شؤون آسيوية – بكين –
أطلقت الصين برنامجا تجريبيا في المستشفيات الواقعة بالمناطق التي ترتفع فيها معدلات الشيخوخة، مما يتيح للمرضى الاعتماد على الممرضين والعاملين ذوي الصلة بدلا من أفراد الأسرة أو مقدمي الرعاية الخاصة، وذلك بهدف توفير الرعاية للمرضى على مدار الساعة.
ويهدف البرنامج التجريبي، الذي أعلنت عنه اللجنة الوطنية الصينية للصحة في نهاية مايو الماضي، إلى معالجة هذه القضايا على خلفية تسارع معدلات الشيخوخة بين سكان الصين وارتفاع عدد المسنين الذين يحتاجون إلى رعاية على مدار الساعة.
وحسب البرنامج الذي سيستمر حتى يونيو 2027، يمكن للمرضى المقيمين في المستشفى اختيار ما يسمى “خدمة الرعاية بدون مرافقة”، حيث يتم توفير الرعاية اليومية من قبل مساعدي التمريض الذين توظفهم المستشفيات، مما يحرر أفراد الأسرة من بعض أعبائهم.
وسيساعد مساعدو التمريض المرضى الذين يعانون من افتقار جزئي أو كلي للقدرة على الرعاية الذاتية وأولئك الذين يعانون من صعوبة الحركة في أنشطة مثل تناول الوجبات والرعاية الصحية والاستحمام، وذلك تحت إشراف الطاقم الطبي.
وشددت اللجنة على أنه يجب ألا يؤدي مساعدو التمريض مهام طبية أو تمريضية متخصصة أو يضطلعوا بواجبات العاملين الطبيين المرخصين. وستكون السلطات الصحية المحلية مسؤولة عن تدريب مساعدي التمريض لتحسين خبرتهم المهنية ومهارات الاتصال لديهم ومعرفتهم بمعايير الجودة والسلامة وسبل مكافحة العدوى.
ويجب على المستشفيات التجريبية أيضا توفير لوازم حماية الصحة المهنية اللازمة ومراقبة الظروف الصحية للمساعدين. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على المستشفيات تبسيط توصيل العينات والأدوية والوجبات لتسهيل عمل المساعدين.
وحتى نهاية عام 2024، كان هناك حوالي 310 ملايين شخص تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر في الصين، ما يمثل 22 بالمائة من إجمالي السكان. وبحلول عام 2035، من المتوقع أن يتجاوز هذا العدد 400 مليون نسمة أو ما يعادل 30 بالمائة من إجمالي السكان.
وقبل إطلاق البرنامج الوطني المذكور، بدأت عدة مناطق بالفعل تجارب على المستوى المحلي.
وفي مدينة ووشي بمقاطعة جيانغسو في شرقي الصين، استأجرت تشانغ جيون مساعِدة تمريض في فرع تابع لمستشفى تجريبي لمساعدة والدتها البالغة من العمر 90 عاما والتي خضعت لجراحة في العظام الشهر الماضي. وبلغت تكاليف الخدمة 120 يوانا (حوالي 16.70 دولار أمريكي) كل يوم.
وقالت تشانغ إنها شعرت بالطمأنينة حيال مهام مثل إعادة وضع والدتها أو ضبط ميل السرير، حيث أبدت مساعِدة التمريض اهتماما كبيرا بالتقنيات المناسبة لتجنب الإصابة. ومع ذلك، فإن تشانغ لا تزال تفضل مرافقة والدتها شخصيا معظم الوقت، حيث ترى أن مشاعرها وتعاطفها تجاه أمها ستكون أقوى مما يبديه أي شخص غريب.
المصدر: شينخوا