شؤون آسيوية – جدة –
بعد اجتماع استمر لأكثر من ثمان ساعات في مدينة جدة، أعلن الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، قبول بلاده المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والذي يشمل كامل خط المواجهة مع روسيا، وليس فقط الجو والبحر، على أن يبدأ التنفيذ فور موافقة موسكو.
وفي بيان مشترك عقب المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في المملكة العربية السعودية، صرحت واشنطن بأنها “سترفع فوراً تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية وستستأنف المساعدة الأمنية لأوكرانيا”، فيما أكد مسؤول أوكراني استئناف المساعدة الأمنية الأمريكية لأوكرانيا.
وزير الخارجية الأمريكية، ماركو روبيو، لفت إلى أن المسؤولية الآن على عاتق روسيا لاتخاذ خطوات لإنهاء الحرب، مضيفا، عن الروس،: “نأمل أن يوافقوا، أن يوافقوا على السلام.. الكرة الآن في ملعبهم”.
وقبل الاجتماع، كان روبيو قد أشار إلى أن الولايات المتحدة تريد الحصول على مزيد من التفاصيل حول موقف كييف وما هي التنازلات المحتملة التي قد تكون أوكرانيا على استعداد لتقديمها.
وبينما لم يحدد روبيو التنازلات التي يشير إليها، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً وتكراراً أن أوكرانيا ستكون بحاجة على الأرجح إلى التنازل عن بعض أراضيها.
في حين رفض مدير مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، تحديد ما إذا كانت بلاده قد تقدم أي تنازلات للوصول إلى اتفاق سلام. وقال إن الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة “مهمة للغاية” حتى لا تتمكن روسيا من تكرار عدوانها.
يرماك الذي أشار بالبدايو البناءة لهذه اللقاءات، أشار إلى أن بلاده منفتحة على الحلول الدبلوماسية ولكنها لن تقبل بأي تسوية لا تضمن سيادتها. كما أكد أن أوكرانيا تسعى إلى حشد دعم دولي أقوى لتعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مع روسيا.
وتعد قضية الضمانات الأمنية واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وخلال المحادثات، اتفق الجانبان على إبرام صفقة المعادن النادرة “في أقرب وقت ممكن” لتوسيع اقتصاد أوكرانيا وضمان أمن البلاد على المدى الطويل.
وفي أول رد رسمي من روسيا، علّق المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، على المحادثات في جدة، حيث أوضح أن واشنطن تحاول فهم مدى استعداد كييف للتفاوض حول إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن هذه المباحثات قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إيجاد مخرج دبلوماسي للنزاع بين البلدين.
من جهتها، أفاد وكالة واس السعودية بأن هذه المحادثات تأتي “ضمن مساعي المملكة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي، وانطلاقًا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين”.
تجدر الإشارة إلى أن المباحثات الأمريكية الأوكرانية في جدة انطلقت بحضور مسؤولين كبار من الجانبين، في محاولة لرسم ملامح خطة قد تساهم في إنهاء الصراع، ويمثل الجانب الأمريكي في المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ومن الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندريه سيبيا، ووزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.
وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي أحاطت بانطلاق المحادثات، فإن المراقبين يرون أن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال بعيد المنال، نظراً للتعقيدات السياسية والعسكرية بين الطرفين. ويرى خبراء أن المحادثات قد تتركز على إيجاد حلول مرحلية، مثل التهدئة الميدانية، أو فتح قنوات دبلوماسية أوسع بمشاركة أطراف دولية أخرى.
ويترقب المجتمع الدولي نتائج هذه المحادثات، حيث تأمل بعض الدول الأوروبية في أن تؤدي هذه الخطوة إلى خفض التصعيد العسكري وفتح باب للحوار بين موسكو وكييف.
المصدر: CNN + وكالات
