كاتب إسرائيلي يدعو لعلاقة استراتيجية شاملة بين إسرائيل والهند

كتب المحلل السياسي الإسرائيلي بوعاز غولاني في صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالة دعا فيها إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية الهندية وصولاً إلى علاقة استراتيجية بين الدولتين في مواجهة خصومهما.

وقال الكاتب الإسرائيلي إن أحد الاستنتاجات التي ينبغي لإسرائيل استخلاصها من أحداث الأسبوع الماضي: زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج، واستمرار “العدوان” الحوثي، واحتدام الصراع التاريخي بين الهند وباكستان، هو ضرورة توسيع وتعميق علاقاتها بالهند، وصولاً إلى مستوى تحالف دفاعي متبادل.

وأضاف أن هناك ثلاث دول في الشرق الأوسط تعتبر نفسها قائدة للتيار السّني في العالم العربي، ونجح الرئيس ترامب في المناورة بين اثنتين منها، السعودية وتركيا، بينما تجاهل الثالثة، مصر. لقد منح السعوديين الاحترام، وصفقات اقتصادية، وصفقات سلاح، ومنح الأتراك شرعية لبسط وصايتهم على سورية.

وتابع: لن تجني إسرائيل أيّ فائدة من هذه الخطوات، فالرعاية التركية ستُتيح للعناصر الجهادية التي استولت على الحكم في سورية ترسيخ وجودها هناك، والهبات التي تلقّتها السعودية لا تقود إلى التطبيع المنشود معها، بل قد تُلحق ضرراً بالتفوق التكنولوجي الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي في منطقتنا. كذلك، أعلن ترامب وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين، وهو ما يعني، حسبما رأينا هذا الأسبوع، موافقة ضمنية على استمرار “العدوان” الحوثي ضد إسرائيل.

ورأى الكاتب نفسه أن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تضررت من هذه الأحداث، فإلى جانبها تقف الهند ومصر. إن استمرار العدوان الحوثي يضرّ بإيرادات مصر من قناة السويس، ويُصعّب تصدير السلع من الهند إلى أوروبا وأميركا، أمّا المصافحة الودية التي حظيَ بها رجب طيب أردوغان، فلم تجلب ارتياحاً لمصر، التي ترى فيه منافساً على الهيمنة في العالم السُّني، وقد آلمت تلك المصافحة الهند أيضاً، التي شاهدت تركيا تزوّد خصمها اللدود، باكستان، بمعدات عسكرية متقدمة استُخدمت في المعارك في كشمير.

وقال إن الهند، الدولة ذات التعداد السكاني الأكبر في العالم، والديمقراطية المحاطة بدول شمولية معادية، تطمح إلى التقدّم نحو مكانة قوة اقتصادية رائدة. لقد شهدت العلاقات بين الهند وإسرائيل تقلبات على مرّ السنوات، لكن منذ تولّي مودي رئاسة الحكومة الهندية، سُجّلت بوادر تحسّن واضحة. قبل عامين، وُقّعت بين الدولتين اتفاقية تهدف إلى توسيع حجم التبادل التجاري بينهما.

وأضاف: تُعدّ الهند زبوناً مهماً لصناعات السلاح الإسرائيلية، لكن هناك مجالاً واسعاً لتوسيع هذا التعاون. وبالنظر إلى المصالح المشتركة، التي أصبحت جلية في الآونة الأخيرة، يمكن، بل يُستحسن زيادة معدلات الاستيراد والتصدير مع الهند، كجزء من خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية.

وخلص الكتب إلى أن تعزيز العلاقات مع الهند يكتسب أهمية إضافية في سياق انتشار الأسلحة النووية في منطقتنا، فإسرائيل ترى في باكستان، الدولة ذات القدرات النووية المثبتة، تهديداً مستمراً. وإذا، لا قدّر الله، انضمّت إيران إلى النادي النووي يوماً ما، فسيكون من الضروري ألّا تستند سياسة الردع تجاه هذه الدول فقط إلى إسرائيل، بل إلى تحالفات أوسع، تشمل قوى حليفة أُخرى.

وختم المحلل الإسرائيلي قائلاً: تسود الهند وباكستان حالة من توازُن الرعب النووي، والذي نجح في الصمود خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من الاشتباك المسلح الذي اندلع بين البلدين. إن إقامة تحالُف دفاعي استراتيجي بين إسرائيل والهند، من شأنه أن يضيف طبقة مهمة إلى منظومة الردع في مواجهة التهديدات النووية القادمة من الشرق.

 

المصدر: صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلاً عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

More From Author

العلاقات الصينية القطرية: شراكة استراتيجية في عصر التحولات العالمية

أبرز عناوين الصحف الإيرانية بعد الجولة الخامسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *