بين حقها القانوني وتصريحات ترامب.. طهران ملتزمة بالدبلوماسية في المفاوضات

شؤون آسيوية – طهران –

 

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهدف من المفاوضات مع إيران هو “التفكيك الكامل” لبرنامجها النووي، في تصريح يُعد الأول من نوعه بشكل علني منذ انطلاق المحادثات النووية قبل شهر.

تصريحات ترامب، التي وردت خلال مقابلة مع برنامج “Meet the Press” وبُثت يوم الأحد، تأتي استجابة لضغوط متزايدة من أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، وزعماء إنجيليين، وعدد من أنصاره، الذين طالبوه بتوضيح موقفه من الملف النووي الإيراني.

وردًا على سؤال مقدمة البرنامج كريستين ويلكر، قال ترامب: “تفكيك كامل. نعم، هذا كل ما أقبله”. وأضاف: “أريد لإيران أن تكون ناجحة بحق، عظيمة بحق، ومذهلة بحق. الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو السلاح النووي. إذا أرادوا النجاح، فلا بأس. أريد لهم أن يكونوا ناجحين للغاية”. وتابع قائلا: “أنا لا أريد أن يحصلوا على سلاح نووي، لأن العالم سوف يُدمَّر”.

ورغم تشدده، أبدى ترامب انفتاحًا تجاه سماع الحجج المؤيدة لبرنامج نووي مدني إيراني، وهو ما أشار إليه أيضًا وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي قال في مقابلة إذاعية الشهر الماضي إن “هناك طريقًا لبرنامج نووي مدني وسلمي إذا أرادوا ذلك”، وفقاً لموقع “أكسيوس”.

وبحسب ما ورد، تحسم تصريحات ترامب الأخيرة نقاشًا داخليًا محتدمًا داخل الإدارة الأمريكية بشأن طبيعة الهدف المرجو من المحادثات. فبينما يدعو التيار الأكثر تشددًا، بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى فرض تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني حتى بالقوة العسكرية إذا لزم الأمر، يرى تيار آخر أن إيران لن تقبل بهذا التفكيك الكامل، ويقترح التوصل إلى تسوية تشمل السماح بتخصيب محدود لليورانيوم، لتجنب صراع عسكري محتمل.

في المقابل، ترفض إيران، بشكل علني وخلال جلسات خاصة مع الجانب الأمريكي، فكرة التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات. ومن المنتظر أن تنعقد الجولة الرابعة من المحادثات بين الوفدين الأمريكي والإيراني في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث يُتوقع أن تلقي تصريحات ترامب الأخيرة بظلال ثقيلة على مجريات هذه الجولة.

 

الدبلوماسية الإيرانية..

من جهتها قالت الحكومة الإيرانية، الاثنين، إن طهران لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وتنتظر أن تعلن سلطنة عمان موعد الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، وذلك بعد تأجيل الجولة الرابعة، التي كانت مقررة السبت الماضي في العاصمة الإيطالية روما.

وكانت سلطنة عمان قد أعلنت إرجاء الجولة الرابعة من المحادثات النووية التي كان من المقرر عقدها في الثالث من مايو الجاري، “لأسباب لوجستية”.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “تسنيم”، إلى أن تأجيل المفاوضات، جاء باقتراح من الوسطاء في سلطنة عمان، وبالتنسيق مع الطرفين (واشنطن وطهران).

وبشأن التكهّنات المتعلقة بخلافات محتملة بين إيران والولايات المتحدة في المفاوضات الجارية، قال: “لقد أظهرنا التزامنا العملي بمواصلة مسار التفاوض. تغيير توقيت المفاوضات تم بناءً على اقتراح من سلطنة عمان وبالاتفاق بين الطرفين، وذلك للأسباب التي ذُكرت في منشور وزير الخارجية العماني. نحن الآن ننتظر موقف عمان بشأن مستقبل المفاوضات واستمرارها”.

قال التلفزيون الإيراني إن وزير الخارجية عباس عراقجي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أن إحراز أي تقدم في المحادثات مع أميركا يتوقف على إرادة وواقعية الطرف الآخر

وأردف: “لقد أعلنا التزامنا بمواصلة مسار الحوار والدبلوماسية، وأبدينا استعدادنا الكامل من خلال المشاركة في عدة جولات من المفاوضات”.

