Sunday

01-06-2025 Vol 19

تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران وسط تحذيرات استخباراتية

شؤون آسيوية – خاص –

كشفت معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة عن مؤشرات متزايدة على استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية محتملة إلى منشآت نووية إيرانية، وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تكثف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وبحسب شبكة CNN، فإن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين رصدوا تحركات عسكرية إسرائيلية تشمل نقل ذخائر جوية وتنفيذ مناورات تدريبية، ما يعزز المخاوف من هجوم وشيك، وتشير المصادر إلى أن تل أبيب تدرس هذا الخيار بجدية، خاصة في ظل التباين الواضح بين موقفها المتشدد تجاه إيران ومحاولات واشنطن دفع المفاوضات نحو تسوية سلمية.

الضربة الإسرائيلية المحتملة… ومخاوف من صراع أوسع

وفقًا لمسؤولين أميركيين، فإن توجيه إسرائيل لضربة عسكرية لإيران قد يمثل قطيعة سياسية بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة ترامب، كما قد يؤدي إلى إشعال صراع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، وهو سيناريو تحاول واشنطن تجنبه، خاصة بعد تصاعد التوترات في المنطقة عقب حرب غزة عام 2023.

ورغم أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد في إسرائيل، فإن مصادر استخباراتية متعددة أفادت بأن هناك إشارات ملموسة تُرجح احتمالية تنفيذ الضربة، خصوصًا إذا لم تثمر المفاوضات النووية الأميركية-الإيرانية عن نتائج تُرضي تل أبيب.

روبيو: واشنطن تعمل على اتفاق نووي دون تخصيب

في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن إدارة ترامب تسعى للتوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني، شرط أن لا يشمل تخصيب اليورانيوم، وأكد في جلسة استماع بمجلس الشيوخ أن التخصيب يمثل “جوهر الأزمة”، نظراً لإمكانية استخدامه في إنتاج سلاح نووي، وهو ما تعتبره واشنطن تهديداً مباشراً لا يمكن قبوله.

وأشار روبيو إلى أن المفاوضات الحالية تتركز حول هذه النقطة بالتحديد، موضحًا أن إيران تعتبر التخصيب “حقًا سياديًا” ومسألة كرامة وطنية، بينما ترى واشنطن أن بإمكان طهران امتلاك برنامج مدني شبيه بما تفعله دول عديدة، دون الحاجة لتخصيب محلي.

النموذج المقترح: مفاعلات دون تخصيب

عرضت الإدارة الأميركية نموذجًا بديلًا يتيح لإيران استيراد الوقود المخصب لتشغيل مفاعلاتها لتوليد الطاقة الكهربائية، دون امتلاك القدرة التقنية على التخصيب داخليًا، ويقول روبيو إن هذا النموذج معمول به عالميًا، ويمكن أن يوفّر لطهران سبيلًا نحو الازدهار والسلام، بشرط تخليها عن خيار التخصيب الذي قد يتحول بسهولة إلى برنامج تسليح نووي.

التصعيد الإيراني والمخاوف من النوايا النووية

تأتي هذه التحركات في ظل تشكيك المرشد الإيراني علي خامنئي في نوايا واشنطن، ووسط تقارير تفيد بأن البرلمان الإيراني أقر قانونًا يُلزم الحكومة بزيادة مستويات التخصيب، لتتجاوز 60%، وهو ما يثير مخاوف الدول الغربية والإقليمية من اقتراب طهران من العتبة النووية.

وأكد روبيو أن واشنطن تنظر إلى احتفاظ إيران بقدرات التخصيب كأداة ردع استراتيجية، ما يعزز الشكوك في أن هدفها الحقيقي هو تطوير سلاح نووي، وليس مجرد توليد طاقة.

العقوبات الأميركية مستمرة رغم التفاوض

ورغم استمرار المفاوضات، شدد روبيو على أن إدارة ترامب ستواصل سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران. وأوضح أن العقوبات المتعلقة بالإرهاب وتطوير الصواريخ ستظل سارية حتى التوصل إلى اتفاق شامل، كما أشار إلى أن واشنطن تراقب دعم طهران للميليشيات المسلحة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، وتربط رفع العقوبات بتغيير هذا السلوك الإقليمي.

السباق بين الدبلوماسية والتصعيد

بينما تجري مفاوضات مكثفة بين الولايات المتحدة وإيران منذ أسابيع، تحاول واشنطن كسب الوقت للوصول إلى اتفاق، لكن الرئيس ترامب -بحسب مصادر دبلوماسية- أبلغ حلفاءه بأنه يمنح المسار الدبلوماسي أسابيع فقط، قبل التفكير في خيارات أخرى، بما في ذلك العمل العسكري.

وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، يبقى الوضع في الشرق الأوسط على صفيح ساخن، حيث تتقاطع المصالح الأمنية والسياسية في لحظة دقيقة من التوازن بين التهديد والتفاوض.

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *