين إلى المواءمة بين التطلعات المشتركة والواقع التنموي الفعلي المتحقق اليوم على أرض الواقع. فمستوياتُ التعاون تمضي نحو مستقبل تتوثقُ فيه عُرى التعاون والشراكة في مختلف مجالات العمل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والسياحية. وقد تجسد ذلك في الزيارات المتبادلة على مستوى كبار المسؤولين والوفود الرسمية والشعبية والطلابية والإعلامية، وفي العديد من المشروعات ومذكرات التعاون بين البلدين.
4- هل هناك قرار استراتيجي عماني بتقوية العلاقات مع الصين؟
بالطبع، لقد وقعت عمان مع الصين شراكة استراتيجية وتم العمل على بناء هذه العلاقات في عهد المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وواصل جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- دعم هذا التوجّه نحو إقامة علاقات متميزة مع الصين، التي تعد واحدة من أبرز القوى الاقتصادية والسياسية العالمية.
5-حدثنا عن التعاون الإعلامي والثقافي والتربوي بين البلدين؟
هناك زيارات متبادلة لوفود إعلامية وأكاديمية وطلابية وهناك طلبة عمانيون مبتعثون يدرسون في الصين وهناك طلبة صينيين يُبتعثون سنويًا لدراسة اللغة العربية في سلطنة عمان. وهناك مؤتمرات سنوية مشتركة حول العلاقات الصينية العمانية وننظم في ملتقى الصداقة العماني الصيني مؤتمراً دولياً حول هذه العلاقات سنوياً للسنة الثانية في صلالة.
6-هناك استثمارات صينية مهمة في عمان ومشاريع استثمارية مستقبلية. كيف ترى هذا التعاون في الاستثمارات؟
هناك تعاون كبير بين الجانبين في هذا المجال وهناك رغبة من المستثمرين الصينيين لإقامة مشروعات استثمارية في سلطنة عمان وخاصة في قطاعات التعدين والغاز وصناعة الحديد. وتقوم شركات صينية بتنفيذ مشروعات في المنطقة الاقتصادية في الدقم. وقد وقعت عمان والصين اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات اقتصادية واستثمارية تتضمن قطاعات المواني وصناعة النقل، ومن أبرزها ميناء الدقم، الذي يُعدّ مشروعا استراتيجيا يهدف إلى تطوير الميناء والمنطقة الاقتصادية المحيطة به. وقد جذب هذا المشروع استثمارات صينية في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى مشروعات البنية الأساسية مثل الطرق والجسور.
7-ماذا عن التعاون في موضوع الطاقة المتجددة؟
هناك مشروعات مشتركة للطاقة المتجددة تتضمن استثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث ستسهم الشركات الصينية في تعزيز قدرات سلطنة عمان في هذا القطاع. وتتضمن الاتفاقيات إنشاء مجمعات صناعية تستهدف تطوير الصناعات التحويلية وتعزيز الإنتاج المحلي. كما يوجد تعاون في مجال الزراعة والتكنولوجيا، كمشروعات الزراعة الذكية.
ينشر بالتعاون مع صحيفة الشعب الصينية