شؤون آسيوية – بكين –
لا يمثل عيد قوارب التنين الذي يعد من أهم الأعياد الصينية التقليدية جزءا من التراث الثقافي الغني فحسب، بل أصبح أيضا فرصة مهمة للأصدقاء من جميع أنحاء العالم للتعرف على الثقافة الصينية وتعزيز التبادل الثقافي. وفي السنوات الأخيرة، مع الانتشار العالمي للثقافة الصينية، يتزايد تأثير عيد قوارب التنين في جميع أرجاء العالم. ومع تعمق التبادل الثقافي في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، يحتفل المزيد من الأصدقاء العرب بهذا العيد العريق الذي نشأ في الصين، حيث يشاركون في فعالياته المتنوعة المتمثلة في سباقات قوارب التنين وإعداد لفائف الأرز (التسونغتسي) وصنع أكياس العطر.
وفي دبي بالإمارات العربية المتحدة، لا شك أن سباق قوارب التنين السنوي هو أبرز فعاليات الاحتفال بعيد قوارب التنين. وقبيل هذا العيد في العام الجاري، أقيم سباق قوارب التنين كما هو مقرر بتنظيم من مجلس دبي الرياضي ومشاركة رياضيين صينيين وعرب. وعلى أنغام صافرة الحكم أحمد المزروعي، انطلقت عدة قوارب تنين مزينة بزخارف عربية في قناة دبي. وقال اللاعب الإماراتي محمد القاسمي وهو يمسح عرقه لمراسل بوكالة أنباء شينخوا إن مهارات هذه الرياضة تعلمها من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو التي تعرض سباقات قوارب التنين الصينية على الإنترنت، وقد بدأ التدريبات البدنية خلال شهر رمضان هذا العام على أمل أن يحقق فريقه نتائج جيدة. وذكر اللاعب الصيني وانغ هاي الذي يعيش في دبي منذ سنوات عديدة، أن نسبة المشاركين العرب في ازدياد سنويا منذ إقامة سباق قوارب التنين لأول مرة في عام 2017، وقد أصبح هذا السباق نموذجا للتبادلات الشعبية الصينية العربية.
وفي جامعة نجران بالمملكة العربية السعودية، وهي أول جامعة تفتح قسما للغة الصينية، أصبح عيد قوارب التنين مثالا حيا لتدريس الثقافة الصينية. وأضاف معلمو قسم اللغة الصينية بالجامعة بشكل خاص حلقات تدريس ثقافة عيد قوارب التنين قبيل العيد، وأعدوا التسونغتسي اللذيذ للأطفال، حتى يتمكن الطلاب من الشعور بسحر الثقافة الصينية خلال التعلم. وحرص المعلمون على تدريس معرفة متعلقة بعيد قوارب التنين ضمن فصول اللغة الصينية، حتى يتمكن الطلاب من فهم أصل عيد قوارب التنين وتعلم الاسم الصيني للتسونغتسي. وبعد فهم أصل عيد قوارب التنين، بدأ الطلاب في صنع قوارب التنين الورقية الخاصة بهم يدويا تحت إرشاد من المعلمين، ويمكنهم اختيار الألوان والأنماط التي يفضلونها، مما عزز انطباعهم عن ثقافة عيد قوارب التنين الصينية. ولم تجعل معرفة الثقافة الصينية التي دُرست في فصول اللغة الصينية وطرق التدريس الحية الطلاب السعوديين يتعلمون اللغة فحسب، بل جعلتهم أيضا يفهمون الثقافة الصينية التقليدية بشكل أفضل، ولديهم اهتمام أكبر بتعلم اللغة الصينية في المستقبل.
وأما في مكتبة الإسكندرية بمصر، فتشرح عالمة الصينيات المصرية ميرا أحمد للجمهور طريقة صنع أكياس عطر من نبات الشيح. وتعد مصر أول دولة عربية وأفريقية تؤسس تعليم اللغة الصينية، وقد بدأت في تدريب متخصصي اللغة الصينية منذ عام 1958. وبعد سنوات من التطوير، حقق تعليم اللغة الصينية في مصر نتائج بارزة. ويتسم تدريس اللغة الصينية في مصر بأساس تاريخي واحتياجات واقعية، كما أن حمى دراسة اللغة الصينية في مصر آخذة في الارتفاع. وقالت ميرا أحمد إنها مهتمة بكل عيد من الأعياد الصينية، لأن كل عيد يحتوي على ثقافة غنية، ومن خلال فهم أصل كل عيد، يمكنها فهم شخصية الشعب الصيني، مضيفة أنها بصفتها مبعوثة للاتصال الثقافي الصيني المصري، فإنها ملزمة بجعل الجمهور المصري يفهم الصين بشكل أكثر وضوحا ودقة.
ولا يفتح عيد قوارب التنين نافذة للأصدقاء الأجانب للتعرف على الثقافة الصينية فحسب، بل أصبح أيضا رابطة جديدة للتعاون الصناعي. وتشير إحصائيات جمارك مدينة ييوو الصينية إلى أن صادرات المنتجات الثقافية والإبداعية لعيد قوارب التنين مثل نماذج قوارب التنين وأكياس العطر إلى الدول العربية ظلت تحافظ على نمو مطرد لسنوات عديدة متتالية. وبينما كان التاجر تشن مينغ من ييوو يعرض على المراسل طلبا جديدا من زبون عماني، قال إن طلبات التخصيص الشخصية تزداد الآن، فعلى سبيل المثال، هذا الطلب هو بشأن إنتاج أكياس عطر لعيد قوارب التنين خاصة ومطبوع عليها شعار ميناء صحار.
المصدر: شينخوا