أكثر الجولات جدّية.. محادثات طهران-واشنطن الثالثة على مستوى الخبراء الفنيين تنتهي بتفاؤل حذر

شؤون آسيوية – مسقط –

 

بعد ساعات من التفاوض، انتهت الجولة الثالثة من المحادثات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة حول البرنامج النووي الإيراني في مسقط، وفقاً للجدول الزمني المحدد لها، بحسب ما نشرت وكالة إرنا.

أبرز ما ميّز هذه الجولة من المفاوضات، عن الجولتين الماضيتين اللتين ركزتا على معايير المفاوضات، أنها ضمت خبراء فنيين، وناقشت مواضيع متخصصة وفنية، كما ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية.

الجولة الثالثة من المفاوضات انقسمت إلى قسمين، الأول منهما سياسية يقودها عراقجي وويتكوف، والقسم الثاني هي مفاوضات فنية على مستوى الخبراء يشارك فيها من الجانب الإيراني مساعد الشؤون القانونية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية، كاظم غريب آبادي، والمساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، ومجيد تخت روانجي، ومن الجانب الأمريكي مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية مايكل أنطون.

في هذه الجولة أبدى كلا الوفدين جدّية كبيرة في المفاوضات، وفقاً لما صرح به وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي أوضح أن المحادثات كانت أكثر جدية مقارنة بالجولات السابقة، حيث بدأ الطرفان تدريجياً في مناقشة تفاصيل فنية وتقنية أكثر تعقيداً.

عراقجي لفت إلى أن حضور الخبراء كان له دور كبير في إثراء المفاوضات، حيث جرى تبادل وجهات النظر بين الجانبين خطياً عدة مرات، مشيراً إلى أن المفاوضات غير المباشرة تتطلب دقة عالية في التعامل مع القضايا الفنية، ما استدعى تبادل المواقف بين الطرفين بشكل رئيسي عبر الوثائق المكتوبة.

من جهته، أفاد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن الجولة الثالثة من المحادثات النووية مع إيران كانت إيجابية وبناءة، مضيفاً بأنه تم إحراز تقدم بشأن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران و”لا يزال هناك عمل كثير للقيام به”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صرح في وقت سابق، أن التجارب أثبتت بأن تحقيق التفاهم يعتمد على احترام الحقوق المشروعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ وفق معاهدة حظر الانتشار النووي وتقديم ضمانات مؤثرة حول إزالة الحظر.

ونشر بقائي، قُبيل انتهاء المحادثات، على حسابه في منصة إكس، أن الجانبين تبادلا وجهات النظر في مجالي تخفيف العقوبات بشكل فعال، وبناء الثقة فيما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني”.

في حين أفاد التلفزيون الإيراني، بأن المباحثات الفنية وصلت إلى مرحلة مناقشة التوقعات والمطالب، مضيفاً بأن الوفدين الفنيين الإيراني والأميركي سيعودان إلى طهران وواشنطن للتشاور.

في المقابل، أعلن وزير لخارجية العُماني، بدر البوسيعدي، أن المحادثات الأميركية الإيرانية ستستمر الأسبوع المقبل.

وجاء ذلك في تغرية للبوسعيدي على منصة إكس، ذكر فيها أن “لمحادثات النووية بين طهران وواشنطن تستأنف في مسقط في 3 آيار/مايو”، مشيراً إلى أن إلى أن المفاوضات بين البلدين كشفت عن رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق قائم على الاحترام المتبادل.

وفي رصد لردود الأفعال على المفاوضات، بين مدير تحرير صحيفة “الوفاق” الإيرانية، مختار حداد، في مقابلة مع قناة المنار، إن المفاوضات الحالية بين إيران والدول المعنية بالملف النووي دخلت مرحلة حساسة، حيث يجري التفاوض حول الجزئيات والتفاصيل الدقيقة.

وأشار إلى أن إيران بادرت بتقديم اقتراح يتضمن شقين: الأول يتعلق باستمرار برنامجها النووي السلمي، والثاني برفع كامل للعقوبات المفروضة عليها، موضحاً أن الضمانات الأمريكية تشكل المحور الأساسي حالياً.

وفيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، شدد حداد على أن إيران لا تزال ترى أن واشنطن بحاجة إلى إظهار المزيد من الجدية والقيام بخطوات عملية ملموسة قبل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *