شؤون آسيوية – مكة المكرمة – شرح الباحث الإسلامي والأستاذ بالحوزة العلمية والجامعة حجة الإسلام “الشيخ يحيى جهانغيري”، رسالة العلماء العالمية ومستقبل علماء الإسلام في النسخة الثانية من المؤتمر الدولي “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” في مكة المكرمة.
وأشار إلى ذلك، الخطيب الدولي والباحث الاسلامي والأستاذ في الحوزة العلمية والجامعة حجة الإسلام “الشيخ يحيى جهانغيري”، في كلمته بالمؤتمر الدولي الثاني لـ “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” في مكة المكرمة.
وقال حجة الإسلام جهانغيري في حديث خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) بأن المؤتمر أقيم خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين 6 و7 مارس الجاري، وذلك بمشاركة 400 ضيف من 90 دولة في مكة المكرمة، مضيفاً: “كأحد المتحدثين في هذا المؤتمر، أكدت أنه اليوم على العلماء الإسلاميين مسؤولية وواجب مهم، وبدلاً من الحديث عن التفريق، ينبغي لنا أن نلتزم، بجوار بيت الله وفي شهر رمضان المبارك وأن نجمع كل قدراتنا وإمكاناتنا معاً لقيادة المسلمين، وخاصة الشباب، بطريقة ترضي روح النبي (ص)”.
وأكدّ الشيخ جهانغيري في جزء من حديثه في هذا المؤتمر، أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الإسلام سيواصل النمو حتى عام 2050 للميلاد وسيزداد عدد المسلمين بشكل كبير.
وأردف مبيناً: “إن الإسلام اليوم ليس مقصوراً على المجتمعات الإسلامية، حتى دراسة الإسلام ليست مقتصرة على المدارس الإسلامية، وأفضل الجامعات الأوروبية والعالمية تضمّ أقساماً للدراسات الإسلامية، وواجبنا كـ علماء مسلمين هو نشر الوعي بجدية”.
واختتم قائلاً: “الشباب المسلم خصوصاً في الدول غير الإسلامية يواجه مخاطر وآثار جديدة وجادة مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء الإلكتروني، وإذا لم نتكاتف، فسوف تتحول هذه التكنولوجيا بدلاً من أن تكون في خدمة الإنسانية والإسلام إلى عكس ذلك، وتتحول إلى ضد الإنسانية والأخلاق والدين”.
في هذا السياق، قال رئيس المجمع الفقهي العراقي، “الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه” خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح النسخة الثانية من مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الدولي في مكة المكرمة: ”لو لم تتفق هذه المذاهب على هذه المشتركات، لما كانت إسلاميةً، والأمّةُ الواحدة كالحلقة لا يُعرف طرفها، وكالجسم إذا أُصيب بأذى في عضوٍ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”.
وأضاف أن “بناء الجسور يستلزم وجود دعائم رئيسة، وهندسة مخلصة، ومن أهم هذه الدعائم: النية الصادقة في ابتغاء وجه الله في تجسير العلاقة لتوحيد الأمّة”.
وبدوره، قال الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي “الشيخ، د. محمد العيسى” في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية: ”كلنا على علمٍ بأن المسارات السلبية للسِّجالات المذهبية لم تقتصر مآسيها على فاعليها، وإنما امتد شرَرُها إلى النَّيْل من الإسلام والمسلمين في وقائعَ مؤلمةٍ دوَّنها التاريخ في صفحاته المظلمة، وهو قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)”.
كما أكد وزير العدل الأفغاني “مولوي عبد الحكيم شرعي” في افتتاح المؤتمر: “نحن على ثقة بأن عقد مثل هذه المؤتمرات الدينية يعد خدمة عظيمة للوحدة الإسلامية وحتى للإنسانية جمعاء”.
واعتمد كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها من كافة المذاهب والمدارس في هذا المؤتمر، الخطة الإستراتيجية والتنفيذية لوثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، كما تبنوا “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي” بمشاركة ممثلي المذاهب والمدارس الإسلامية من أكثر من 90 دولة.
واعتبر المؤتمرون الوثيقة ببنودها الـ 28 الأساس والمنطلَق في مسار العمل الإسلامي المشترك علميًّاً وفكريًّاً، في أفق تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمّة المسلمة، معلنين تبنّي “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي” التي أعدّها مركز الحماية الفكرية بالمملكة، والعمل على التعريف بها، ونشرها في مختلف الأوساط العلمية والمناسبات الدولية؛ لتكون خارطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية، وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.
هذا يذكر أن النسخة الثانية من المؤتمر الدولي: “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، الذي انعقد يومي 6 – 7 مارس 2025م في مكة المكرمة، بمشاركة الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي ،ورئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد العيسى، وعضو مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله الشيخ أحمد مبلغي، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية “الشيخ الدكتور حميد شهرياري”، وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، ورئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، والأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي د. مصطفى سانو، وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية د. يوسف بن سعيد، ومفتي صيدا اللبنانية الشيخ محمد عسيران، والمستشار الثقافي الايراني السابق لدى لبنان “الدكتور عباس خامه يار”، والداعية الدولي وأستاذ الحوزة العلمية والجامعة “الشيخ يحيى جهانغيري”.
وتناول المؤتمر في نسخته الثانية أهم قضايا العالم الإسلامي التي تتطلب التعاون والعمل الديني المشترك، وفي مقدمة هذه القضايا التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا، والقضايا المتعلقة بالأقليات المسلمة، كما تم خلال المؤتمر مناقشة وبحث آخر القضايا المتعلقة بالحوار الإسلامي ومسيرة الحوار بين الإسلام وأتباع الديانات الأخرى، بالإضافة إلى عدد من القضايا الملحة الأخرى في العالم الإسلامي.