
(251017) -- BEIJING, Oct. 17, 2025 (Xinhua) -- An aerial drone photo shows a view of the Bank of China Financial Center in Shanghai, east China. Aug. 14, 2024. (Xinhua/Fang Zhe)
شؤون آسيوية – بكين –
تحت العنوان آعلاه كتبت صحيفة الشعب الصينية مقالاً جاء فيه: انعقدت الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني من 20 إلى 23 أكتوبر الجاري ببكين. حيث ناقشت مقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة، بهدف وضع مخطط استراتيجي للتنمية خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويُعدّ وضع الخطط الخمسية وتنفيذها، آلية استراتيجية مهمة بالنسبة للحوكمة الصينية. كما تمثّل شفرة أساسية لفهم عملية التحديث على الطريقة الصينية.
ويعتبر العديد من الباحثين في الداخل والخارج، الخطة الخمسية الصينية نموذجا للتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى.
من تجاوز الإنتاج السنوي لمركبات الطاقة الجديدة 13 مليون مركبة، إلى استكمال “الجواهر الثلاث” في صناعة بناء السفن، وصولا إلى بلوغ عدد المصانع الخضراء المعتمدة على المستوى الوطني 6430 مصنعا… نجحت الصين خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، في تحقيق إنجازات نوعية في شتّى مجالات الابتكار الصناعي والتحول الأخضر. حيث أسهم الابتكار التكنولوجي في تسريع عملية التحول الاقتصادي والاجتماعي الشامل نحو تنمية أكثر استدامة، وعزّز في الوقت نفسه من مكانة الصناعة الخضراء والصناعة الراقية في الاقتصاد الصيني. كما أنشأت الصين أكبر منظومة للطاقة المتجددة وأضخم سلسلة صناعية للطاقة الجديدة في العالم، لتصبح واحدة من أسرع الدول خفضا لمعدّلات استهلاك الطاقة.
وبحسب مؤشر الابتكار العالمي 2025، فقد دخلت الصين للمرة الأولى ضمن قائمة الدول العشر الأكثر ابتكارا في العالم. مما يعكس الأهمية التي توليها الصين للابتكار بوصفه محركا رئيسيا للتحديث.
وتمتلك الصين اليوم أحد أكبر الاحتياطات البشرية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث والتطوير، الشيء الذي ساعدها على تحقيق التحوّل العظيم من “مصنع العالم” إلى “مركز الابتكار العالمي”.
وعلى الصعيد الاجتماعي، شهدت فترة الخطة الرابعة عشرة تحسنا في مستوى معيشة المواطنين. فقد نما متوسط الدخل المتاح للفرد في المناطق الريفية التي تخلصت من الفقر للتو بنسبة 7.8% سنويا، متجاوزا المتوسط الوطني للمزارعين. فيما انخفضت فجوة الدخل بين الحضر والأرياف من 2.56:1 عام 2020 إلى 2.34:1 عام 2024. وأسهم الاستهلاك بنحو 60% من النمو الاقتصادي السنوي، في وقت تحتضن فيه الصين أكثر من 1.4 مليار نسمة، بينهم ما يزيد عن 400 مليون من ذوي الدخل المتوسط، ما يعكس اتساع السوق الداخلية الهائلة وتنوع احتياجاتها.
أما على صعيد الثقة العامة، فقد أظهر تقرير “مقياس إيدلمان للثقة 2025 ” الصادر في مارس الماضي أن الشعب الصيني لا يزال يحتل المرتبة الأولى عالميا في الثقة بحكومته، كما يحافظ على مستويات عالية من التفاؤل بالمستقبل.
وفي يوليو الماضي، صدر المجلد الخامس من كتاب “شي جين بينغ: الحكم والإدارة”، حيث اعتبر خبراء دوليون أن نموذج الحوكمة الصيني، قد أثبت قدرته على تحقيق الاستقرار والازدهار وضمان رفاهية الشعب، بفضل منظومة مؤسسية ناضجة وفعالة.
وفي خطوة مهمة لتعزيز بيئة الأعمال، دخل قانون تعزيز الاقتصاد الخاص حيز التنفيذ في مايو الماضي، مُكرّسا للمرة الأولى المبدأين “الثابتين” ومؤكدا الوضع القانوني للاقتصاد الخاص. وقد وصفت وسائل الإعلام الأجنبية هذه الخطوة بأنها “إنجاز تاريخي”، إذ تسعى الصين من خلالها إلى تعميق سيادة القانون وتهيئة بيئة أعمال عادلة ومنفتحة.
من جهة أخرى، أسهم قانون الاستثمار الأجنبي ولائحة مراجعة المنافسة العادلة في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب، وبناء سوق وطنية موحدة أكثر كفاءة وجاذبية.
وفي إطار صياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، أطلقت الصين حملة إلكترونية واسعة لجمع الآراء الشعبية، وتلقت خلالها أكثر من 3.11 مليون اقتراح من مستخدمي الإنترنت، ما يجسد بوضوح روح الديمقراطية الشعبية الشاملة بوصفها “الأوسع والأصدق والأكثر فعالية”. مما يوضح سعي الصين إلى تحسين آليات استيعاب الرأي العام ودمج الحكمة الشعبية في صنع القرار، لتشكيل تآزر وطني يساهم في دفع عجلة التحديث الشامل.
ورغم استمرار التحديات الخارجية، واصلت الصين خلال فترة الخطة الرابعة عشرة الالتزام بالانفتاح الاقتصادي. حيث بلغ إجمالي الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي حتى يوليو الماضي 714.87 مليار دولار، مع تأسيس 235 ألف شركة جديدة باستثمارات أجنبية، بزيادة قدرها 32 ألف شركة مقارنة بالفترة السابقة.
وعلى المستوى الدولي، أصبحت مبادرة الحزام والطريق منصة التعاون الدولي الأوسع والأضخم في العالم. وخلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحوكمة العالمية الهادفة إلى تعزيز التعاون الدولي لبناء نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا. وفي ذات الصدد، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن “مستقبل البشرية يعتمد إلى حد كبير على الصين”.
ومن خلال مسيرتها نحو القوة الوطنية والتجديد الشامل، استطاعت الصين إرساء نموذج جديد للتحديث، وتأسيس مسار فريد للحضارة الإنسانية الحديثة.
المصدر: صحيفة الشعب الصينية