 

طهران: تخصيب اليورانيوم “حق قانوني”

وشدد بقائي، على أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية، “حق قانوني لإيران”، في معرض رده على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي عبر فيها رغبته في تفكيك برنامج طهران النووي.

وأضاف: “من الواضح أن المواقف المبدئية لإيران بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية تُعدّ حقاً قانونياً. لا يمكن أن تكون طرفاً في معاهدة ما وتقبل فقط بالالتزامات دون أن تتمتع بحقوقها. البرنامج النووي الإيراني له تاريخ طويل، وبعض التصريحات الجدلية والمغالطات حول إيران لا تستند إلى أي أساس علمي أو واقعي. من حق إيران أن تستفيد من عضويتها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومن حقها في التخصيب”.

وفي ما يخص العقوبات الأميركية، وتفعيل ما يطلق عليه “آلية الزناد”، قال بقائي: “لا نرى أي مبرر لتفعيلها. محاولات بعض الأطراف لاستغلال هذه الآلية مرفوضة تماماً، وتبعات استخدامها ستقع على عاتقهم”.

أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، تحذيراً من شراء النفط الإيراني، بالتزامن مع إعلان تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات النووية.

ورداً على تهديد ترمب بوقف شراء النفط الإيراني، قال بقائي: “الرسائل المتناقضة التي تصدر عن المسؤولين الأميركيين غير مفيدة، ولن تؤثر على عزمنا في مواصلة تمسكنا بمواقفنا المبدئية. نحن أوضحنا مواقفنا بكل ثبات. إذا كانت نية الأميركيين بالفعل منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، فبإمكاننا حينها حل الكثير من المسائل”.

يأتي ذلك في وقت أطلق الرئيس الأميركي، الخميس الماضي، تحذيراً من شراء النفط الإيراني، وذلك بالتزامن مع إعلان سلطنة عمان وإيران، تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات النووية.

 

إيران: سنرد على أي تهديدات

وعن التهديدات العسكرية ضد إيران والمواقف المتعلقة بالمفاوضات، قال بقائي: “نتعامل مع مسار التفاوض باحترافية وبدقة كاملة، ولا نتفاوض عبر الإعلام. لدينا مسار تفاوضي واضح، ومعيارنا هو ما يُطرح على طاولة الحوار. في مواجهة أي تهديدات، فإن إيران سترد على أي اعتداء بأشد شكل ممكن”.

وتطرق بقائي إلى تصريحات وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، حول استهداف قواعد أميركية في المنطقة، قائلاً: “لا يجب تفسير تصريحات وزير الدفاع بهذه الطريقة. إذا نظرنا إلى مستوى التواصل بين إيران وجيرانها مؤخراً، يتضح أن سياسة إيران قائمة على حسن الجوار والصداقة مع الجميع”.

وأضاف: “جميع الدول مُلزمة بمنع أي طرف ثالث من القيام باعتداء على دولة أخرى انطلاقاً من أراضيها. ومن الطبيعي، إذا تم شن أي هجوم من أراضي دولة ما على إيران، فستُعتبر تلك النقطة هدفاً مشروعاً للدفاع”.

قالت الخارجية الإيرانية، الأحد، إن طهران ترفض مزاعم إسرائيل بشأن تورط إيران في دعم جماعة الحوثيين باليمن، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي شنته الجماعة على تل أبيب

وفيما يخص الهجمات على اليمن والاتهامات الموجهة إلى إيران، قال بقائي: “الاتهامات الموجهة تتماشى مع مزاعم سابقة لا أساس لها. إيران ليست بحاجة إلى وكلاء في المنطقة”.

وأضاف: “إسرائيل تعمل كنائب لقوى أخرى في المنطقة، وهي سبب الفوضى. الشعب اليمني يتخذ خطوات دفاعية لحماية نفسه، وهو قرار مستقل صادر عن اليمن، وكل المزاعم الأخرى لا أساس لها من الصحة”.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كان قد أشار في حوار مع شبكة NBC NEWS، إلى أنه يستهدف تفكيك برنامج طهران النووي بالكامل، لافتاً إلى أنه “مستعد لبحث إمكانية السماح لإيران بالحصول على طاقة نووية مع إنهاء برنامجها للأسلحة النووية”.

 

 

المصدر: القدس العربي + الشرق للأخبار

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *